حركة «احتلوا وول ستريت» تبث مقاطعها المصورة على الإنترنت مباشرة

يقدمها موقعا «يوستريم» و«لايف ستريم»

TT

أسس براد هانستابل موقع «يوستريم»، لبث المقاطع المصورة مباشرة على الإنترنت مع زميل قديم له في جامعة ويست بوينت عام 2007 لمساعدة القوات الأميركية في الخارج على التواصل مع أصدقائهم وأفراد أسرهم في الوقت ذاته.

وسرعان ما تجاوز الموقع هذا الغرض وتجاوزت نطاق القوات الأميركية. واكتشف المشاهير والسياسيون ومنظمو الفعاليات مثل حفلات الروك ومباريات كرة القدم للمدارس الثانوية أن خدمات البث المباشر للمقاطع المصورة على الإنترنت التي يقدمها موقع «يوستريم» والمواقع الأخرى الرائدة مثل «لايف ستريم» يمكن أن تساعد في زيادة قاعدة جمهورهم على الإنترنت.

وتقدم حركة «احتلوا وول ستريت» عددا كبيرا من إسهامات المستخدمين من المقاطع المصورة التي تبث مباشرة تقدم خدمة جليلة لهذه المواقع، حيث ربما تساعدهم مرة أخرى في جذب الجمهور وهو الأمر الضروري لنجاح هذه الأعمال.

وأكدت إسهامات أعضاء حركة «احتلوا وول ستريت» بالهواتف الجوالة وأجهزة «آي باد» وكاميرات الفيديو المثبتة بأجهزة الكومبيوتر المحمول قدرة أي شخص على بث الأخبار مباشرة على الإنترنت. ويمكن لهم أيضا المساعدة في زيادة قاعدة الجماهير من خلال دعوة الناس للحديث عما يرونه.

يقول هانستابل: «إنها تجربة تفاعلية مباشرة، حيث يحدث تغير ما عندما يستطيع شخص يحمل هاتفا جوالا مزودا بكاميرا فيديو توجيه الجمهور حول العالم». ويتذكر ماكس هاوت، الرئيس التنفيذي لموقع «لايف ستريم» وأحد مؤسسي الموقع، كيف كان المستثمرون ينأون بجانبهم ويديرون له ظهره عندما كان يقترح عليهم المساهمة في المشروع منذ ثلاثة أعوام، حتى إن بعضهم كانوا يرفضون فكرة البث المباشر للمقاطع المصورة على الإنترنت، ويخبرونه أن مستخدمي الإنترنت يفضلون مشاهدة المقاطع المصورة بحسب جدول عملهم لا في مواعيد محددة.

وأوضح هاوت الذي يعمل في شركته التي يقع مقرها في نيويورك 120 حول العالم: «ما لم ينتبه له الجميع هو أن الناس لا تشاهد المقاطع المصورة التي تبث مباشرة على الإنترنت بالطريقة التي يشاهدون بها مقطعا مصورا مدته 4 دقائق على موقع (يوتيوب). إنهم يشاهدون المقاطع المصورة حتى يتمكنوا من متابعة الحدث وقت وقوعه».

وتنفتح نافذة دردشة مباشرة بجانب مشغل المقطع المصور على كل من «لايف ستريم» و«يوستريم» مما يتيح للمستخدمين فرصة مشاهدة الأحداث وقت وقوعها وأيضا التعليق عليها. منذ الاحتجاج الأول لحركة «احتلوا وول ستريت» في لوار منهاتن شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، اشترك الناس من جميع أصقاع الأرض في الحديث. ونتيجة لهذا، زاد تصفح المواقع وكذلك الوقت الذي يقضيه المستخدمون في مشاهدة المقاطع المصورة. على سبيل المثال، بلغ إجمالي الوقت الذي يقضيه المستخدمون في الولايات المتحدة على موقع «لايف ستريم» في أكتوبر (تشرين الأول) 411 مليون دقيقة، بعد أن كان 270 مليون دقيقة في يوليو (تموز) بحسب دان بيتش، مدير الإنتاج للمقاطع المصورة ومواقع التواصل الاجتماعي في شركة «كوم سكور» للتحليلات.

واستخدمت المحطات الكبرى مثل «إم تي في» و«سي بي إس نيوز» موقع «يوستريم» يوم الخميس لنشر المقاطع المصورة مباشرة على الإنترنت عن حادث إطلاق النيران في جامعة فيرجينيا للتكنولوجيا نقلا عن القناة المحلية التابعة لمحطة «سي بي إس».

وقال هانستابل على موقع «يوستريم»، إنه يوجد حاليا نحو 700 قناة خاصة بحركة «احتلوا وول ستريت» و70 في المائة من المحتوى يسجل عن طريق الهواتف الجوالة ويعرض 89 في المائة منه على الهواتف الجوالة. وزادت نسبة تصفح الموقع بنسبة 14 في المائة منذ أن بدأت الحركة في بث محتواها. ووصل عدد قنوات حركة «احتلوا وول ستريت» على موقع «لايف ستريم» إلى 120. ومن تلك القنوات «Globalrevolution.tv»، التي تعمل من استوديو تلفزيوني مؤقت في بوشويك في بروكلين وتعد القناة الأساسية للحركة.

