المراقب الصحافي: مرشحو الرئاسة المصرية وتغطية «الشرق الأوسط»

TT

كان لافتا مبادرة صحيفة «الشرق الأوسط» باستضافة مرشحي الرئاسة المصرية للكتابة فيها. هذه البادرة الجميلة مهمة لأنها استضافت أول مرشحين في تاريخ مصر يشعر كثير من أفراد الشعب أنهم يتنافسون في انتخابات ديمقراطية بعيدة عن شبح الحزب الحاكم. كما أنها تعد ثاني ثمار ثورة 25 يناير، بعد انتخابات مجلس الشعب.

إذن فهو حدث جلل بكل المقاييس، يستحق أن يتابعه القراء، في كل مكان، عبر صحيفة العرب الدولية، التي حاولت أن تقترب من هؤلاء المرشحين رغم الهالة الإعلامية الكبيرة المحيطة بهم من وسائل الإعلام. وقد نجحت الصحيفة بنهاية المطاف في تقديم مقالات ممتعة ولقاءات خاصة مع أبرز المرشحين.

أما بالنسبة لتغطية الانتخابات المصرية، فحتى كتابة هذا المقال أستطيع القول بأنها كانت تغطية، لا بأس بها، وقد نجح المحررون في تبسيط توجهات المرشحين، وسيرهم الذاتية بصورة مختصرة، مع عرض متنوع لردود فعل الرأي العام تجاه توجهات المرشحين وطروحاتهم وفرصهم في الفوز. غير أنني لاحظت في بعض المواد أنها أسهبت بشكل مبالغ فيه «بحشو كلامي» لا يفيد القارئ. فنحن في عصر لم يعد فيه القارئ يتحمل قراءة تفاصيل هامشية، لا سيما اذا كانت هذه الصحيفة تحديدا توزع في نحو 7500 مدينة حول العالم, إذ لا يهم المغترب فيها معرفة كل هذه التفاصيل. كما لاحظت أن هناك شيئا من التكرار في بعض المواد كان يمكن أن يتم شطبه.

وحسنا فعل المحرر في وضع زاوية موجزة للأخبار حيث كتب فيها مقتطفات خبرية، وهذه من أفضل الطرق في تغطية الانتخابات عموما، لأنها تعطي القارئ لقطات يمكنه أن يقرأها بعجالة. وهو ما نرجو أن يكثر منه المحررون حتى آخر يوم من الانتخابات.

إن جمهورية مصر ليست سينما ولا مسرحا ولا رياضة فحسب بل هي بعد سياسي وعاطفي عميق في وجدان كل عربي، وفوق كل ذلك تعيش ثورة استثنائية شقت طريقها نحو انتخابات رئاسية نرجو أن تؤتي ثمارها كما هو مأمول. ولنا وقفة قريبة مع تغطية النتائج وغيرها من أصداء، إن شاء الله.