«الشرق الأوسط» في سماء جدة

المراقب الصحافي

TT

لفتت نظري وأنا في الطائرة المحلقة فوق مدينة جدة، قبل أيام، مناظر متعددة لمشاريع عملاقة تحت الإنشاء لمواجهة سيول المدينة، فسارعت بالتقاط صور لها من هاتفي الجوال. كان منظرا جميلا أثار شجوني لأنني كنت أرى أمام ناظري حلا مهما يتشكل على أرض الواقع لمشكلة السيول التي أرقت أهل جدة، لعقود طويلة، وحصدت أرواح عشرات الأبرياء ودمرت ممتلكاتهم وقراهم.

وتضاعفت سعادتي حينما رأيت التحقيق الصحافي الجميل الذي صورت فيه عدسة «الشرق الأوسط»، من طائرة مروحية، لقطات حديثة لاكتمال نحو 12 مشروعا عملاقا للتصدي لمياه السيول وتوجيهها بعيدا عن المناطق السكنية والتجارية.

ما أروع أن يستقل صحافي طائرة ليس لهدف سوى أن يقدم لك موضوعا متكاملا لمشكلة إنسانية مزمنة. الموضوع الذي نشر على صفحتين كاملتين امتاز بأنه لم يكتف بالتقاط صور حصرية حديثة وعالية النقاوة للمشاريع، بل حمل عددا من التصاريح الصحافية الخاصة، والمعلومات التاريخية، على سبيل المثال لا الحصر ما ذكر بأنه تم إجراء أول تصوير لخريطة مسحية ضوئية ثلاثية الأبعاد لجدة تظهر تضاريسها الأرضية ومواقع تجمع مياه الأمطار وغيرها.

تصوير جدة من السماء لم يكن أول موضوع من نوعه، فقد دأبت «الشرق الأوسط» على أن تلتقط صورا خاصة مثل الصورة البانورامية الشهيرة للمصور السعودي الذي صور ملايين المصلين من برج الساعة وتصوير مواسم الحج ونحو ذلك.

وأرى أن نشر موضوعات مدعمة بصور من أماكن مرتفعة جدا يقدم مادة صحافية مختلفة وغير تقليدية للقارئ الذي اعتاد أن يرى الأمور بصورة أفقية. هذه الأفكار مهمة للخروج من الإطار التقليدي، لكنها يجب أن تكون لموضوعات حيوية، وأن تزود بمعلومات حصرية لتعطي الموضوع بعدا مميزا لا يرتكز فقط على عنصر الصورة.

ولا ننسى أن الموضوعات المميزة يتم تناقلها بسرعة مذهلة عبر الإنترنت وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهي في حد ذاتها دعاية مجانية للصحيفة ولمجهود العاملين فيها.