المراقب الصحافي: الصفحة الأخيرة في شهر

TT

ما زالت الصفحة الأخيرة في صحيفة «الشرق الأوسط» مميزة. وأذكر أن آخر مقال كتبته عنها كان قبل ستة شهور، إذ أشدت فيه بتنوع الموضوعات ومحاولة المحررين التركيز على الخبر الخاص بقدر الإمكان، بحيث يتم إبرازه في الجزء السفلي من الصفحة. والمتابع للصفحة الأخيرة طوال الأشهر الماضية يلمس تقدما ملحوظا في هذا الجانب.

وعلى وجه التحديد كانت تغطية الأسابيع الأربعة الماضية جيدة ومثالا للتغطية الخبرية المتنوعة. فشملت نحو 91 خبرا على مدى شهر كامل، منها 19 خبرا سياسيا، و59 خبرا منوعا (كالاجتماعي والإنساني وغيرهما)، و6 أخبار صحية، و4 أخبار رياضية، و3 أخبار فنية. ومعظمها ورد من مراسلي الصحيفة حول العالم.

وكان من الأخبار اللافتة خبر النمور الثلاثة المهربة في بنغلاديش، والدجاجة التي تضع بيضا بألوان زاهية، والشائعة التي تحذر الناس من مغبة تعبئة وقود السيارات بالكامل في الإمارات تجنبا لانفجارها! وأذكر أيضا خبر قطيع الفيلة الذي هاجمهم فتاة وأصابها بكسور في ماليزيا، والطائرة العمودية التي أخلت امرأة حاولت تسلق برج إيفل. كما نُشر أيضا خبر عن 30 صورة مأخوذة من الجو كشفت تفاصيل أثرية إسلامية في القدس القديمة، التقطها منطاد ألماني، وخبر الفرنسي الذي ترك والدته ميتة في الشقة ولم يدفنها لمدة 3 أشهر؛ على أمل أن يفوز باليانصيب ليتمكن من إقامته جنازة تليق بها! كل هذه الموضوعات المنوعة والغريبة استحقت أن يختم بها القارئ صحيفته لتخفف قليلا من رتابة بعض الأخبار السياسية التي تعززها الأحداث المتسارعة من حولنا.

أما من ناحية الإخراج فما زالت الصفحة متماسكة إخراجيا، بل متوازنة. وأستطيع القول إن بعض القراء صار يترقب يوميا ماذا سينشر لهم المحرر من تقرير خاص أو لافت وسط الإطار الأسود أسفل الصفحة الأخيرة. وهي زاوية نرجو أن لا تتوقف، بل أن يحاول المحرر والمراسلون أن يطعموها بموضوعات أجمل بحيث يكون ختام الجريدة مسكا، كما يقال، وذلك بانتقاء أفضل موضوع شائق يثير انتباه العامة فيتم إبرازه في الجزء الأسفل من الصفحة الأخيرة ليلفت أنظار القراء إليه.