استراتيجية جديدة لـ«أسوشييتد برس»تهدف إلى «التمايز الإعلامي»

«صحافة متفردة» تقدم التحليلات والعروض المرئية والصوتية مع الأنباء

TT

تستعد وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية للأنباء، لمنازلة تاريخية مع المؤسسات الإعلامية المماثلة لها مثل «رويترز» و«بلومبيرغ»، تطمح فيها إلى «التمايز الإعلامي» بهدف التفوق ربما للمرة الأولى في تاريخها الذي يمتد لـ165 عاما، وذلك بوضع استراتيجية لضخ التحليلات السريعة التي تتسم بالعمق والتفصيل، وفقا لآخر الأنباء التي تناقلتها المواقع الإلكترونية العالمية، وخصوصا موقع «هافنغتون بوست» الإخباري الإلكتروني الشهير.

وقال المديرون التنفيذيون للوكالة إن السباق الشديد بينها وبين منافسيها التقليديين، وكذلك مع المؤسسات الإعلامية العاملة على الإنترنت التي تضخ كميات أكبر من الآراء والتحليلات الإخبارية، تتطلب «توجهات ذكية وفورية لتقديم التحليلات، المدعومة بالعروض المرئية والتحقيقات الإخبارية التفاعلية الأخرى التي تقدم تفاصيل أكبر وأعمق عن الأنباء الجديدة». وذكر الموقع الإلكتروني أن المبادئ العامة للاستراتيجية الجديدة تم وضعها في اجتماع للمديرين التنفيذيين عقد في مدينة لايك بلاسيد بولاية نيويورك في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي. ثم عرض مايكل أورسكيس مدير التحرير الأقدم في الوكالة ملامح الاستراتيجية الجديدة في رسالة وجهت إلى 3 آلاف من العاملين في الوكالة أول من أمس الثلاثاء.

وأشارت الرسالة إلى أن «أسوشييتد برس تنتصر عندما تبث الأخبار الجديدة فورا». إلا أن ذلك لا يدوم طويلا «لأنه غالبا ما يحدث أن يقوم شخص أو جهة ما بتقديم تحليل أعمق وأكثر حذاقة للخبر بعد ساعة بعد ظهوره».

ولذلك فإن مديري الوكالة يتوجهون إلى المحررين والمراسلين لحثهم على التفكير فورا في كيفية تطوير الأنباء الجديدة وتقديم جوانب تفصيلية عنها، سواء بالعروض المرئية أو الصور الأصلية، أي تقديم الجوانب الإعلامية التي يتسم بها الإعلام الإنترنتي، والتي لا تزال غير متوافرة على نطاق واسع في الوكالة.

وقال أورسكيس في مقابلة أجراها معه موقع «هافنغتون» الإلكتروني، إن «الوكالة هي الأفضل في مجالها من حيث سرعة بث الأنباء ودقتها.. إلا أن ما نراه كل يوم في الواقع هو أننا نبسط هيمنتنا في ما يتعلق بالأحداث الكبرى. أما في ما يخص الأحداث الأخرى التي تظل ليوم آخر أو تحدث في نهاية الأسبوع، فإن علينا السعي للتحرك بسرعة لإغنائها بتفاصيل إضافية».

وأضاف أورسكيس في الرسالة التي وجهها إلى العاملين أن الوكالة ستسعى أيضا إلى «الضغط بقوة لتحويل الصحافة إلى صحافة موشحة بالعروض الصوتية، وبالمحتوى، وبتفاصيل إضافية تضع النقاط فوق الحروف». إلا أنه استدرك بالقول إن هذا لا يعني التحول إلى صحافة الرأي، مثل تلك التي لجأت إليها مؤسسة «بلومبيرغ» ووكالة «رويترز» هذا العام، إضافة إلى قيامهما ببث الأخبار، بهدف توسيع نطاق نفوذهما بين الزبائن. وأكد أن صحافة الرأي لن تكون من ضمن أعمال الوكالة.

ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي تسعى فيها «أسوشييتد برس» إلى تجديد نشاطاتها بهدف التكيف مع بيئة إعلامية جديدة غزيرة بالتحليلات والآراء. فقد سعى رون فورنير، رئيس مكتب الوكالة السابق في واشنطن الذي يشغل حاليا منصب رئيس تحرير مجلة «ناشيونال جورنال» توجيه المراسلين إلى زيادة حدة التحليلات، الأمر الذي اعتبره البعض أنه ابتكار في ميدان العمل، بينما اعتبره آخرون ابتعادا عن خط الوكالة التقليدي.

إلا أن الرسالة التي تتحدث عن «التمايز الجديد» خطت خطوة أبعد من ذلك بهدف وضع «إطار مؤسساتي» للأفكار الجديدة للعاملين في مكاتبها ومراسليها حول العالم. وأكد أورسكيس «الأمر الجوهري الحقيقي في الصحافة اليوم يتمثل في أهمية التمايز.. أن علينا أن نحول الصحافة إلى صحافة متفردة»! ويمكن التعرف على محتويات الرسالة على موقع «هافنغتون» الإلكتروني.