من أجل عيون مردوخ.. اجتماع مجلس إدارة «نيوز كورب» يضم الأصدقاء

للمرة الأولى منذ فضيحة التنصت على الهواتف

مجلس إدارة «نيوز كورب» برئاسة روبرت مردوخ في اجتماعهم الأول بعد فضيحة التنصت («نيويورك تايمز»)
TT

كان إمبراطور الإعلام روبرت مردوخ محاطا بالكثير من الوجوه المألوفة والمحبة له عندما كان جالسا مع مجلس إدارته يوم الثلاثاء الماضي للمرة الأولى منذ فضيحة التنصت على الهواتف والتي أدت إلى حدوث حالة من الاضطراب في شركته.

وقد تم عقد الاجتماع في استوديو شركة أفلام «توينتيث سينتشري فوكس» ليتزامن مع إعلان شركة «نيوز كورب» عن الأرباح الفصلية يوم الأربعاء. وقد ضم الاجتماع العديد من الشخصيات التي تربطها علاقات عميقة وطويلة الأمد بمردوخ وشركته وأسرته، وكان من بين هؤلاء الأشخاص الرئيس السابق لمصرف «غولدمان ساكس» الذي ساعد «نيوز كورب» في عقد صفقات ضخمة، كما ضم الاجتماع الأب الروحي لأحد أحفاد مردوخ، كما حضر مدير فرع شركة مردوخ في أستراليا وهي شركة «نيوز ليميتد».

ولم يكن هؤلاء سوى بعض من مديري شركة «نيوز كورب» الذين ينظر إليهم على أنهم مستقلون - وقد تم اختيارهم لأنهم يمتثلون للوائح التي تهدف إلى ضمان وجود رقابة موضوعية من جانب الشركات. ولطالما كان عدم وجود استقلال حقيقي يمثل نقطة حساسة بالنسبة لأولئك الذين ينتقدون مجلس إدارة شركة «نيوز كورب» لأنه دائما ما ينفذ رغبات مردوخ. وخلال الأسبوع الماضي وفي محاولة نادرة لتهدئة المساهمين، قررت شركة «نيوز كورب» عدم ضم ابنة مردوخ - إليزابيث - إلى مجلس الإدارة. وكان من المتوقع أن تنضم إليزابيث إلى المجلس بعد قيام الشركة بشراء شركة «شاين»، وهي شركة الإنتاج التلفزيوني التي كانت تملكها إليزابيث، مقابل نحو 675 مليون دولار في وقت سابق من العام الحالي.

وتنظر شركة «نيوز كورب» إلى تسعة من مديريها الستة عشرة على أنهم مستقلون، وذلك تمشيا مع قواعد بورصة «ناسداك» التي تشترط أن تكون أغلبية أعضاء مجلس الإدارة على علاقات محدودة بالشركة. ومع ذلك، نجد أن العديد منهم مدينون بوظائفهم لمردوخ، في حين حقق آخرون الملايين من الدولارات، مما جعله أكثر ثراء، وتشمل هذه القائمة كلا من:

- رودريك إدينغتون، وهو الرئيس التنفيذي السابق لشركة «الخطوط الجوية البريطانية» والذي أصبح نائبا لرئيس شركة «نيوز ليميتد» في عام 1997، أي بعد عام واحد من اختياره لإدارة شركة طيران «انسيت أستراليا» التي تستحوذ شركة «نيوز كورب» على 50 في المائة من أسهمها.

- ناتالي بانكروفت، وهي مطربة بالأوبرا، ووافقت عائلتها على بيع «داو جونز» وصحيفة «وول ستريت جورنال» إلى مردوخ في عام 2007، والتي حققت ثروة طائلة.

- كينيث كولي، الذي كان الرئيس التنفيذي ورئيس شركة «نيوز ليميتد» لما يقرب من 20 عاما خلال الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.

- أندرو نايت، الذي كان الرئيس التنفيذي لشركة «نيوز إنترناشيونال» خلال الفترة بين عامي 1990 و1994.

