المرأة اللاتينية باتت محط أنظار المسوقين وشركات الإعلام

مجلة «كوزموبوليتان لاتينا» تستهدف 25 مليون سيدة

اصبحت المرأة اللاتينية هدف شركات الاعلام (نيويورك تايمز)
TT

أصبحت المرأة اللاتينية هدفا واضحا للمسوقين وشركات الإعلام، ولا سيما بعدما أعلن مكتب التعداد أن الولايات المتحدة وحدها بها ما يقرب من 25 مليون سيدة لاتينية. وفي هذا الإطار، ستصدر مجلة في شهر مايو (أيار) القادم بعنوان «كوزموبوليتان لاتينا» وتستهدف النساء الأميركيات ذات الأصول اللاتينية واللاتي يتمتعن بالجمع بين الثقافة واللغة اللاتينية من جهة والثقافة واللغة الأميركية من جهة أخرى.

وتقول دونا كالاجيان لاغاني، وهي نائبة رئيس مجلة «كوزموبوليتان» ومديرة النشر بالمجلة: «يدرك كثير من المسوقين أنهم بحاجة إلى الاستثمار في السوق اللاتينية، ولكن الكثير من اللاتينيين يفهمون المعلومات باللغة الإنجليزية».

ويشير التعداد السكاني عن النساء اللاتينيات في الولايات المتحدة إلى أن أكثر من 8 ملايين سيدة قد ولدن في الولايات المتحدة ويتعدى عمرهن 18 عاما. وقالت لاغاني عن القارئات اللاتي تستهدفهن المجلة الجديدة: «إنهن لاتينيات وأميركيات في نفس الوقت، ولا يمكن الفصل بين الاثنين».

وتخطط شركة «هيرست» الأميركية العملاقة، التي تملك مجلة «كوزموبوليتان»، للبدء في إصدار عدد واحد في فصل الربيع وآخر في فصل الخريف، وسوف تقوم في البداية بإصدار 545 ألف نسخة في ولايات مثل تكساس وكاليفورنيا وفلوريدا ونيويورك، والتي يوجد بها عدد كبير للغاية من السكان اللاتينيين.

وتعد المرأة اللاتينية هي الهدف الأساسي لمجلة «كوزموبوليتان»، حيث تمثل 25% من عدد المشتركين، على حد قول لاغاني. يذكر أن عدد المشتركين في النسخة المطبوعة للمجلة في الولايات المتحدة يصل إلى 1.45 مليون مشترك.

وبالإضافة إلى المجلة الجديدة، سوف تقدم مجلة «كوزموبوليتان» محتوى وإعلانات جديدة مخصصة للنساء اللاتينيات في عددها الدوري الذي سيتم طبع 750 ألف نسخة منه، كما أن الموقع الإلكتروني لمجلة «كوزموبوليتان» سوف يحتوي على باب منفصل للمحتوى الذي يركز على اللاتينيين، كما سيقدم مقالات تنشر فقط على شبكة الإنترنت عن طريق مدونين لاتينيين، بالإضافة إلى محتوى مجلة «كوزموبوليتان لاتينا». وعلاوة على ذلك، سيتمكن القراء من تلقي معلومات عن الجمال والموضة على هواتفهم الجوالة من المدونين اللاتينيين.

وتعد مجلة «لاتينا» التي تصدرها مؤسسة «لاتينا ميديا فينشرز»، هي المنافس الرئيسي لمجلة «كوزموبوليتان لاتينا». وفي الآونة الأخيرة، احتفلت مجلة «لاتينا» بالذكرى الخامسة عشرة لأول إصدار لها عن طريق وضع صور 15 سيدة لاتينية على غلافها، بما في ذلك الممثلة الشهيرة سلمى حايك، بالإضافة إلى كل من وروزاريوداوسون وأميركا فيريرا.

وهناك سمة مميزة للغاية في مجلة «لاتينا» وهي استخدام كلمات إسبانية في النص الإنجليزي. وقالت ميشيل هيريرا موليجان، وهي محررة بمجلة «كوزموبوليتان لاتينا»، إن المجلة الجديدة سوف تستخدم الكلمات الإسبانية إذا «شعرت بأنها طبيعية في إطار النص».

