المراقب الصحافي: الرسوم التوضيحية في عصر السرعة

TT

تحتاج صحيفة «الشرق الأوسط» إلى أن ترفع من عدد الرسوم التوضيحية المستخدمة في شرح فكرة التقارير والأخبار المنشورة. والمتابع للصحيفة في الشهور الأخيرة يجد تذبذبا ملحوظا في عرض الرسوم، رغم أن الحاجة إليها صارت ماسة في عصرنا، الذي لم يعد يجد فيه القارئ النهم، فضلا عن المتابع المتقطع للصحف، الوقت الكافي لقراءة الأخبار في وسائل الإعلام المطبوعة والإلكترونية.

«الشرق الأوسط» بحاجة إلى تكثيف جرعات الرسوم التوضيحية، في مختلف صفحاتها، فالرسومات تضيف إلى الخبر أو التقرير رونقا جماليا ومعلوماتيا، وفيها احترام لوقت القارئ الغارق في مشاغله اليومية من رأسه حتى أخمص قدميه. ومن أمثلة الرسومات مثلا: عرض حكاية الأغلبية البرلمانية المصرية والكويتية وتأثيراتها على مستقبل العلاقة بين السلطتين، مع معلومات تاريخية، أو رسم يبسط مشكلة اقتصادية شائكة، مثلما نجحت «الشرق الأوسط» في تبسيط الأزمة المالية اليونانية في رسمها الجميل قبل أيام.

لا ألوم المحرر، الواقع تحت وطأة ضغوط العمل، حينما ينسى أن يبتكر لنا رسما توضيحيا لموضوع مهم، لكن نذكر بأن الوكالات الإخبارية المتخصصة تبقى دائما خيارا متوافرا، إذ تقدم لنا على مدار الساعة رسومات جميلة. وفي مسألة الرسومات، لا يهم القارئ كثيرا ما إذا كانت خاصة بـ«الشرق الأوسط» أم من وكالة أنباء طالما تفي بالغرض التوضيحي. الأهم أن تكون المسميات والفكرة المترجمة واضحة للقارئ العادي والمتخصص.

أما الرسومات الخاصة بالصحيفة، فتبقى مهمة في القضايا العربية المهمة التي لم تأخذ حظها الكافي من الرسومات. وحبذا لو نشرت «الشرق الأوسط» في كل ثلاث أو أربع صفحات رسما توضيحيا واحدا على أقل تقدير، يشرح الخبر بدلا من النصوص المطولة.

وتكمن أهمية الرسومات في أنها تستطيع بعجالة تقديم عرض تاريخي موجز لأساس مشكلة اقتصادية أو سياسية أو رياضية، بحيث يستطيع القارئ الربط بينها وبين الحدث الحالي. وهذه الومضة التاريخية لا تقل أهمية في عالم الصحافة عن الخبر نفسه. فمثلا صحيفة «الشرق الأوسط» التي تقرأ في 22 بلدا عربيا بقضاياه الشائكة، تحتاج إلى أن تشرح لقارئ في أقصى موريتانيا ما تفاصيل قضية ما في المنامة أو الدوحة أو بغداد. وذلك حتى تكتمل لديه الصورة.

الرسوم التوضيحية صارت حاجة ماسة في عصر السرعة، تساعدنا في فهم أكبر قدر ممكن من الأحداث المتسارعة من حولنا.