إسطنبول تحتضن أول «فيس بوك إسلامي»

لا محرمات فيه ولا حواجز ولا سياسة.. وينافس شبكات التواصل الاجتماعي الشهيرة

TT

تشكل شبكة التواصل الاجتماعي الجديدة «سلام وورلد»، أو ما توصف بالـ«فيس بوك الحلال»، التي تتخذ من إسطنبول مقرا لها، والتي ستنطلق في العالم الإسلامي خلال شهر رمضان، أول موقع يقدم خدماته للمسلمين من جميع الأعمار. ومع بلوغ مستخدمي الـ«فيس بوك» 800 مليون شخص حول العالم الآن، يصل عدد مستخدمي الـ«فيس بوك»، من العالم الإسلامي، إلى 300 مليون مسلم. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم بنسبة 100% خلال الأعوام العشرة المقبلة.

وفي مقابلة شاملة مع صحيفة «زمان» التركية، قال رئيس مجلس إدارة «سلام وورلد»، عبد الواحد نيازوف، وهو روسي يتحدث العربية بطلاقة: إن هذا المنبر تم تطويره بهدف توفير موقع أكثر مشروعية للمسلمين لكي يتفاعلوا مع بعضهم البعض على الإنترنت.

وأشار نيازوف إلى أن سبب اختيار إسطنبول لاحتضان الشركة الجديدة موقعها المثالي المتميز بين الشرق والغرب، إضافة إلى الاستقرار الاقتصادي الذي تنعم به تركيا والذي يجذب المزيد من رجال الأعمال من جميع أنحاء الأرض. وأضاف أن تركيا تعتبر دولة إسلامية رائدة بين الدول الإسلامية.

وأوضح نيازوف أن هذا المشروع مشروع تجاري محض يهدف إلى تلبية احتياجات المسلمين في العالم الحديث، ولا يحظى بدعم من أي حركة سياسية أو دولة، وأنه دائما ما كان يبدي احتراما كبيرا لأعمال العلماء الأتراك حول العالم، بما في ذلك الشخصيات التي تحظى باحترام كبير مثل المفكر الإسلامي فتح الله كولن ورئيس الوزراء السابق نجم الدين أربكان.

ويؤكد «سلام وورلد» أنه سيقوم بتزويد مستخدميه بالكثير من التطبيقات، بما في ذلك تشكيلة كبيرة من الكتب المتخصصة في التراث الإسلامي في عدد من صيغ الكتب الإلكترونية، وبرامج معتمدة للتعلم عن بعد مصممة لمستويات مختلفة من التعليم وجلسات تفاعلية مع علماء معترف بهم وخبراء واستشاريين مؤهلين، وستتم إتاحة موسوعة إسلامية متعددة اللغات على الإنترنت في الصفحات المترابطة التي يقوم الكثير من المستخدمين بإنشائها.

وسيتم توفير تطبيق آخر مهم، وهو دليل المدن على الإنترنت؛ حيث سيتم تزويد المستخدمين بدليل للمساجد والمراكز الإسلامية والمطاعم الحلال والأعمال الإسلامية الأخرى في مختلف مدن العالم. وسوف يسمح للمستخدمين أيضا بإذاعة الخطب والمحاضرات والأحداث الجديرة بالاهتمام. وسيقوم «سلام وورلد» بعمل تحديث يومي للأخبار العاجلة وإتاحة مكان للمناقشات على الإنترنت.

وقال مدير الشركة: إن الموقع سيضم متجرا للبضائع والخدمات الإسلامية على الإنترنت، وبالإضافة إلى ذلك، سيتم إعلان وتنظيم رحلات حج سنوية لمكة المكرمة. ونظرا لأن 54% من سكان العالم الإسلامي تحت سن 25، فسوف يستهدف «سلام وورلد» تعليم الأطفال والشباب المسلمين التعاليم الإسلامية من خلال ألعاب تفاعلية على الإنترنت.

ويؤكد موقع «سلام وورلد» أنه لن يتم إنشاء هذا المشروع ليكون فقط بمثابة منبر لشبكات التواصل الاجتماعي التقليدية. فيصف الموقع مهمته بأنها مهمة متعددة الأوجه؛ إذ سيكون بمثابة بديل لشبكات التواصل الاجتماعي المشهورة وسيقوم بعرض محتوى إسلامي أنتجه مسلمون وموجه إلى مسلمين وسيكون بمثابة مكان للمسلمين للتعبير عن آرائهم ومنبر للاتصالات بين الدول الإسلامية وقناة اتصال بين المسلمين والمجتمع الدولي، وسيقوم بتوفير الكثير من الفرص للشباب المسلم ومجموعة من خدمات الإنترنت للمجتمعات المسلمة المعاصرة.