وأضافت موليجان أن المجلة ستركز على قضايا مثل التسلية والجمال وكيفية تعلق اللاتينيات بعائلتهم. وقالت إن الصوت العام للمجلة سيكون بمثابة سؤال للقراء يقول: «ما الذي يجعلك أكثر ثقة وأكثر جرأة؟». يذكر أن إصدارات مجلة «كوزموبوليتان» باللغة الإسبانية يشترك بها أكثر من مليون مشترك خارج الولايات المتحدة، غالبيتهم في بلدان مثل الأرجنتين والمكسيك وكولومبيا.

ووفقا لبيانات مكتب معلومات الناشرين، وهو فرع من رابطة إعلام المجلات، فإن عدد صفحات الإعلانات في مجلة «لاتينا» قد ارتفع بنسبة 11.5% خلال الثلاثة أرباع الأولى من عام 2011، مقارنة بنفس الفترة من العام السابق. ورغم التباطؤ الاقتصادي لوسائل الإعلام المطبوعة، ارتفعت عائدات الإعلانات خلال نفس الفترة إلى 20.9 مليون دولار خلال الثلاثة أرباع الأولى من عام 2011، من 18.5 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2010.

وقد ارتفعت عائدات الإعلانات في مجلة «كوزموبوليتان» إلى 292.5 مليون دولار خلال الثلاثة أرباع الأولى من عام 2011، بارتفاع نحو 4.6% مقارنة مع نفس الفترة من العام السابق، رغم انخفاض عدد الصفحات الإعلانية بنحو 2%.

وقال جورج كليري، وهو رئيس شركة «كوتي بيوتي أميركانز» للعطور ومستحضرات التجميل، إن الشركة تدرس نشر إعلانات لها في مجلة «كوزموبوليتان لاتينا»، وأضاف: «المرأة اللاتينية دائما ما تعتني بالجمال ولديها رغبة أكبر في شراء منتجاتنا».

يذكر أن مسكرة «ريميل» للتجميل، والتي تعد واحدة من أشهر العلامات التجارية للشركة، تقوم بعرض إعلانات تلفزيونية لها على محطة «نيفيسيون»، كما تقوم بعرض إعلانات مطبوعة باللغة الإسبانية منذ شهر سبتمبر (أيلول) من عام 2010.

ولم تغفل وسائل الإعلام الأخرى عن المرأة اللاتينية، حيث ارتفعت حصيلة الإعلانات في مجلة «سيمبريموجر» المطبوعة باللغة الإسبانية والتابعة لشركة «ميريديث» إلى 11.8 مليون دولار خلال الثلاثة أرباع الأولى من عام 2011، مقابل 8 ملايين دولار خلال نفس الفترة من عام 2010. وارتفع عدد الصفحات الإعلانية في المجلة بما يقرب من 30% خلال الفترة المشار إليها. وقد قفزت حصيلة الإعلانات في مجلة «بيبول إن إسبانول» وهي النسخة الإسبانية من مجلة «بيبول» التي تنشرها شركة «تايم»، إلى 44 مليون دولار، بزيادة بلغت 35%، في حين ارتفع عدد الصفحات الإعلانية بنسبة تقترب من 30%.

ولم يشذ التلفزيون عن تلك القاعدة، حيث دأب المديرون التنفيذيون خلال البرامج التلفزيونية في شهر مايو على بيع البرامج الجديدة التي تستهدف السوق اللاتينية. وقد شهدت العروض السنوية، والتي تهدف إلى إغراء المعلنين بشراء وقت إعلاني خلال البرامج، دخول شبكة «يوتيليسيما» التي تستهدف المشاهدين اللاتينيين والتي تم إنشاؤها من قبل شركة «فوكس هيسبانيك ميديا» التابعة لمؤسسة «نيوز كوربوريشن».

ومن جهتها، بذلت شبكة «تيلموندو» التلفزيونية المملوكة لمؤسسة «إن بي سي يونيفرسال»، جهودا كبيرة للوصول إلى المشاهدين اللاتينيين الذين يتزايد عددهم باستمرار. وقد تعاقدت الشبكة مع النجمة اللاتينية الشهيرة كريستينا ساراليغي لعرض برنامج تلفزيوني جديد بعنوان «بالانتيكون كريستينا».

وقالت ساراليغي إنها ترحب باستضافة النجوم الذين يتحدثون باللغتين الإسبانية والإنجليزية في برنامجها والذي سيكون مترجما، مثله مثل البرامج الأخرى على الشبكة، باللغة الإنجليزية. وكانت ساراليغي تعمل كمحررة في النسخة الإسبانية من مجلة «كوزموبوليتان».

* خدمة «نيويورك تايمز»