المراقب الصحفي «سكاي نيوز» موضوعات ما قبل الحدث

TT

المقابلة التي نشرتها صحيفة «الشرق الأوسط» مع مدير عام قناة «سكاي نيوز» العربية، المزمع انطلاق بثها في الأسابيع المقبلة، هي مثال عملي جميل على ما أسميه بـ«مواضيع ما قبل الحدث».

ففي عصرنا، مثلا، ليس الخبر وحده هو «افتتاح قناة»، لأن هذا الخبر سيعلم به القاصي والداني عبر كل الوسائل الإعلامية، لكن المهم هو «ما وراء هذا الحدث» وهذا هو دور الصحافة. غير أن «الشرق الأوسط» اختارت في هذه المقابلة أن تقفز إلى الوراء قليلا، أي قبل افتتاح القناة أو وقوع الحدث نفسه، لتجري لقاء مع نارت بوران، مدير عام قناة «سكاي نيوز» العربية، يوم الخميس الماضي. وشخصيا أراها فكرة جيدة تعطي القارئ خلفية معلوماتية، قبل غيره، عن ماهية هذا المقبل الجديد في فضاء الإعلام العربي.

كما أن الصورة المنشورة كانت بحجم أهمية الموضوع، لا سيما أنها جاءت من داخل الاستوديو؛ حيث بدا شعار القناة باللغة العربية، وطابعها العام، بحيث يستطيع القارئ تخيل شكل المحطة، وبدت أيضا في الصورة إعلامية ترتدي عباءتها الخليجية في أثناء التحضيرات النهائية لافتتاح القناة في العاصمة أبوظبي.

لا يهم إن كانت «الشرق الأوسط» قد حصلت على سبق الخبر أم لا، لأنه في الصحافة هناك دائما مسلك آخر يمكن اللجوء إليه، وهو الحصول على لقاء خاص أو حصري مع صاحب الحدث نفسه، وفي هذه الحالة مدير القناة الذي زود القارئ بمعلومات موثوقة. غير أن مأخذنا على اللقاء أنه لم يذكر فيه تفاصيل كافية عن طبيعة برامج المحطة، على الأقل حتى يدرك القارئ ما هي البرامج المنتظرة، لكن يبدو أنها اعتبارات المنافسة الإعلامية التي منعت المدير العام من الإفصاح عن مشروعه. غير أنه في هذه الحالات يمكن للصحافي أن يستخدم أسلوب الإقناع أو المساومة مع الضيف، وهو أنه «إذا زودتنا بتفاصيل أكثر فسوف نسعى لأن نفرد لك مساحة أكبر»، أو أن يذكره بأن هذه «الصحيفة مهمة وواسعة الانتشار» وما شابه، فقد ينجح الصحافي ويعود للقارئ بسبق صحافي أو معلومات تفصيلية.

إن ولادة قناة تلفزيونية إخبارية مؤثرة هي مثل بزوغ نجم شاعر فحل في تاريخنا القديم، حيث كان الشاعر العربي بمثابة محطة فضائية متنقلة، إن جاز التعبير. وعليه وإن كان هذا اللقاء متواضعا في معلوماته، فإنه قدم للقارئ ومضة خبرية عن قناة يتوقع أن تقتطع حصة من أعداد مشاهدي القنوات الإخبارية العربية الحالية.