«حوار العرب» يعود للمشاهدين بثوب جديد

خبراء وطلاب يسبرون غور الثورات العربية من قاع المجتمع إلى قمة السياسة

منتهى الرمحي مقدمة برنامج «حوار العرب» على قناة العربية («الشرق الأوسط»)
TT

يعود برنامج «حوار العرب» على قناة «العربية» إلى جمهوره اليوم بشكل جديد، حيث أصبح برنامجا تفاعليا تقدمه المذيعة منتهى الرمحي، ويرأس تحريره أحمد الطويان.

وأوضح الطويان لـ«الشرق الأوسط» أن البرنامج سيذاع الخميس مرة كل أسبوعين، وأنه بثوبه الجديد أصبح أقرب إلى الشباب، حيث يفتح لهم نوافذ لطرح آرائهم، عن طريق مداخلاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي («فيس بوك»، «تويتر»، «سكاي بي»).

وأشار الطويان إلى أن البرنامج سيعرض في كل حلقة قضية جديدة تهم المشاهد العربي في كل مكان، مؤكدا أنه ليس جديدا على المشاهد العربي، حيث كان يعرض من عام 2007، وكان يتنقل بين الدول، إلا أنه هذا العام أخذ صبغة جديدة، حيث أصبح له استوديو خاص يجمع عددا من المتحدثين بمجموعة من المناقشين. وبين رئيس تحرير البرنامج أن حلقة اليوم ستناقش موضوع الثورات العربية من قاع المجتمع إلى قمة السياسة، ويشارك فيها كل من الدكتور عبد الواحد المكني الكاتب والمفكر التونسي، والدكتور علي الخشيبان الكاتب والمتخصص في علم الاجتماع السياسي، والدكتور إبراهيم بيومي غانم الأكاديمي والمفكر الإسلامي، كما سيشارك في الحلقة 40 من الطلاب والطالبات لمناقشة هذا الموضوع. ويلقي ثلاثة من الباحثين العرب اليوم الضوء على تأثير ثورات الربيع العربي التي قامت بها شعوب عدد من البلدان العربية ومدى نجاح أو فشل كل منها، وذلك ضمن حلقة البرنامج التلفزيوني «حوار العرب».

وذكر الدكتور إبراهيم البيومي غانم، الباحث المتخصص في الفكر الإسلامي، أن الحرية التي نسيها الشعب حتى فقد معناها كانت كلمة السر في أحداث العالم العربي، بعد أن عانت الشعوب ثالوث الاستبداد والفساد والفشل. وبين غانم أن بطانة الرئيس استخدمت الشعارات لتعبئة الشعب مع الحاكم، مما ألقى على الشعوب مسؤولية في تثبيت الحكام لفترة طويلة، حتى ظنت فئات من تلك الشعوب أن من لديه قوة أكبر يحصل على حرية أكثر. وحول الانتصارات الإسلامية في بلدان الربيع العربي قال غانم «القوة الإسلامية هي الوحيدة المنظمة، كما أنها ذات خطاب وقدرة على التوسع، خاصة بعد أن فقدت السلطات الحرية بتبعيتها للخارج، وفشل فصل الدين عن السياسة»، لكنه استدرك قائلا «بعد أول ثورة لأول جيل من أجيال العولمة سيواجه الإسلاميون صعوبة في انقياد مؤسسات الدولة إلى حكوماتهم». وأوضح في حديثه أن الوضع الحالي هو أقل من ثورة وأكثر من تمرد شعبي، وأنه لا توجد نتائج نهائية للربيع العربي.

وقال الدكتور عبد الواحد المكني، المفكر التونسي، إن بلاده شهدت سابقا إنذارات اجتماعية قوية إلا أنها تم قمعها، فأدت آلة القمع تلك إلى الثورة، مضيفا «الأنظمة العربية أصيبت بالغرور وتفتقد للمشورة السياسية الحكيمة، وأنها كانت تلفق قضايا أخلاقية لسجناء الرأي لإهانتهم أمام الرأي العام». وأشار إلى أن «تلك الأنظمة اكتسبت شرعيتها عبر انتخابات مزورة، مقتبسة التعبئة العامة من الأنظمة الفاشية، وأن البطانة مارست الفساد وشجعت على التمادي فيه». وبين الأكاديمي والمفكر التونسي في حديثه أن النخبة العربية كانت في قطيعة مع الناس، الذين لم يبتدعوا الموت من أجل الحرية، بل كان موجودا منذ الثورة الفرنسية. واستدرك المكني بقوله إن أولئك الناس غفلوا عما سماها «منزلقات الثورة»، وإن تغيير الحاكم هو جزء من الثورة وليس كلها.

ومن جهته، رأى الدكتور علي الخشيبان، الباحث في علم الاجتماع السياسي، أن تركيبة الحاكم السياسية اعتمدت دائما على تقارير عسكرية ذات حس أمني وتحمل في طياتها مخاطر الإطاحة به مما يمهد لأقربائه لخداع الشعب ومص دمائه، مضيفا «استمدوا أيضا تقارير مغلوطة من الخارج تشير لاستقرار الأوضاع». وأقر الدكتور الخشيبان بأن الرؤساء كانوا يؤمنون بالحرية، إلا أنها حرية من نوع خاص بهم، لا يتماشى مع ما نادت به ميادين التغيير في العواصم والمدن العربية.

ونفى في حديثه وجود نخب ثقافية تقود فلسفة التغيير، وأكد أن دور بعضها اقتصر على التطبيل للسلطة، داعيا للتفريق بين الجمهور السياسي والجمهور الديني، وأن صوت الأخير للإخوان جاء بسبب خدماتهم الخيرية، محذرا من خداع القادة الإسلاميين للشعوب العربية باسم الدين، على اعتبار أنه لا خطوط حمراء في العمل السياسي.

وطرحت الحلقة تساؤلات حول دور الجوع والبطالة والفسادين المالي والإداري في دفع الشعوب نحو السياسة، وطبيعة العقل العربي بين أن يكون عاقلا بفعل ورد فعل، وحول علاقة الإسلام والسياسة وهل ستصب لصالح الشعوب أم الآيديولوجيا في النهاية.

كما يتساءل البرنامج عن أوجه التشابه بين العمل السياسي والاجتماعي، وهل سيكون القائد القادم للأحزاب الإسلامية رئيسا للدولة أم خليفة للمسلمين، وحول وضع الحريات في ظل الأغلبية الإسلامية.