المراقب الصحافي: تغييرات جميلة بالملحق الثقافي

TT

لفت نظري زاويتين جديدتين برزتا في الملحق الثقافي لصحيفة «الشرق الأوسط»: الأولى كانت بعنوان «ماذا يعملون؟»، وهي عبارة عن لقاء سريع مع شاعر أو أديب حول مجال تخصصه، فيها أسئلة غير تقليدية مثل: ماذا تفعل حاليا؟ ماذا تقرأ من كتب؟ لماذا هذا الكتاب بالذات؟ وما شابه.

وهذا النوع من المواضيع هو، في رأيي، ما يلقى رواجا في عصرنا، لأنها تشد الإنسان العجول وسط زحمة انشغالاته اليومية إلى قراءة شيء ما مختصر ومفيد. ولحسن الحظ، كانت هذه الزاوية فكرة اقترحتها في وقت سابق في هذا العمود فوجدت آذانا مصغية.

أما الزاوية الثانية، فكانت بعنوان «رحلتي مع الكتابة»، وجاءت على شكل مقال، لكنه يدور في فلك موضوع واحد وهو كيف كانت بداية الأديب أو الكاتب أو الشاعر الذي يتم استضافته. ميزة هذا النوع من المواد الصحافية أنه غير مرتبط بالعنصر الزمني، أي إنها تنشر في أي وقت لكونها تتحدث عن الماضي الذي يهم القارئ المهتم بالشخصية المستضافة. كما أن الزاوية يمكن نشرها على شكل مقال، وهو ما يولد لدى محرر الصفحة مخزونا كبيرا من المواد الجاهزة التي يمكن نشرها تباعا على مدى أسابيع مقبلة.

وأود أن أقول بصراحة إنه لا عذر لصحيفة بحجم «الشرق الأوسط» بألا تنشر في كل ملحق ثقافي تصدره هاتين الزاويتين وغيرهما من زوايا إبداعية، وذلك لسببين: الأول، أن الملحق يصدر أسبوعيا وليس يوميا مرهقا كما يحدث في بعض الصحف. ثانيا، لا نذيع سرا إن قلنا بأن أي مثقف سيرحب بفكرة إطلالته على قرائه في العالم العربي من نافذة «الشرق الأوسط»، وهو أمر يفترض أنه يسهل مهمة الصحافي الذي يبحث عن مادة جيدة أو شخصية مرموقة.

ومن منطلق التعاون، أود أن أقترح زاوية ثابتة أخرى ترصد الكتب العربية والأجنبية «المسموعة» الصادرة حديثا وتسمى مثلا «الكتاب المسموع». أرى أن هذه الزاوية ضرورية لأننا نعيش في «بيئة سمعية» كما يطلق علينا البعض. وتكمن أيضا أهمية الزاوية في أن الكتب المسموعة بدأت تتزايد بصورة ملحوظة، وصار يمكن الاستماع إليها بسهولة عبر الهواتف الجوالة.

نتمنى من القائمين على الملحق الثقافي للصحيفة أن يفكروا دوما في التجديد، لأن كل شيء من حولنا صار يتجدد بصورة مذهلة. ولا ننس أن الثقافة ليست حكرا على كبار السن، فهناك شرائح شبابية مثقفة نود أن نكسبها ونلفت أنظارها إلى هامات كبار في عالم الأدب والشعر والنثر.