- جون ثورنتون، الرئيس السابق لمصرف «غولدمان ساكس»، والذي قدم المشورة لشركة «نيوز كورب» في عدد من الصفقات الكبرى، بما في ذلك شراء خدمة الأقمار الصناعية الآسيوية «ستار تي في» مقابل مليار دولار، ولذا حصل على ملايين الدولارات كرسوم له ولمصرف «غولدمان ساكس».

- فيت دينه، وهو مسؤول كبير سابق في وزارة العدل في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش، والمؤلف الرئيسي لقانون باتريوت.

ويعد دينه هو الأب الروحي للابن الأكبر لمردوخ، لاكلان مردوخ، وهو المسؤول في النهاية عن إجراء التحقيق المستقل الداخلي في فضيحة التنصت على الهواتف في شركة «نيوز إنترناشيونال». وقد استعان دينه بأكبر الخبراء في الدفاع الجنائي لتقديم المشورة له ولغيره من المديرين المستقلين في ما يتعلق بهذه المسألة، وقام بتعيين ماري جو وايت، النائبة السابقة للمنطقة الجنوبية في نيويورك، والنائب العام السابق مايكل موكاسي.

ويكاد يكون مجلس إدارة شركة «نيوز كورب» هو الوحيد في الشركات الأميركية المكدس بالمديرين المستقلين الذين لديهم علاقات وثيقة بالشركات والذين تم انتخابهم من قبل المساهمين لخدمة هذه الشركات، غير أن خبراء في حوكمة الشركات قد صرحوا بأن التاريخ الطويل بين شركة «نيوز كورب» والعديد من المديرين المستقلين يعد مثالا صارخا على أن الود في مجلس الإدارة قد سمح وربما أسهم في سوء الإدارة.

وقالت لوسي ماركوس، وهي المديرة التنفيذية لشركة «ماركوس فينشر للاستشارات» والتي تكتب حول قضايا حوكمة الشركات لشبكة مدونات «هارفارد بيزنس ريفيو»: «إنني أستمر في مراقبة ذلك، وأعتقد أنهم لا يدركون أننا يمكننا رؤيتهم. السبب وراء وجود حوكمة الشركات ليس لأنه شيء جميل يمكننا القيام به، ولكن لأنه يمكن أن يكون مفيدا للغاية إذا كان لديك مجلس إدارة قوي بالفعل. لا أعتقد أن شركة (نيوز كورب) كانت ستعاني من المشاكل التي تعاني منها الآن لو كان لديها مجلس إدارة مستقل».

ولكي يتم إصلاح مجلس إدارة «نيوز كورب» أو أي مجلس إدارة آخر، يجب تغيير القواعد التي تحكم من هو مؤهل للعمل كمدير. وتمتثل «نيوز كورب» الآن وبشكل كامل للقواعد التي وضعتها بورصة «ناسداك» التي يتم تداول أسهمها بها، وللقانون الفيدرالي.

وتؤكد قواعد «ناسداك» على أن المديرين المستقلين لا يجب أن تكون لديهم علاقات من شأنها «أن تتدخل في ممارسة الحكم المستقل في الاضطلاع بمسؤوليات المدير». وعلى وجه التحديد، تستثني «ناسداك» أي شخص كان يعمل في الشركة في السنوات الثلاث السابقة. ولا يسمح النظام للموظفين السابقين الذين يحصلون على استحقاقات التقاعد أن يكونوا مديرين مستقلين.

وقد بدأ بعض المساهمين في شركة «نيوز كورب» الضغط بالفعل في ما يتعلق بهذه المسألة، حيث قامت شعبة «ويسباث لإدارة الاستثمارات»، وهي شعبة المجلس المختصة بالمعاشات التقاعدية والصحية للكنيسة الميثودية المتحدة وتملك نحو 1.1 مليون سهم من الفئة إيه من أسهم شركة «نيوز كورب»، بإرسال خطاب إلى المجلس الأسبوع الماضي تعترض فيه، من بين أمور أخرى، على افتقار المجلس للاستقلال.

وقال الخطاب «بما أن المساهمين مهتمون بالمحافظة على قيمة الشركة طويلة الأجل، من المهم أن يتحرك مجلس الإدارة بسرعة لتحسين مستويات الحوكمة».

* خدمة «نيويورك تايمز»