ويؤكد نيازوف أنه فكر للمرة الأولى في بدء مشروع هذه الشبكة الاجتماعية في أبريل (نيسان) 2011، مضيفا أن الهدف الرئيسي من بدء هذا المشروع هو توفير فرصة للمسلمين لتكون لديهم مساحتهم الخاصة على الإنترنت وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، مع الأخذ في الاعتبار أن خُمس عدد سكان العالم مسلمون.

وأوضح نيازوف أنهم في مرحلة التطوير النشط للشركة. ومن المقرر إطلاق الشركة والمنتج خلال شهر رمضان المقبل.

وقال نيازوف: «بخلاف إسطنبول، ستكون لدينا مكاتب في روسيا ومصر. نخطط لافتتاح مكتب فني في مدينة حيدر آباد في الهند بين شهري مارس (آذار) وأبريل (نيسان) ومكتب آخر في جاكرتا في إندونيسيا بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) وثالث في نيويورك في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني) 2012. لدينا خطط أيضا في العام الحالي لافتتاح مكتب في مكان ما في الخليج العربي، سواء في دبي أو أبوظبي أو الدوحة، ومكتب آخر في إيران. وتتضمن خططنا في العام المقبل افتتاح مكتب جديد في ألماتي أو الآستانة للإشراف على منطقة آسيا الوسطى ومكاتب أخرى في مكة المكرمة والمدنية المنورة، باعتبارهما مدينتين مقدستين، ومكاتب في باريس ولندن لخدمة أوروبا، وأخرى في بكين وكوالالمبور لخدمة جنوب شرقي آسيا. ويتكون فريقنا الاحترافي الآن من خبراء من 12 دولة، ولدى المكتب التنفيذي ممثلون من 17 دولة».

ويقول موقع «سلام وورلد» إنه يهدف إلى توفير شبكة تواصل اجتماعي بديلة وآمنة للمستخدمين من صغار السن من دون المحتوى الضار، الذي عادة ما يصاحب شبكات التواصل الاجتماعي؛ حيث تقوم عدد من الدول الإسلامية الكبيرة مثل تركيا والمملكة العربية السعودية وإيران وباكستان بحظر الآلاف من المواقع لحماية مستخدمي الإنترنت لديها من المحتويات الضارة.

يقول نيازوف: «أعتقد أنه بغياب البدائل الموثوقة للاختيار من بينها، وعدم وجود محتوى إسلامي، يصبح مستخدمو الإنترنت المسلمون من صغار السن عرضة للمحتويات الضارة في المواقع وشبكات التواصل الاجتماعي المكرسة لنشر الثقافة السائدة اليوم».

وقد حاول الكثيرون في السابق إطلاق مشاريع شبكات اجتماعية إسلامية، لكنهم فشلوا في ذلك وقاموا، في ما بعد، بإغلاق هذه المشاريع.

يضيف نيازوف: «بكل صراحة، لقد فشلت تلك التجارب كلها. فعندما يضم موقع 20.000 مستخدم من بين 1.5 مليار مسلم في العالم، فإن ذلك يعتبر نوعا من أنواع الفشل. وسيزيد عدم وجود منافسين في هذه السوق من خطر الفشل، لكنه سيزيد، من ناحية أخرى، منطقة الانتشار المحتملة. ونظرا لأنه لا يوجد بديل، فإن ذلك يعطينا الفرصة للنمو بصورة أسرع».

وأوضح مدير الشركة أن علماء ومثقفين ذائعي الصيت في العالم الإسلامي يدعمون هذا المشروع، وأن بعضهم قد التحق بالفعل بمجلس الإدارة التنفيذي للشركة، بينما أصبح الآخرون «أصدقاء حقيقيين» لـ«سلام وورلد».

وطبقا لخطة التنمية في «سلام وورلد»، تخطط الشركة لإنفاق ما لا يقل عن 50 مليون دولار في السنوات الثلاث المقبلة.

وأضاف نيازوف أنه واثق تمام الثقة أن هذه الأرقام صحيحة وأنها ستؤدي إلى نتائج جيدة. وأوضح أن الهدف الرئيسي لـ«سلام وورلد» في الأعوام القليلة المقبلة هو أن يتحول إلى شركة عالمية برأسمال يصل إلى مليار دولار.

وأضاف نيازوف: «أستطيع أن أقول بكل ثقة: إننا نتقدم بصورة أكثر كفاءة مما خططنا له».

وتخطط «سلام وورلد» ليتم تدشين الشركة كشركة عامة مقرها الرئيسي في هونغ كونغ في غضون السنوات الأربع إلى الست المقبلة. لكن على الرغم من ذلك، لا يزال من الصعوبة التنبؤ بما سيجري خلال الأعوام الست المقبلة، خاصة في ما يتعلق بالاقتصاد والتمويل.