المراقب الصحافي : مقابلة رئيس الحكومة اليمنية

TT

كانت مقابلة صحيفة «الشرق الأوسط» مع رئيس الوزراء اليمني الجديد محمد باسندوة بحق أفضل حوار أجري طوال الأسبوع الماضي، وقد سبقت الصحيفة وسائل إعلام كثيرة.

أهمية هذا الحوار تكمن في أنه بتسليم الرئيس السابق مقاليد الحكم إلى الرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي ترتسم ملامح اللحظة التاريخية التي فتحت صفحة جديدة في تاريخ البلاد، لكن القارئ العربي المتابع لمجريات المنطقة، بصورة حثيثة، يعلم أن هذا قد لا يكون هو الفصل الأخير في المشهد السياسي هناك. من هنا جاءت أهمية المقابلة، فهناك مواجهة تنتظر رئيس الوزراء الجديد مع برلمان يشكل غالبية غير متجانسة بين خصوم سياسيين بينهم خلافات حادة أدت إلى انزلاق بعضهم في مواجهات مسلحة. وعليه، فإن هذه المقابلة استحقت بالفعل أن تنشر على مساحة صفحة كاملة.

المقابلة حملت ملفات مهمة تشغل الرأي العام اليمني، ودول المنطقة، مثل الرؤية المستقبلية لرئيس الوزراء، وتفكيره، ومدى تداخل اختصاصاته مع رئيس البلاد الجديد، ومواقفه تجاه قضايا أخرى. كما أن توقيت المقابلة كان مناسبا، حيث أتى قبل اشتعال فتيل أول مواجهة بين البرلمان ورئيس الوزراء، الذي طالبه النواب بتقديم «الاعتذار عن التغيب عن حفل تنصيب الرئيس الجديد.. وتوديع الرئيس السابق». فالقارئ الذي اطلع على أصداء هذه المواجهة كان قد تعرف عن قرب على رئيس الحكومة باسندوة، في حوار السبت، الذي أجرته معه «الشرق الأوسط» في منزله. فمن الجميل أن تشعر أن صانع الحدث، أو بالأحرى المتضرر منه، سبق أن قرأت عنه مادة صحافية خاصة.

وقدر الصحافي أن «يناكف» رئيس الوزراء بأسئلة مباشرة عله يظفر بسبق صحافي، إذ سأله: «هل سيسحب اليمن سفيره من سوريا خصوصا مع سحب دول الخليج لسفرائها؟»، لكن باسندوة التزم الدبلوماسية ولم يعطِ إجابة محددة، كما فعل بأسئلة أخرى.

«الشرق الأوسط» نشرت في أسبوع واحد نحو 27 موضوعا عن اليمن، بما فيها التصريح المقتضب للرئيس اليمني الجديد لـ«الشرق الأوسط»، الذي اعتبر أول تصريح لمطبوعة عربية، لكن يبقى لقاء رئيس الحكومة الأفضل من حيث العمق وتنوع الأسئلة.

نرجو ألا يتوقف هذا النوع من اللقاءات الخاصة، لأن اليمن دولة مهمة، وما حدث فيه نتيجة مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي هو أمر يستحق المتابعة والاهتمام من سكان الجزيرة العربية وسائر العرب الذين ترزح بلدانهم تحت وطأة المواجهات الدامية.