المراقب الصحفي: النجمة مادونا في «الشرق الأوسط»!

TT

ربما لم يلاحظ كثير من القراء أن صحيفة «الشرق الأوسط» قد انفردت بلقاء صحافي موسع وحصري مع نجمة البوب الأميركية مادونا، يوم الأحد الماضي. هذا اللقاء وإن كان لا يهم البعض لكنه يظل في المعايير الصحافية مقابلة حصرية مع شخصية لها وزنها وكان يفترض أن يتم إبرازها على نحو لائق.

فهذه المقابلة لم يكن في عنوانها الرئيسي ما يشير إلى أن مراسل الصحيفة قد حظي بلقاء حصري مع نجمة البوب الأميركية، التي تجاوزت سن الخمسين لكنها ما زالت تحظى باهتمام الصحف ووكالات الأنباء العالمية التي تنقل دقائق أخبارها الشخصية والفنية.

عندما تقبل مادونا أن تخص صحيفة عربية بمقابلة حصرية مدتها ربع ساعة ثم تتجاوز مدتها ثلاثة أضعاف هذه المدة فإن هذا بحد ذاته يستحق أن ننبه القارئ إليه في الفقرات الأولى للموضوع وليس بتواضع كما ذكر في إحدى الفقرات الداخلية. في العمل الصحافي ليس هناك تواضع، بل هناك مهنية يجب أن نتفق جميعا عليها. أما إذا كان مراسل الصحيفة المخضرم قد اعتاد على الالتقاء بالنجوم بحكم قربه من المجتمع الهوليوودي، وخبرته الطويلة في هذا المجال، فلا يجب أن يفوت ذلك معدّ الصفحة أو الديسك نفسه.

وهذا الموضوع كان يجب أن يشار إليه بطريقة لافتة في الصفحة الأولى. ورغم أنني شخصيا لست مع البهرجة الصحافية الزائدة، ولكن إبراز موضوع فني كهذا قد يخفف قليلا من حدة أخبار الحروب والنزاعات السياسية والثورات العربية التي نشهدها حاليا وتتصدر الصفحات الأولى. أما إذا نسي القائمون على الصفحة الأولى بحكم اهتمامهم بالملفات الكبرى، فحري بمسؤول الصفحة أن يلفت نظرهم بين حين وآخر إلى موضوعات تستحق الإشارة في الأولى.

أما بخصوص الأسئلة فقد كانت جيدة وغطت زوايا عدة. وكنت أبحث عن السؤال الجوهري لكل صحافي، ألا وهو: «ما مشاريعك المقبلة؟»، لأنتقد المراسل إن لم يسألها هذا السؤال الخبري، لكنه كان لها بالمرصاد، إلا أن مادونا لم تعطِ إجابة محددة، وهنا ينتهي دور الصحافي.

اخترت موضوع مادونا هذا الأسبوع لأنه مثال عملي وحديث، وما جاء ذكره آنفا من ملاحظات ينطبق على معظم الموضوعات الصحافية التي تنشر بالصحف.