رامزي.. مراسل على خط النار.. غطى 9 حروب ونال عشرات الجوائز

TT

ستيورات رامزي كبير مراسلي محطة سكاي نيوز من مواليد جنوب ويلز، دخل الحقل الإعلامي في سن صغيرة وانتقل إلى العمل التلفزيوني بعد العمل سنوات طويلة في الصحف اليومية المطبوعة مكتسبا مزيدا من الخبرة في مجال التغطيات السياسية الحية، خدم كمراسل لمحطة «سكاي» لنحو 20 عاما في مجال الشؤون الأفريقية والولايات المتحدة، وعمل في موسكو قبل أن يلمع اسمه بشدة في تغطية أحداث «الربيع العربي»، من خلال الكشف عن مقابر جماعية في طرابلس لمجازر ارتكبها أعوان العقيد الليبي قبل أن يهرب من العاصمة الليبية، ثم تغطيته لوقائع «موقعة الجمل» في مصر، غطى أحدث تسع حروب ساخنة نال عنها العشرات من الجوائز الإعلامية، من أقواله: «العمل الإعلامي لا يعرف الراحة والإجازات، فأنت في عمل طوال الوقت، لأنك في مهنة البحث عن المتاعب، لا تعرف متى تسافر لتغطية أزمة سياسية ساخنة هنا أو هناك».

ومن ضمن ضرباته الصحافية النادرة تسجيل وفاة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أبو عمار، وكذلك الأسابيع الأخيرة من الحروب الأهلية في ليبيريا، ولفت الانتباه في تغطياته للحرب الدائرة في دارفور. وحصل على جائزة نادي مونت كارلو للإعلاميين عام 2006 لتغطيته الحية لوقائع زلزال باكستان، وفي 2005 فاز بالجائزة الذهبية لتغطية أحداث السودان. ويعرف رامزي بين المراسلين الأجانب في المحطات الفضائية بأنه أكثر الصحافيين من جهة تغطية الحروب، بسبب تغطيته لتسع حروب من الشيشان إلى أفغانستان إلى العراق إلى تغطية النزاعات في منطقة الشرق الأوسط، ومنذ عام 2003 غطى رامزي الحرب الدائرة في أفغانستان ودخل إلى الأرضي الإيرانية، وأجرى حوارا مع أحد قادة طالبان الأفغانية، وكان شاهد عيان على حادث مقتل بي نظير بوتو، رئيسة الوزراء الباكستانية الراحلة. وعمل رامزي رئيسا لتحرير «سكاي»، وكان أول من افتتح مكتب المحطة كمراسل للشؤون الأفريقية في جوهانسبورغ في يناير (كانون الثاني) 2001، ومن هناك أجرى حوارا خاصا لـ«سكاي» مع رئيس زيمبابوي، روبرت موغابي.

وفي سوريا، قال رامزي: «لم أذق طعم الأمان قط خلال الأيام الأربعة التي قضيتها بداية الشهر الحالي في حمص هذه المدينة ذات الـ850 ألف نسمة، نيران القناصة والقتال الضاري بين القوات الحكومية والمنشقين من أعضاء الجيش السوري الحر لا ينقطعان، كل ما هو حولنا دليل دائم على أننا في منطقة حرب؛ بنايات مهدمة، رجال يحملون السلاح، نقاط تفتيش، جرحى وصوت البكاء الدائم. إنها مأساة. فجأة، يقطع صفير كابح سيارة خارج منزلنا ضجيج قتال كان أكثر كثافة من غيره، انتقلنا سريعا في السيارة إلى مستشفى ميداني حيث يحاول فريق من الجراحين إنقاذ عين رجل في متوسط العمر كان آخر ضحية من ضحايا القناصة، خلعوا الضمادة؛ فإذا بربع رأسه مفقود وعينه ظاهرة بالكامل، بجواره كانت فتاة صغيرة تتلقى العلاج، هي الأخرى لم يكن عمرها يتخطى العشر سنوات، صراخها فرض الصمت على غرفة مليئة برجال تعودوا رؤية الآثار الرهيبة للقتال، طلب مننا مغادرة المكان بأسرع ما يمكن، فمستشفى الميدان معروف للجيش السوري، ومرافقونا مرعوبون من احتمال إلقاء القبض علينا. الأطباء مهددون بالقتل رميا بالرصاص لمعالجتهم الجرحى ولا يمكنهم العمل في مستشفياتهم، حيث يقوم الجيش الحكومي بإعدام الضحايا بطريقة روتينية.

تذكروا أن هؤلاء مدنيون أصيبوا عنوة في المعارك وليسوا مقاتلين، على ناصية شارع، امرأة تحاول أن تعلو بصوتها فوق أصوات الرصاص. تسألني سيدة: أين المساعدة التي تأتي؟ امنحونا منطقة حظر جوي، وفي حمص، تسمع هذا المطلب مرارا، إنهم يريدون ما منح لليبيا ولا يفهمون لماذا هم مختلفون عن الليبيين. أصبحت كل جنازة تصريحا سياسيا وكل جسد يواري الثرى سببا للنضال. إن أقبح ما في هذا النزاع هو استخدام بشار الأسد ميليشيات مسلحة تقوم بالقتل لحسابه، هؤلاء أصبحوا يعرفون بـ(الشبيحة). يحاول (الشبيحة) المسلحون التسلل إلى المدن حيث تقوى شوكة المعارضة ويطلقون النار دون سابق إنذار، فالترويع هو شعارهم. إنه أداة نظام يتشبث بالسلطة عن طريق إشاعة الخوف، ومن خلال سطوة جيشه، فإن حمص، مثل الكثير من المدن السورية، هي ساحة حرب.