المراقب الصحفي

TT

* الصفقة المشبوهة

* التقرير الصحافي الذي كشفت فيه ابنة الأديب الراحل نجيب محفوظ لصحيفة «الشرق الأوسط» سر «الصفقة المشبوهة»؛ وهي محاولة بيع «أول مجموعة مخطوطات لوالدها في مزاد علني» كان مثالا للمادة الصحافية المهمة التي تحتاج إليها الصحف في خضم المنافسة الإعلامية المتزايدة.

أهمية هذا التقرير تكمن في أنه كشف عن طريق مصدر رئيسي وقريب «تفاصيل ما وراء الحدث» الذي كان عبارة عن محاولة بيع ثماني مخطوطات في صالة مزادات «سوذبيز» الشهيرة، الأمر الذي «أثار جدلا واسعا، عكر صفو الاحتفال بمئوية الراحل الكبير» كما ذكر في تقرير يوم الجمعة الماضي. وجاءت ابنة الأديب وشرحت للقراء حكاية تلك السيدة الوسيطة التي زارت منزل الأديب عام 2008، وقالت إنها من طرف صديق عزيز للأديب الراحل، لأمر ذي صلة بجامعة هارفارد الأميركية، ثم بينت كيف تسربت المخطوطات.

جميل أن يفتح القارئ صحيفته يوميا ليرى تفاصيل خبر مهم، وربما قصص أخرى خافية لم تتمكن وسائل الإعلام المرئية والمسموعة بل وحتى وكالات الأنباء من تغطيتها لأسباب متعلقة بضيق الوقت وغيره.

والصحف تثبت يوما بعد الآخر أنها تكمل وسائل الإعلام لأن لديها متسعا من الوقت لتمحيص المعلومة والوقوف على التفاصيل التي غابت عمن انفرد بالخبر نفسه. وأن مسؤولية كتابة المعلومة وطباعتها وتوزيعها في أرجاء المعمورة أكبر من بث معلومة غير دقيقة ثم تعديلها في لحظات على الهواء مباشرة، في نشرة الأخبار التالية. وهذا ما يفترض أنه يجعل المجهود الصحافي كبيرا ومضنيا أحيانا.

ومن الأمثلة الأخرى أيضا لقاءات أخرى أجرتها الصحيفة مع شخصيات في الأسبوع الماضي منها زعيم النهضة التونسية راشد الغنوشي الذي نفى بشدة تصريحات نسبت إليه بشأن الثورات في الممالك العربية. فضلا عن لقاءات أخرى سابقة مع شخصيات عامة وكبار المسؤولين.

نتمنى أن تواظب هذه الصحيفة الخضراء على منهجية نشر «تفاصيل» الأخبار المهمة السياسية والرياضية والفنية والاقتصادية بعمق أكبر؛ حيث ترسخ في ذهنية القارئ ومتخذ القرار بل وحتى الصحافيين المنافسين ومعدي البرامج أن «الشرق الأوسط» دائما لديها القصة الكاملة بل وربما لقطة جديدة من الخبر لم تشاهد من قبل.