الرئيس الفخري لـ«أميركان بابلك ميديا»: لا توجد صيغة واحدة للقيادة

بيل كلينغ: أطلق العنان لخيال طفلك.. فهذا هو سبب الابتكار

بيل كلينغ
TT

أكد بيل كلينغ، الرئيس الفخري لمجموعة «أميركان بابلك ميديا»، أنه لا توجد صيغة واحدة أو شكل واحد للقيادة، حيث توجد فئة من الناس يمكنها تحفيز وتشجيع الآخرين، وهناك قادة مبدعون يمكنهم تصور المنتجات أو اكتشاف المواهب وتكون لديهم رؤية كبيرة تصب في مصلحة الشركة.

وأفاد كلينغ في حواره بأن نصيحته لطلاب إدارة الأعمال، هو السير وراء رد فعلهم الطبيعي على الأشياء. فإلى نص الحوار:

* ما الدروس المهمة خلال المراحل الأولى من حياتك؟

- أعتقد أننا أحيانا ما نقلل من أهمية التجارب التي عشناها عندما كنا صغارا، فقد اعتدت الذهاب إلى مزرعة جدي التي لم يكن بها كهرباء، ولكن جدي كان لديه مذياع كبير على المنضدة بجوار الكرسي الهزاز الذي كان يجلس عليه، وكان هذا المذياع يعمل بالبطارية، وكان هوائي الراديو كبيرا جدا لدرجة أنه كان يمتد إلى الخارج ليصل إلى البستان. وكنت لم أتعد عامي السابع حينئذ. وعندما تكون بالخارج، ولديك مذياع لديه هوائي كبير، يمكنك بالطبع التقاط محطات كثيرة من جميع أنحاء البلاد.

ولذلك، كان جدي يضبط مؤشر المذياع ليستمع إلى سانت لويس أو نيويورك أو نيو أورليانز، وكنت أستمتع بذلك كثيرا، وهو ما جعلني أعشق الاستماع للمذياع طيلة حياتي. وأعتقد أيضا أننا نقلل من أهمية منح الأطفال مثل هذه النوعية من التجارب العملية.

* وماذا عن والديك، وما تأثيرهما عليك؟

- لقد كانا رائعين، وكانا يتركاني بمفردي في حجرتي أفعل ما أريد، وأحاول القيام بأي شيء أريد القيام به. كنت أقوم بفتح أجهزة الراديو وتفكيكها في محاولة لفهم كيفية عملها، ثم أحاول إعادة تركيبها بعد ذلك وأحاول تطويرها. وكنت أحاول تحسين شكلها الخارجي حتى تكون أكثر جاذبية.

وأتذكَّر أنني قمت بانتزاع سدادة الكهرباء الموضوعة على الجدار على ارتفاع بوصة واحدة، ثم قمت بإدخال قطعة معدنية عبر اثنين من الدبابيس لمعرفة ما سيحدث، ولكن والداي لم يقولا لي أبدا: «لماذا قمت بتفجير هذا الصمام الكهربائي أو ذاك؟»، كانا يقومان فقط بتبديل الصمام التالف. ولذا، أعتقد أن إطلاق العنان لخيال الطفل هو شيء مهم للغاية - على الرغم من أنني لا أحبذ تلك التجربة على وجه الخصوص.

* ما أهم الدروس التي تعلمتها في ما يتعلق بالقيادة والإدارة؟

- دعني أجب عن هذا السؤال بشكل مختلف، وهو أنه لا توجد هناك صيغة واحدة أو شكل واحد للقيادة، حيث توجد فئة من الناس يمكنها تحفيز وتشجيع الآخرين، وهناك قادة مبدعون يمكنهم تصور المنتجات أو اكتشاف المواهب وتكون لديهم رؤية كبيرة تصب في مصلحة الشركة. وهناك قادة يملكون شخصية قوية، وآخرون لديهم القدرة على الإبداع. ودائما ما نجد أن بعض القادة الأكثر فعالية وتأثيرا لا يمكن وضعهم في قالب أو إطار معين. إن فئة القادة الذين يمكنهم إحداث فارق حقيقي هم في الواقع مختلفون تمام الاختلاف عن التعريف السائد للقائد، وأعتقد أن المعيار الأقوى هو الإبداع أو الابتكار.

ولم أكن لأبقى - أو يجب ألا أبقى - لفترة طويلة في هذه الوظيفة ما لم تكن تتناسب مع شخصيتي وإمكاناتي، وإلا كان ذلك سيؤدي إلى الإضرار الكبير بالشركة. وأتذكر وقتا صعبا للغاية عندما كنا نحاول مد إشارة موجة الـ«إف إم» لدينا من 50 ميلا إلى 100 ميل، ولكن الآن يمكننا أن نصل لأي مكان في العالم عن طريق البث المباشر، نتيجة للتقنيات الحديثة.

