المراقب الصحافي: والأسئلة الصحافية الخمسة

TT

كل خبر صحافي يرتكز على إجابات لـ5 أسئلة صحافية، وإذا ما نسي المحرر أو تعمد تجاهل الإجابة عن أحد هذه الأسئلة فإن خبره يكون ناقصا في معايير الصحافة. وهذه الأسئلة هي: «من؟ متى؟ ماذا؟ لماذا؟ أين؟» لأن إجاباتها تشرح لك أهم ما في القصة. وتختصر باللغة الإنجليزية إلى 5Ws وهي Who? When? What? Why? Where، وجرى العرف والمهنية الصحافية أن يحصل القارئ على إجابات شافية لهذه الأسئلة، في مطلع الخبر، حتى تتضح عنده الصورة.

حاولت أن أجري دراسة سريعة بنفسي على عدد عشوائي من الأسبوع الماضي لأرى مدى التزام «الشرق الأوسط» بهذا المعيار المهم، فاكتفيت بقراءة الفقرة الأولى والثانية فقط من الخبر قبل قراءة العنوان، فوجدت أن نحو 73 خبرا (أي 79 في المائة) كانت تضم إجابات عن الأسئلة الصحافية الخمسة في هاتين الفقرتين في حين لم يتضمن نحو 19 خبرا (21 في المائة) على إجابات عن بعض هذه الأسئلة أو أن الإجابة على بعضها وضعت في آخر الخبر، وهو ما يتنافى مع مبدأ «الهرم المقلوب» في العمل الصحافي الذي يدعو إلى تكثيف المعلومات المهمة (قاعدة الهرم) في مطلع الخبر ثم يتدرج المحرر بالتفاصيل الأقل أهمية (أعلى الهرم). وتستخدم هذه القاعدة، كما هو معروف، ليأخذ القارئ الملخص الخبري في بدايته من جهة، ومن جهة أخرى حتى يتمكن مسؤول الصفحة أو كبير المحررين من حذف الفقرات الأخيرة إذا ما ضاقت عليه المساحة بسبب الإعلان أو غيره.

ورغم أنني استثنيت من دراستي المسحية السريعة بعض الأخبار الموجزة، بطبيعة الحال، والتقارير الخاصة (Feature) التي تكتب بطريقة مختلفة توزع فيها اللقطات المشوقة والمهمة على طول القطعة الصحافية، فإنني لاحظت أن بعض الأخبار تتجاهل الإجابة عن سؤال جوهري وهو «متى؟» وقع الخبر. وهي حيلة مكشوفة يلجأ إليها بعض المحررين عندما يعلمون أن الخبر يعد قديما بمقاييس الصحافة أو سبق نشره من صحف أخرى، فلا يذكر متى حدث! وهو ما نراه أمرا غير مهني ولا يعطي القارئ الأبعاد الحقيقية للخبر.

ومن الأهمية بمكان أن نذكر أن الدراسة التي أجريتها ليست علمية بحتة بل مسحية سريعة. غير أنه يمكننا القول إن هذه العينة العشوائية تجعلنا نقول إن الغالبية العظمى من أخبار «الشرق الأوسط» يمكن أن يجد القارئ زبدتها الخبرية في أول فقرتين، وهو التزام مهني جيد يفيد القارئ العجول في عصر السرعة.