المراقب الصحفي: أبو مازن في التوقيت المناسب

TT

جاء اللقاء الصحافي الذي أجرته صحيفة «الشرق الأوسط» مع الرئيس الفلسطيني في التوقيت المناسب. ويأتي هذا اللقاء الذي أجري على متن الطائرة التي أقلت الرئيس الفلسطيني ووفده المرافق إلى نيويورك، بالتزامن مع حدث سياسي مهم في تاريخ القضية، وهو محاولة الرئيس محمود عباس تقديم طلب العضوية الكاملة لفلسطين في مجلس الأمن، رغم ما يحف هذه المحاولة من تهديدات أميركية باستخدام حق النقض (الفيتو) فضلا عن تداعيات أخرى على صعيد المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية.

حاولت الصحيفة بهذا اللقاء الموسع تسليط الضوء مجددا على القضية الفلسطينية التي توارت أنباؤها خلف أحداث الثورات العربية العاصفة والاستبداد الدامي في أنحاء متفرقة من العالم العربي. وفي الحقيقة ليس هناك منصب أكبر من رئيس دولة ليتحقق معه الغرض من هذا اللقاء. فقد وفقت الصحيفة في الاختيار والتوقيت.

والمتأمل لتفاصيل اللقاء يجد أن أبو مازن لم يكن متحفظا في كلامه في بعض المواضع، بل كان يسمي الأشياء بمسمياتها. ومن ذلك رده على من يذكره برغبة الأميركيين في فتح ملفه المالي، فقال (بحدة): «أتحدى أن يثبتوا أنني حصلت على قرش واحد بشكل غير قانوني ليس بعد قيام السلطة فحسب، بل منذ أن تسلمت رئاسة الدائرة المالية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1974، وحتى خروجي منها عام 1979». وقال أيضا «إننا لن نعود إلى الانتفاضة المسلحة وإلى أعمال العنف إطلاقا».

وقد ذكرني مكان إجراء اللقاء مع الرئيس الفلسطيني على متن طائرته بلقاء سابق أجرته «الشرق الأوسط» مع مرشح الرئاسة المصرية، آنذاك، عمرو موسى الذي كان على متن قطار مصر - إسكندرية، وذلك من جهة أن اللقاء أجري أيضا في مكان غير تقليدي. وتمنيت لو أن لقاء أبو مازن قد نشرت معه صورة للرئيس مع مراسل الصحيفة وهما في الطائرة ليضفي على اللقاء بعدا جماليا يلحظه حتى القارئ العادي غير المهتم بالسياسة.

وكان يجب أن يكون العنوان الرئيسي للقاء الحصري مع الرئيس الفلسطيني في الجزء العلوي من الصفحة الأولى لولا الخبر الرئيسي الذي انتقدت فيه الأمم المتحدة وفرنسا «الجرائم ضد الإنسانية» التي ارتكبها النظام السوري بحق شعبه. غير أن معد الصفحة قد حاول بذكاء إبراز صورة أبو مازن من دون الإطار التقليدي المربع للفت الانتباه، وقد نجح بالفعل في ذلك، معي أنا على الأقل.

بصورة عامة، كان هناك باقة من المواضيع الحصرية المتنوعة التي نشرتها الصحيفة هذا الأسبوع، لكننا قررنا تسليط الضوء على لقاء الرئيس قُبيل محاولته التاريخية تقديم طلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية في مجلس الأمن.