المراقب الصحفي: زاوية «من العواصم»

TT

هناك زاوية جميلة في صحيفة «الشرق الأوسط» يبدو لي أنها «تطبخ» على نار هادئة. هذه الزاوية اسمها «من العواصم»، التي تضم تقارير متنوعة من مختلف عواصم العالم، بعضها خاص بالصحيفة، والبعض الآخر مترجم من خدمات إخبارية، مثل التعاون مع «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست».

ولأن موضوعات الزاوية غير مرتبطة بالضرورة بالنشر في يوم محدد، فإنها تكون بعيدة عن ربكة الأخبار اليومية. وهو ما ألاحظه حقيقة من خلال قراءتي المتأنية لها، منذ مدة طويلة، حيث يحظى كثير من تقاريرها بترجمة رائعة، حيث لا يكاد ينتبه القارئ إلى أنها نقلت إلى العربية، وهو أمر يستحق الإشادة، لأن الصحافة، العجولة بطبيعتها، لا تحظى عادة بترجمة متأنية ومريحة للقارئ. كما أن تنويع الموضوعات يضفي على الزاوية بعدا أشمل يدفع القراء لمتابعتها، وكأنها جرعة يومية من المعلومات العامة المعمقة. ففي الأسبوع الماضي فقط، نشرت موضوعات شتى عن روسيا وأفغانستان وفرنسا والقاهرة وبريطانيا.

ملاحظتي على زاوية «من العواصم» أنها تكثر من التقارير المترجمة، ورغم أنني شخصيا أستمتع بها، فإنه في العمل الصحافي تحتاج الصحيفة إلى أن تميز نفسها. لا سيما أنها هي التي ابتكرت «ترويسة» أو عنوانا خاصا لهذه الزاوية، فمن باب أولى أن تقول للقارئ بأنني أنتقي لك في هذا المكان أفضل ما لدي من تقارير خاصة. وهذا لا يعني تجاهل الترجمات التي قد تتطرق لحديث الساعة من وجهة نظر غربية تهم القارئ العربي.

كما أن ما يعيب الزاوية كثرة الكلمات في العناوين. فهذا النوع من الزوايا يحتاج إلى عنوان رئيسي مقتضب وقصير يلفت إليه القارئ ويدفعه إلى القراءة وسط زحمة العناوين الأخرى. ويفضل أن توضع الزاوية في أعلى الصفحة وعلى عرضها لتبرز، وليس كما هي الحال في الجزء السفلي.

ولأنه من الواضح أن هذه الزاوية تضم موضوعات جادة، فمن الضروري أن تستمر على النهج نفسه، حتى ينتبه القارئ العادي والمتخصص إلى ذلك فيتابعها، فلربما تتكون لديه مع مرور الزمن معرفة تراكمية تفيده.