وجه «فيس بوك» الجديد

«غوغل بلس» سجلت العضو رقم 20 مليونا.. و2.5 مليار دولار الأرباح الإجمالية بزيادة 20% عن العام السابق

مارك زوكربيرغ مؤسس «فيس بوك» يقدم التغييرات الجديدة على موقعه («نيويورك تايمز»)
TT

رغم أخبار الأزمة الاقتصادية ونظافة البيئة والأعاصير، يبدو أن خبرا واحدا أثر تأثيرا مباشرا على أكثر من ثمانين مليون شخص، هم المشتركون في موقع «فيس بوك» الاجتماعي، وذلك لأن الموقع غيّر ديكوره وأضاف وحذف حسب ديكور «فيس بوك» المعروف باسم «ف8».

ويستطيع المشاركون الآن الحصول على معلومات مباشرة ومستمرة على الجانب الأيمن من الصفحة، بعد أن كان عليهم أن يختاروا بين آخر الأخبار وآخر المعلومات، وأيضا وضع معلومات تاريخية وصور عن أنفسهم بدلا عن النبذة الشخصية التي تصحب صفحة كل مشترك، وأيضا بدلا عن «لايك (أحب)» التي كانت تسبب مضايقات لكتابها ولقرائها، سيجد المشتركون خيارات أخرى توضح درجات إعجابهم، أو عدم إعجابهم ، هذا بالإضافة إلى فتح المجال أمام مشاركات أكثر من مشاركات الرأي، مثل ماذا يطبخ المشترك وماذا يأكل وماذا يقرأ، يعني هذا إمكانية مشاركة مشترك مباشرة في قراءة كتاب أو مشاهدة فيلم أو الاستماع إلى أغنية أو قطعة موسيقية، بحسب «نيويورك تايمز».

لكن سارع مراقبون وخبراء في مجال الإنترنت وقالوا إن هذه التغييرات ليست بسبب سواد عيون المشتركين، ولكن لفتح مجالات أكثر للشركات والبنوك للحصول على معلومات أكثر عن المشتركين لوضع إعلانات تناسب ذوق كل واحد.

وأضاف الخبراء والمراقبون أن هناك نقطة أخرى لها صلة بالمنافسات التجارية، وهي أن «فيس بوك» أحست بأن «غوغل» بدأت الاعتداء عليها في عقر دارها، وذلك بتقليد ما تفعل، بل وما تريد أن تفعل. وكانت «غوغل» أعلنت في نفس أسبوع إعادة تصميم «فيس بوك» فتح «غوغل بلس» للجمهور. وكانت «غوغل بلس» تأسست قبل ثلاثة شهور، غير أن الدخول إليها اقتصر على عدد معين.

حدث هذا رغم أن «غوغل بلس» كما قالت تقارير إخبارية لا تنجح بنفس سرعة نجاح «فيس بوك»، لكن كما قالت التقارير لن تقدر شركة «غوغل» على إلغاء «غوغل بلس» لأنها لا تملك بديلا، ولا بد أن تعمل هي نفسها على إعادة تصميم «غوغل بلس» مثلما أعاد «فيس بوك» تصميم نفسه.

لكن لم يتحدث مارك زوكربيرغ مؤسس ورئيس «فيس بوك» عن أي شيء له صلة بالمنافسات التجارية والإعلانات عندما أعلن الديكور الجديد، وقال: «نريد من كل مشترك أن يحكي لنا قصة حياته». وصار واضحا أنه يفضل التركيز على العلاقات الإنسانية مع وبين المشتركين وليس العلاقات التجارية. وكانت مؤسسة «بيو» للاستفتاءات الشعبية استفتت الناس عن «فيس بوك»، ورغم أنها وجدت انتقادات كثيرة وجدت قبولا عاما، بسبب ظهور هذا النوع من العلاقات الاجتماعية الذي لم يكن يتوقعه أحد قبل عشرين أو ثلاثين سنة تقريبا. وظهر هذا واضحا في أن عدد المشتركين قفز من خمسمائة مليون إلى ثمانمائة مليون خلال شهور قليلة، بل إنه في يوم واحد قبل أسبوع كان عدد المشتركين الذين يتصفحون الموقع في نفس اللحظة قرابة خمسمائة مليون مشترك.

في نفس الوقت خاف عدد كبير من المشتركين من التعدي على خصوصياتهم عن طريق ديكور «فيس بوك» الجديد، وكما جاء على لسان مشتركة: «دون أن أدري وبمتابعة تعليمات (فيس بوك) وجدت نفسي وقد وضعت معلومات كثيرة جدا عن نفسي ربما أكثر مما يجب»، وأضافت أنها ليست متأكدة إذا كان هذا شيئا طيبا بالنسبة لها ولبقية المشتركين. وقالت إنها تتوقع أن تستفيد شركات الإعلانات والتسويق من أطنان المعلومات التي سوف يضيفها المشتركون إلى صفحاتهم، وقالت إنها قد تنتقل إلى «غوغل بلس».

ولا بد أن هذا سوف يسعد شركة «غوغل»، التي صار واضحا أنها المنافس الأول لشركة «فيس بوك»، ورغم أن «غوغل» تقود ماكينات البحث في الإنترنت بصورة مذهلة لم تكن متوقعة حتى قبل سنوات قليلة، تريد أن تنافس شركات الإنترنت التي تقود مجالات أخرى مثل الاتصالات الاجتماعية والكتب.

وكما كتب ستيوارت إليوت مسؤول الإنترنت في صحيفة «نيويورك تايمز»، يبدو أن «غوغل» تقدر على أن تفعل كل شيء. وقالت «غوغل» إن «غوغل بلس» سجلت العضو رقم عشرين مليونا، ورغم أن «فيس بوك» سجلت أكثر من ثمانمائة مليون مشترك، يبدو أن «غوغل» متفائلة بأنها تقدر على ذلك.

في نفس الوقت أوضحت أرقام الربع الأخير من العام الماضي أن أرباح مجموعة «غوغل» بكل شركاتها الفرعية فاقت توقعات المحللين والخبراء وحققت دخلا بلغ 2.5 مليار دولار، أي بزيادة عشرين في المائة عن العام السابق.

ورغم أن مخاوف ثارت في البداية حول احتمال أن تلحق خطة «غوغل بلس» بمواقع إنترنت أخرى مثل «ويف» و«باز» اللذين لم يحققا نجاحا كبيرا، يبدو أن «بلس» سيكون موقعا مفضلا. وأيضا لأن «فيس بوك» رغم الديكور الجديد شهد فعلا تراجعا في الآونة الأخيرة، خصوصا في الولايات المتحدة، وطبعا يأمل «فيس بوك» مع الديكور الجديد كسب الذين تركوه وإضافة غيرهم إليه.