التقارير العلمية في «الشرق الأوسط»

TT

تنشر صحيفة «الشرق الأوسط» عددا من التقارير الصحافية المتميزة، التي تتناول أحدث المواضيع العلمية المطروحة على الساحة، التي تردها من مراسليها الموجودين في مدن العالم. كثير من هذه «التقارير العلمية»، إن جاز التعبير، تعد ذات قيمة مضافة للصحيفة وباتت تميزها عن صحف أخرى.

ومما أذكر من هذه التقارير العلمية، على سبيل المثال لا الحصر، موضوع «المشي يشحن بطاريات الأجهزة الإلكترونية المحمولة»، والدراسة الأميركية الحديثة التي أظهرت أن الصوم يحد من عوامل الخطورة على القلب.. ويزيد من هرمون النمو البشري، وآخر عن استخدام الطاقة الكهربائية في الإنارة المنزلية، وتقرير عن الاستفادة من طاقة الأفران المهدرة لتوليد طاقة كهربائية، وغيرها.

هذه التقارير العلمية مهمة، فالصحيفة إن لم تستفد من انتشار مراسليها في الدول المتقدمة، فما فائدة هذا الوجود إذن؟ تغطية الأحداث السياسية والاقتصادية يجب أن لا تكون فقط هي الشغل الشاغل للمراسل، فهناك من المواد العلمية ما يستحق أن ينشر أيضا، بما في ذلك تجارب مختبرات الدول العربية وجامعاتها التي تقدم على مدار العام دراسات وبحوثا حديثة، غير أن معظم هؤلاء المختصين ليس لديهم الحس الصحافي لإبراز أعمالهم، فهم عاكفون على معاملهم وفصولهم، ويحتاجون إلى من يتواصل معهم بين الفينة والأخرى لينفرد بتقارير خاصة بـ«الشرق الأوسط» قبل أن تتناقلها وكالات الأنباء. وكم من مغترب عربي في جامعته الغربية يتمنى لو أن صحيفة عربية واحدة تظهر نتائج دراسته لمجتمع الناطقين بلغة الضاد. ما نحتاجه هو التواصل الدائم لنظفر بتقارير جيدة.

كما أن تثبيت نشر بعض التقارير ذات الصبغة العلمية في الغلاف الداخلي الأخضر، يعد فكرة جيدة حتى يعتاد القارئ على أن هذه الزاوية مخصصة لهذا النوع من المواضيع.

أما بخصوص الملاحظات، فهناك قائمة بعناوين تقارير صحافية نشرت تغطيات لأخبار علمية، نقلا عما ينشر في الإعلام المحلي في البلد الذي يقيم فيه المراسل، ويجب التشدد في عملية ذكر المصادر فيها، وهذا أمر مهم للغاية.

وللتوضيح فإن النقل عن الإعلام المحلي يعد أمرا مقبولا، بل مطلوبا أحيانا، لأنه على الأقل أفضل من عدم إيصال أي خبر للقارئ، ولكن تبقى للتقارير الصحافية الحصرية نكهتها الخاصة في عالم الصحافة.