* الصفحة الأخيرة والتميز
* من حق قارئ صحيفة «الشرق الأوسط» أن يتوقع أن هذه المطبوعة، التي تنطلق من لندن وتمتد شبكة مراسليها حول العالم، سوف تزوده بباقة من الأخبار الخاصة والمختلفة أكثر مما تنشره الصحف العربية الأخرى. وقد نجحت الصفحة الأخيرة (أولى 2) في كثير من الأعداد في تحقيق ذلك لاشتمالها على عناصر التشويق والتنوع والحصرية في المواد المنشورة.
وبحكم متابعتي الدقيقة لهذه الصحيفة بوصفي مراقبا صحافيا أمثل القراء، وقارئا قديما أيضا، فإنني أرى أن الصفحة الأخيرة قد وفقت في الآونة الأخيرة في المحافظة على طابعها العام الذي يميزها، فبعد وفاة الراحل الكبير أنيس منصور أطل علينا الصحافي والإعلامي الشهير عماد الدين أديب.
وما زالت زاوية التقرير اليومي الرئيسي، المنشورة في إطار خاص، أسفل الصفحة تميز الصحيفة بحكم اختيارها الموضوعات اللافتة. ولكن حبذا لو أبقى المسؤولون هذه الزاوية للموضوعات الحصرية للصحيفة. وحتى الصفحة الأخيرة ككل يجدر أن لا تركن إلى أخبار الوكالات، بل تجعل طابعها العام موضوعات حصرية، إلا في حالات معينة تضطر معها الصحيفة إلى عدم تجاهل موضوع مهم تنشره وكالة أنباء أو تطرقت إليه تقارير إعلامية محلية في بلد ما حتى يبقى القارئ في قلب الأحداث.
وتجدر الإشارة إلى أن قارئ الصحف صار يسمع ويشاهد بل ويقرأ خبر الوكالات قبل نشره في الصحافة، أحيانا، وهنا تكمن أهمية إبراز الخبر الخاص أو الذي لم يحظ بتغطية إعلامية كافية في اليوم السابق (وما أكثرها) وذلك لكي يشعر القارئ بأن صحيفته الورقية ما زالت لديها فسحة أكبر من الوقت لتنتقي له موضوعات منوعة ومتعمقة تهمه. وهذا أحد الأسباب التي تفسر إصرار البعض على قراءة الأخبار والتقارير ورقيا أكثر من متابعتها تلفزيونيا أو إذاعيا.
أما الموضوعات المميزة المنشورة على الصفحة الأخيرة خلال الأسبوع الماضي فأذكر منها: خبر «(إر فرانس لا تمانع في النقاب على متن طائراتها)، وألمانيا التي تخطط لأول «طريق سريع» مخصص للدراجات الهوائية، وعاملة التنظيف في ألمانيا التي «تصرفت» من دون قصد في عمل فني ثمين، وخبر الأفريقي الذي خبأ نحو 6 كيلوغرامات مخدرات بين أسماك «نتنة» في مطار دبي، فضلا عن تقرير العشرة آلاف مسلم الذين أدوا صلاة العيد في ثكنة باريسية مهجورة وغيرها.
جميل أن نجعل من الصفحة الأخيرة لـ«الشرق الأوسط» مصبا لكل الموضوعات الخاصة والمميزة جدا حتى نجعل لهذه الصفحة رونقا خاصا ولتكون مثالا عمليا على تميز الصحيفة.