المراقب الصحفي: اللقاءان الصحافيان

TT

حفل الأسبوع الماضي بلقاءات متنوعة خاصة، لكن ما لفت انتباهي اللقاءان الصحافيان اللذان أجريا مع الرئيس السوداني والرئيس الفلسطيني (للمرة الثانية خلال أسبوع واحد).

لم يكن لقاء صحيفة «الشرق الأوسط» مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) مكررا مقارنة بسابقه الذي أجري الأسبوع الماضي في طائرته المتجهة به إلى نيويورك، حيث قدم طلبه التاريخي للاعتراف بفلسطين كدولة. فاللقاء الثاني جاء أيضا في التوقيت المناسب، حيث شعر القارئ بأن صحيفته قد لاحقت الرئيس بباقة من الأسئلة الأخرى المتنوعة عن تجربته في الأمم المتحدة. كما وضع اللقاء الثاني القارئ في قلب الحدث ليسمع وجهة نظر رئيس السلطة الفلسطينية الذي قال إن «دولا عربية حاولت إقناعه بالعدول عن تقديم طلبه الاعتراف بفلسطين». وتطرق إلى أمور أخرى جرت بعيدا عن عدسات الصحافيين، وقدم انطباعاته ورؤيته وتوقعاته المستقبلية.

أرى أن هناك جانبا عاطفيا جميلا شعر به بعض القراء في تجربة اللقاء الأول، حينما وصف أبو مازن مشاعره عشية تقديم طلب الاعتراف بقوله «لم أنم كثيرا تلك الليلة.. والآن أشعر بالارتياح». وقد كنا كقراء مع أبو مازن في طائرته إلى نيويورك، نشعر بمعاناته، ثم أخذنا مراسل الصحيفة مرة أخرى في جولة جديدة مع الرئيس حول جلسة الأمم المتحدة، وذلك في اللقاء الثاني المنشور أمس. صحيح أن اللقاء الأخير لم يخرج «بخبطة صحافية» كما يقال، لكن مقابلة صاحب مشروع الاعتراف بفلسطين قبل وبعد عودته من هذه الرحلة هي في حد ذاتها عمل صحافي جيد يضعنا في أجواء الحدث.

وكان اللقاء الموسع الذي أجرته «الشرق الأوسط» مع الرئيس السوداني عمر البشير متميزا من ناحية طرح الأسئلة المباشرة، وتنوع الموضوعات، وقد نشرت المادة على صفحة كاملة. مأخذي على اللقاء أنه جاء متأخرا، فقد كنا بحاجة إلى لقاء موسع وحصري بهذا الحجم في أثناء أو بُعَيد مرحلة تقسيم السودان في يوليو (تموز) الماضي.

وقد لاحظت أن «الشرق الأوسط» لم تنشر نص المقابلة الكاملة للرئيس السوداني عمر البشير، على الإنترنت، وهو الأمر نفسه الذي يتكرر في صفحات أخرى كالرياضة مثلا. لذا ندعو القراء المهتمين أو الباحثين ألا يركنوا إلى النسخة الإلكترونية في الموقع، فلا بد لهم من شراء النسخة الورقية.

اللقاءات الصحافية المهمة مطلوبة، خلال الأسبوع، لنطعم الأخبار التقليدية بوسيلة أخرى من وسائل العمل الصحافي المتنوعة.