«إم سي إن» أول وكالة أنباء لتغطية أخبار مسيحيي الشرق الأوسط

أثارت جدلا في أوساط الإعلاميين.. وخبراء شددوا على ضرورة مراقبة أدائها

شعار وكالة «أخبار مسيحيي الشرق الأوسط» (إم سي إن)
TT

صاحبَ إطلاق وكالة أنباء «أخبار مسيحيي الشرق الأوسط» (إم سي إن)، والتي تعد أول وكالة أنباء خاصة بأخبار المسيحيين بمنطقة الشرق الأوسط، لخدماتها الإخبارية قبل أيام جدل في الأوساط الإعلامية في مصر. وبينما قالت وكالة أنباء «إم سي إن» إنها تسعى لتحقيق المعايير المهنية الواجبة، انتقد إعلاميون تأسيس الوكالة، ووصفوها بـ«الطائفية»، معتبرين أن هذا الأمر يعد تكريسا لـ«عزلة مسيحيي الشرق الأوسط». لكن خبراء رحبوا بالوافد الجديد في سوق الإعلام العربي، مشددين على ضرورة وجود رقابة دائمة على أداء مثل هذه النوعية من الخدمات الإخبارية.

وأطلقت وكالة «إم سي إن» خدمتها في 11 مارس (آذار) الحالي. وتقول قيادات الوكالة إنها لا تملك مصادر تمويل أو دعم من أي جهة، لكنها ستعتمد على بيع المحتوى الإخباري بما تملكه من شبكة واسعة من المراسلين تغطي الشرق الأوسط، مؤكدة على سعيها لاحترام المعايير المهنية في أدائها.

وأسس وكالة «إم سي إن» ورأس تحريرها الدكتور ويليام ويصا، الذي تولى مناصب رفيعة في الإعلام الدولي، حيث تولى رئاسة القسم العربي بالإذاعة الفرنسية، بالإضافة إلى رئاسته لتحرير القسم العربي بالتلفزيون الأوروبي (Euro news). وتبث الوكالة أخبارها باللغة العربية لأجهزة الإعلام المحلية والإقليمية، وباللغة الإنجليزية لأجهزة الإعلام الدولية. وتستهدف مد أجهزة الإعلام والهيئات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية خاصة العاملة في مجال حقوق الإنسان في مصر ودول الشرق الأوسط والعالم بالأخبار والمواد الصحافية.

وقالت الوكالة، في بيان لها صاحب تدشينها، إنها تستهدف ملء الفراغ السائد حاليا في تغطية أخبار هذا القطاع من مواطني دول الشرق الأوسط، والناجم عن تجاهل أجهزة الإعلام المحلية والدولية لهذه النوعية من الأخبار، إذ عادة ما تتجاهل أجهزة الإعلام المحلية، التي تخضع بدرجات متفاوتة للسلطة في هذه الدول، أخبار الأقباط ومسيحيي الشرق الأوسط أو تقوم بتلوينها وفقا لأهواء السلطة مع استثناءات قليلة للغاية. كما أن أجهزة الإعلام الدولية تركز تغطيتها لأحداث الشرق الأوسط على النزاعات الإقليمية.

وأوضح هاني سمير، من مراسلي الوكالة بالقاهرة، لـ«الشرق الأوسط»، أن الوكالة مستقلة لا ترتبط بأي جهة دينية أو حكومية، ولا تنحاز إلى أي تيار سياسي، مضيفا أن الوكالة تعمل وفق نظام الاشتراكات، كباقي الوكالات الإخبارية في الشرق الأوسط، وذلك في مقابل التواصل مع المشتركين وتوفير الخدمة الإخبارية الصادقة، مشيرا إلى أن الوكالة سوف توفر الخدمة مجانا على مدار أسبوعين من بدء انطلاقها لتشجيع الراغبين في الاشتراك في خدماتها.

وعن موقعها الإلكتروني على الإنترنت، قال سمير «موقع الوكالة في تصميمه ومضمونه مهني إلى أقصى الحدود، وهناك خدمة خاصة لكل مشترك من اسم ورقم سري، بالإضافة إلى توفير مساحة للإعلانات وأيضا توفير فرصة التواصل الاجتماعي عبر (فيس بوك) و(تويتر) و(يوتيوب)».

ولم تقتصر الوكالة على نشر الأخبار والتقارير المتعلقة بالأحداث الجارية فقط، بل تشمل أيضا خدمة أرشيفية لتوثيق بعض الأحداث المهمة في تاريخ الأقلية المسيحية في الشرق الأوسط.

وتشير قيادات الـ«إم سي إن» إلى أن خدمتها ستغطي عددا من البلدان خارج الشرق الأوسط، والتي تضم أقلية مسيحية في أفريقيا. وتنقسم خدمة الوكالة إلى عدة قطاعات، منها قطاع الأخبار والذي يشمل تغطية تفصيلية لأهم الأخبار المتعلقة بالملف المسيحي بالشرق الأوسط، بالإضافة إلى قطاع التقارير الذي يصدر عن هيئات معينة مثل المنظمات غير الحكومية ومنظمات حقوق الإنسان، إلى جانب قطاع الأحاديث الذي يشمل حوارات مع شخصيات بارزة وصانعة للأحداث. وهناك قطاع خاص بأخبار مسيحيي الشرق الأوسط في الإعلام الإقليمي والدولي، وقطاع آخر خاص بأخبار التيارات الراديكالية المتشددة.

ورافقت إطلاق الخدمة الإخبارية لوكالة «إم سي إن» انتقادات من عدد من الإعلاميين الذين اعتبروا تأسيس وكالة خاصة بالمسيحيين في الشرق الأوسط من شأنه تكريس عزلتهم.

من جانبها، أعربت الكاتبة الصحافية فريدة الشوباشي عن استيائها من تأسيس وكالة أنباء خاصة بالمسيحيين فقط، لافتة إلى أنها تتعاطف مع هموم الأقليات في الشرق الأوسط العرقية والدينية، لكنها قالت لـ«الشرق الأوسط» إن «تخصيص الوكالة لأخبار طائفة دينية واحدة فيه ظلم، ويعد فكرة سلبية إلى أقصى الحدود، وهذا من شأنه تكريس العزلة وبذر الشقاق داخل مجتمع يفترض أن يكون متجانسا ويحتكم لمبدأ المواطنة».

ومن جانبه، رحب الكاتب الصحافي المسيحي لويس جريس والذي عمل كأستاذ للصحافة بالجامعة الأميركية بإطلاق خدمات وكالة «أخبار مسيحيي الشرق الأوسط»، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن «تكاثر وتعدد وسائل الإعلام والوكالات الناقلة للأخبار أمر جديد، لكن تجب مراقبة هذه النوعية من الوكالات جيدا لتحديد مدى مصداقيتها والتزامها بالمعايير المهنية في العمل، هل ستتدخل في السياسة بطريقة سلبية أم فقط تتداول أخبار المسيحيين بمصداقية».

وشاركه الرأي الدكتور محمود علم الدين، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، حيث أكد ضرورة متابعة أساليب ومضامين الأخبار التي تنشر في هذه النوعية من الخدمات الإخبارية التي تختص بمتابعة الأقليات. وأضاف أنه لا غبار على الإعلام المتخصص، لكن يجب ألا تركز الوكالة فقط على اتجاه أو مجموعة معينة من الأشخاص.Body