وفالد تايكبيرغ، المتداول السابق في «وول ستريت» والبالغ من العمر 39 عاما، من المتطوعين الذين يجمعون أنشطة الحركة على مقاطع مصورة. وبدأ العمل في هذا النشاط للمرة الأولى باحتجاجات في مدريد خلال شهر مايو (أيار) الماضي، ثم بدأ يستخدم التكنولوجيا في بث المقاطع المصورة مباشرة على الإنترنت من زوكوتي بارك في لوير منهاتن ومن مواقع احتجاجات أخرى. وقال: «سوف نغطي ما لن تغطيه وسائل الإعلام التقليدية، ثم ننشره من خلال مواقع التواصل الاجتماعي».

وقدمت القناة الأسبوع الحالي تغطية مباشرة للكثير من فعاليات حركة «احتلوا وول ستريت» في مختلف أنحاء البلاد ومنها المسيرة التي شهدتها واشنطن وحملة مكافحة مصادرة العقارات في لوس أنجليس ونيويورك. وفي بوسطن، استخدم منظمون في حركة «احتلوا وول ستريت» 15 هاتفا من الهواتف الذكية للمساعدة في بث مقاطع مصورة مباشرة من مخيمات اعتصامهم حتى يشاهد الناس ممارسات الشرطة التي تحاول إخلاء الساحة من المحتجين.

ويقول مسؤولون في «لايف ستريم» و«يوستريم» إنهم يديرون منصات ولا يدعمون حركات، حيث قاموا ببعض التعديلات في منابرهم ووفروا بعض المصادر الإضافية اللازمة لنشر مقطع مصور للحركة. وحذف هاوت بعض الإعلانات من قنوات «احتلوا وول ستريت» بعد رفض بعض المؤسسات نشر إعلاناتها بجانب مقاطع مصورة لمحتجين. وزود موقع «يوستريم» معدات تصوير متقدمة لصحافيين اثنين هما تيم بول في نيويورك وسبنسر ميلز في أوكلاند بولاية كاليفورنيا بعد أن تمكنا من تقديم مقاطع مصورة ذات جودة عالية. ولم يحظ أي منهما بتدريب مهني في الصحافة، ولا يعد أي منهما مصور محترف، لكنهما تمكنا من بناء قاعدة عريضة من الجمهور سريعا، حيث وصل عدد مشاهدي قناة «بول» إلى 874 ألف مشاهد منذ سبتمبر، وبلغ عدد مشاهديها عند لحظة ما 28 ألف مشاهد. ورغم زيادة عدد المشاهدين وشعبية خدمة البث المباشر على الإنترنت، تواجه هذه الخدمة الكثير من التحديات لتحقق نجاحا كبيرا على حد قول محللين.

يقول دان رايبيرن، كبير المحللين في «فروست أند سوليفان» ونائب الرئيس التنفيذي لـ«StreamingMedia.com» : «ما من شك أن ما يحدث في العالم دعم التوجه نحو هذه الخدمات التي تقدمها مواقع مثل (يوستريم) و(لايف ستريم). مع ذلك من وجه نظر المستثمرين، يجب طرح الكثير من الأسئلة». وقال راي بيرن، إن أحد أهم هذه الأسئلة عن البث المباشر على الإنترنت هو ما إذا كانت المواقع التي تقدم هذه الخدمة تستطيع تطوير منصاتها والسيطرة على التكاليف في بيئة دائمة التغير تتضمن «يوتيوب» التي لم تتبن بعد خدمة البث المباشر بالكامل. وتساءل قائلا «هل يمكنهم القيام بالعمل سريعا في الوقت الذي يخفضون فيها التكاليف ليتمكنوا من تحقيق أرباح؟».

وقال هاوت إنه توقع أن تصل أرباح «لايف ستريم» إلى نحو 25 مليون دولار عام 2012 وهو ضعف الأرباح التي تم تحقيقها العام الحالي. كذلك توقع هاوت أن تتضاعف أرباح «يوستريم» خلال عام 2012، في الوقت الذي لم تصل فيه إلى20 مليون دولار العام الحالي. ويعتمد الموقعان إلى حد كبير في تحقيق الأرباح على الإعلانات. وكذلك يقدمان قنوات مميزة دون إعلانات مقابل رسوم شهرية، وكذلك خدمات إنتاج كاملة في حال ما إذا أرادت مؤسسة أو أحد منظمي الفعاليات فريقا ماهرا لبث فعاليات أو عرض افتتاح رسمي.

وصرح كل من موقعي «لايف ستريم» و«يوستريم» بأنهما يتطلعان إلى إضافة المزيد من الخصائص والمزايا إلى موقعيهما خلال الأسابيع المقبلة لجذب المزيد من المتصفحين وزيادة المحتوى وتحقيق المزيد من الأرباح. مع ذلك أوضحا إدراكهما لاحتمال ظهور أي منافس جديد أو تقديم «يوتيوب» لخدمات البث المباشر على الإنترنت في أي وقت، حيث يبلغ متوسط مشاهدي الموقع في الولايات المتحدة شهريا 161 مليونا بحسب شركة «كوم سكور».

جدير بالذكر أن موقع «يوتيوب» أتاح في أبريل (نيسان) خدمة بث المقاطع المصورة مباشرة لعدد محدود من المشتركين من خلال برنامج شركائها. ويقول بيتش، مدير الإنتاج في «كوم سكور»: «يعد موقع (يوتيوب) من المواقع العملاقة في المجال. ولا يمكن لأي جهة أن تقترب من جمهور الموقع. وإذا أراد الموقع أن يقدم خدمة البث المباشر، فسوف يجذب عددا أكبر من الجمهور».

* شاركت ماليا ولان في إعداد التقرير

* خدمة «نيويورك تايمز»