اجتماع الغابون يئد المشاريع «المذهبية».. ويعلن ميلاد أول منبر فضائي لمنظمة العالم الاسلامي

نجم: القناة تعرف بشعوب المنظمة وليست سياسية

TT

أحبط مشروع قادته إحدى الدول الإسلامية لإطلاق اتحاد إذاعات جديد لبعض القنوات ذات طبيعة خاصة قد تكون مذهبية خلال إجتماع وزراء الاعلام لدول منظمة العالم الاسلامي، على أن يكون مقره عاصمة تلك الدولة وتحت مظلة المنظمة، إلا أن وأد هذا المشروع تزامن مع إطلاق مشروع آخر أكثر تكاملاً وشمولية وذلك بإعلان ميلاد قناة فضائية إسلامية للمنظمة على الأقمار الصناعية والذي تقدمت به جمهورية الغابون.

وهنا كشف لـ«الشرق الأوسط» الدكتور رياض بن كمال نجم رئيس وفد المملكة عن تشكيل لجنة للاجتماع في جدة لدراسة جوانب التمويل والمحتوى والإدارة والتكاليف للقناة، وأفاد بقوله: «ستكون القناة تضامنية وتعريفية بشعوب المنظمة، وترسخ وجهة نظر المنظمة، وليست قناة سياسية، وسيعقد اجتماع مفتوح العضوية في مقر الأمانة العامة بجدة لبحث هذا الأمر»، مشيرا إلى أنها ستكون فضائية متخصصة بالتعريف بمنظمة التعاون الإسلامي ودورها وأعضائها ونشاطاتها، وكل ما من شأنه أن يخدم الدول الأعضاء، ويعرّف بهم وبنشاطاتهم السياسية والثقافية والاقتصادية والفنية والسياحية. وستعمل القناة على تجنب نقاط الخلاف أو إثارة الحساسيات، وستتوخى الجوانب الجامعة للأمة بعيدا عن نقاط الفرقة والاختلاف.

وحصلت «الشرق الأوسط» على التصور الأولي للقناة التي ستبث على مدار 24 ساعة وعلى الأقمار «عرب سات» و«نايل سات»، إضافة إلى الأقمار «آسيا» و«هوت بيرد» بثلاث لغات، هي: العربية والإنجليزية والفرنسية، وسيخضع اختيار مقر الفضائية لقرار وزراء الإعلام والاتصال.

ولكنه وبسبب التجهيزات الفنية والكوادر المؤهلة ووجود بعض المدن الإعلامية في بعض الدول الإسلامية، اقترح لها واحدة من دول: الغابون أو تركيا والأردن أو مصر ولبنان، وهي الدول المؤهلة لاستضافة المقر.

وحمل المؤتمر دعم عملية إعادة هيكلة كل من وكالة الأنباء الإسلامية الدولية (إينا) واتحاد الإذاعات الإسلامية (إيبو)، ورفض مبدأ الاندماج بينهما الذي طرح كأحد المقترحات، وعبر عن دعمه لعملية إعادة هيكلة هذين الجهازين، ودعا الدول الأعضاء إلى القيام بتسديد مساهماتها الإلزامية في ميزانيتهما والمشاركة الفعالة في نشاطاتهما والاستفادة من خدماتهما. وجاء إطلاق القناة لوعي من المشاركين بأن المنظمة التي تمثل المنظومة الرسمية لمجموع الدول الإسلامية تفتقر إلى منبر إعلامي رسمي يساعدها على الوصول إلى الرأي العام الإسلامي وإيصال رسالتها النبيلة طبقا لميثاقها، وأتت تلبية للمناشدات والطلبات التي تلقتها المنظمة من أفراد ومؤسسات خاصة ومجتمع مدني، بضرورة أن تتبنى المنظمة مشروع فضائية إسلامية دولية تحت مظلتها.

وتم اقتراح منهج برامجي يعتمد على بث جميع البرامج والأفلام والدراما والتسلية المسجلة، وبالتالي تتم ترجمتها كتابيا للغات الأخرى غير لغة البرنامج، إضافة إلى بث تسع نشرات للأخبار وعلى الهواء مباشرة، بعدة لغات. وستركز النشرات الإخبارية حول أخبار المنظمة والدول الأعضاء وأبرز الأحداث العالمية، بواقع تسع نشرات يوميا كل ساعتين على الهواء مباشرة، ابتداء من الساعة الثامنة صباحا وحتى الثانية عشرة ليلا، بينما سيتم تقديم البرامج الحوارية متنوعة ومسجلة، لضمان المحتوى وتوافقه مع توجهات المنظمة وسياساتها الجامعة. ومن ضمن البرامج المقترحة باقة من البرامج الترفيهية المحدودة التي تأخذ الطابع التقاربي بين الدول الأعضاء، من خلال مسابقات ثقافية بين ممثلي للدول، ووضع استوديو بث مشترك لمشاهير الدول الأعضاء بالتعاون مع الفضائيات الرسمية في المناسبات الإسلامية، مسابقات تثقيفية عن الأمة وقضاياها المتفق عليها في إطار المنظمة.

إضافة إلى مناقشة قضايا الأمة طبقا لقرارات الهيئات الرسمية للمنظمة؛ وإبراز برامج ميدانية عن الجانب الإنساني في الدول الأعضاء مثل الزلازل، والمجاعات، والحروب وآثارها، وبرامج لدعم حملات ذات طابع إنساني وإغاثي طبقا لقرارات رسمية معتمدة.

وستعمل القناة على دعم الدول الأعضاء، من خلال تقديم برامج ترويجية لاقتصادات وصناعات الدول الأعضاء بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية؛ وبرامج دينية تثقيفية معتمدة على وسطية الإسلام، وبالتعاون مع منظمات المنظمة الثقافية. وعن الدور الذي من المتوقع أن تلعبه القناة، قالت المنظمة: «لم يعد يخفى على أحد الدور المتصاعد للإعلام والفضائيات، والدور الذي باتت تضطلع به في مختلِف المجالات وفي التواصل مع الشعوب والحكومات، وكيف أنها باتت أداة لتسويق فكرة ما أو برنامج أو شخصيات أو حتى المواد التجارية». واستطردت في إيضاحها لـ«الشرق الأوسط» أن منظمة التعاون الإسلامي التي تمثل المنظومة الرسمية لمجموع كل الدول الإسلامية، تفتقد لوجود منبر إعلامي رسمي لها يساعدها على الوصول إلى الرأي العام الإسلامي لإيصال رسالتها النبيلة طبقا لميثاقها الرسمي، وبهدف خدمة القضايا الإسلامية المختلفة التي تعتمد في اجتماعاتها الرسمية.

يشار إلى أن المؤتمر دعم عملية إعادة هيكلة كل من وكالة الأنباء الإسلامية الدولية (إينا) واتحاد الإذاعات الإسلامية (إيبو)، ورفض مبدأ الاندماج بينهما الذي طرح كأحد المقترحات، وعبر عن دعمه لعملية إعادة هيكلة هذين الجهازين.