المراقب الصحافي :صائد الذئاب المصري!

TT

ليست كل الموضوعات التي تستحق الإشارة إليها في هذه الزاوية هي الموضوعات الجادة فقط، فهناك موضوعات منوعة تطالعنا بها صحيفة «الشرق الأوسط» بين الفينة والأخرى، وتستحق الإشادة، ومنها تقرير «صائد الذئاب» المصري الذي نشر أمس الأربعاء.

هذا الموضوع لفتني حقيقة لأسباب عدة، منها أنه موضوع غير تقليدي، وقد اعتدنا أن نقرأه في المجلات المصورة مثل «ناشيونال جيوغرافيك» وليس في صحيفة يومية. الموضوع كان يستحق النشر في زاوية «عين الشرق الأوسط» الأخيرة، بل وأعاد إليها بريقها الذي خبا نجمه مقارنة بمعظم الموضوعات المنشورة طوال الشهور الثلاثة الماضية.

تتلخص أهمية الموضوع أيضا في أن هذا الصائد المصري الذي كان يتحدث مباشرة إلى «الشرق الأوسط» قد ابتكر، حسب قوله ما يشبه الفخ الحديدي الذي يصطاد به الذئاب المفترسة، ويستفيد من أحشائها للمحتاجين، كشحومها لعلاج خشونة الركبة، ومرارتها لعلاج العقم لدى النساء! والأغرب من ذلك أن هذا الصياد يهوى حرفة «أجداده الفراعنة» على ما يبدو وهي تحنيط الموتى التي طبقها على نحو 16 ذئبا يحلم أن يتوجوه لدخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية من أوسع أبوابها.

من ناحية النص، كان الموضوع جيدا، وإن كان قصيرا جدا، حيث كان يمكن أن يسأل الصياد عن زوايا أخرى مثل أسوأ المواقف التي تعرض لها، ورأي الجهات المختصة في مهنته، وغيرها.

أما ملاحظتي على الصور، فتتخلص في أن اللقطة الرئيسية كانت معبرة جدا، التي التقطتها «الشرق الأوسط» للذئبين وهما يعويان بعنف، وأكاد أجزم أن قلة من الناس في عصرنا قد رأت صورة ذئب يعيش في منطقتها العربية، فمعظم ما نراه هو في الأفلام الوثائقية الأجنبية والمجلات. أما الملاحظة الأخرى فهو أن المحرر قد غفل عن نشر صورة للمصيدة التي هي أصل الموضوع، ليتخيل القارئ على الأقل كيف ينصب هذا الصياد كمينه للذئاب المفترسة، وكيف كان لا يطلق عليها الأعيرة النارية ليستدرجها بذكاء لدخول هذا الفخ الحديدي.

التقرير المنشور يستحق لقب «أفضل موضوع منوع» نشر هذا الأسبوع وإن كانت هناك موضوعات جميلة أخرى.