المراقب الصحافي: تصفُّح «الشرق الأوسط» بجهاز «iPad»

TT

لا تقِل متعة تصفح صحيفة «الشرق الأوسط» عبر جهاز «iPad» المحمول عن تصفحها ورقيا. صحيح أن للورق حفيفا جميلا وأن رائحة الأحبار المتداخلة مع رائحة القهوة الصباحية تثير في نفوس البعض متعة لا تضاهى، لكن من يحاول تجربة التصفح الإلكتروني عبر خدمة «آي باد» سيكتشف متعة جديدة من نوع آخر لأسباب عدة.

أحد هذه الأسباب أن خدمة «آي باد» تمكن القارئ من تصفح «الشرق الأوسط» بشكلها الحقيقي (الورقي) فيرى الصور والعناوين الرئيسية والفرعية بحجمها الطبيعي، وهي متعة حرم منها متصفحو موقع الصحيفة الإلكتروني. فهناك من القراء من ما زال يهمه أن يرى الصحيفة كاملة، وهذا حقه، والبعض الآخر قد يحتاجها ليحتفظ بالأخبار التي تهمه كمراجع بصيغة ملف «PDF» المصور.

كما يلاحظ المتصفح أيضا سهولة في استخدام محرك البحث الذي يعرض بسرعة وسهولة الكلمات المراد البحث عنها. كما أن مجانية الخدمة هي فكرة ممتازة نرجو كقراء أن تستمر، وإن كنا لا نعلم حجم التكاليف ومدى الحاجة التجارية لجعلها بمقابل مادي لاحقا، لكننا من الناحية المهنية نعتقد أن استمرارية الخدمة المجانية ستدفع شرائح جديدة من الشباب وغيرهم لقراءة «الشرق الأوسط»، لا سيما من يجدون صعوبة في الحصول على «الشرق الأوسط» الورقية في بلدانهم، أو يتأخر وصولها إليهم.

ومن الأمور المريحة في خدمة تصفح «الشرق الأوسط» إلكترونيا، إمكانية قراءة كل عناوين الأخبار بسرعة، وذلك بلمس الشاشة بالأصبع وتحريكه أفقيا، والأمر نفسه يمكن عمله مع خاصية تصفح صور عدد اليوم المذيلة بعنوان الخبر ومصدره مع شرح مقتضب لا يتجاوز السطر الواحد، وهذه الميزة تمنح قارئ الصحيفة متعة تصفح المجلات، حيث يركز على الصور، فإذا اهتم بالخبر يسهل عليه الاستزادة بالدخول إلى تفاصيله.

الكثير من الصحف الأجنبية دخلت عالم الـ«آي باد» وغيره، لكن ليست كل هذه الصحف تقدم خدمة التصفح بالحجم الطبيعي أو المجاني، وهو ما لم تفعله صحيفة «الشرق الأوسط»، بل آثرت تقديم خدمة إلكترونية جديدة تجدد فيها خدماتها كصحيفة تقليدية. وباسمي وباسم جميع قراء «الشرق الأوسط» أشكر القائمين على هذه الخدمة الرائعة والممتعة، التي تؤكد أن الصحف التقليدية يمكن أن تتكيف مع التكنولوجيا الحديثة مهما كان شكلها.