* هل لك أن تخبرني المزيد عن أسلوبك في القيادة؟

- أعتقد أن أي مدير يحتاج إلى فريق إداري متوازن يتناسب مع قدراته. إن العناصر الرئيسية، مثل الابتكار والاستراتيجية والإدارة والنواحي المالية، لا يشترط وجودها جميعا في شخص واحد - ولكنها يجب أن تكون موجودة في الفريق التنفيذي ككل. سيكون شيئا رائعا لو تمكنت من السير في أروقة المكان وأن تنادي كل موظف في الشركة باسمه، ولكني لا أستطيع ذلك للأسف. وسيكون شيئا رائعا أيضا لو استطعت الوقوف في اجتماع للشركة، وتفعل ذلك بطريقة جيدة تجعل الموظفين يأخذون انطباعا رائعا عن شركتك، وأنا أستطيع أن أقوم بذلك، ولكن لا يوجد أي مدير يمتلك كل خيوط الإدارة في يده.

لقد تعلمت أن كل شخص في غرفة الاجتماعات ينظر إلى الأمور بطريقة مختلفة، لأن كل واحد منهم لديه وجهة نظر مختلفة، فهم ينتمون إلى طرق مختلفة من حيث التفكير والتجارب، ولذا فإن وجهة نظرهم الجماعية تمنحك نتائج أفضل. وعلى هذا الأساس، يتعين عليك أن تقوم بتقييم وجهات النظر المختلفة وتحاول تنظيمها بطريقة مفيدة تمكنك من المضي قدما.

* إذا كنت تقوم بالتدريس لطلاب كلية إدارة الأعمال، ما الدروس التي تود شرحها لهم؟

- أود أن أنصحهم بالسير وراء رد فعلهم الطبيعي على الأشياء، فلو كانت فطرتك وغريزتك جيدة في ما يتعلق بالوظيفة التي تقوم بها، فستنجح في ذلك بكل تأكيد، ولو لم تكن جيدة، فاعلم أن هذه الوظيفة لا تناسبك وأنه يتعين عليك البحث عن وظيفة أخرى. إن التعلم عن طريق الكتب يعطيك الأدوات التي تساعدك على تحليل الأمور، ولكن لا تحاول القيام بنفس الأشياء التي يقوم بها مدير آخر لمجرد أنك قرأت أنه يقوم بذلك، ولا تتبع دراسات الحالة إذا كانت فطرتك تقول لك خلاف ذلك. وأعتقد أن القادة العظماء هم هؤلاء الذين يملكون الذكاء الكافي لجمع كل الأدوات التي يحتاجون إليها. وفي كثير من الأحيان، يفشل القادة لأن شخصا ما قد أخبرهم بأنهم لا يستطيعون القيام بشيء ما. والحقيقة هي أنه إذا لم تكن متأكدا مما تستطيع القيام به، فعليك المجازفة لأنه قد يمكنك النجاح في القيام بذلك الشيء، وهذا شيء مهم للغاية في حقيقة الأمر، وخير مثال على ذلك التجارب التي مرت بها الشركات الكبرى، فلم يكن معظم مديري هذه الشركات يتخيلون الوصول لذلك، ولكن غالبا ما يصلون إلى أهدافهم بشكل غير مقصود، أو أن يلعب الحظ دورا في ذلك، أو يقومون باستغلال الفرص التي أتيحت لهم، أو أي شيء آخر، ولكنها تندرج في نهاية الأمر تحت اسم النجاح، ويمكنك رؤية ذلك في بعض شركاتنا الأكثر ابتكارا.

* ننتقل الآن إلى عملية تعيين الموظفين الجدد، كيف تسير الأمور خلال المقابلة الشخصية لاختيار الموظفين؟

- أنا شخص صبور للغاية، ولكني غالبا ما أفقد صبري خلال المقابلات الشخصية، ويكون هذا شيئا مؤلما لأنه يتعين على الشخص أن يتحلى بأكبر قدر من اللطف والكياسة. إنني أبحث عن شخص أستطيع التحدث معه، ويتحدث هو الآخر معي في الجوانب التي تتعلق بعمل الشركة، وعمل الشركات التي تعمل في نفس المجال، وأتحدث معه عن خلفيته السابقة عن هذا العمل. إنني أبحث عن شخص يعمل من أجلي. وعندما تدرك أنك تبحث عن ذلك، فسيكون الأمر في غاية السهولة.

* خدمة «نيويورك تايمز»