الرئيس التنفيذي لـ«نيويورك تايمز» يتوقع الحصول على 6 ملايين دولار العام المقبل

لدى الصحيفة خطة متطورة لنسختها الرقمية أسهمت في تحقيق 100 مليون دولار من إجمالي العائدات

TT

أعلنت صحيفة «نيويورك تايمز» أن مارك طومسون، المدير العام الحالي لمؤسسة «بي بي سي» سيشغل منصب الرئيس التنفيذي لصحيفة «نيويورك تايمز». وسيحصل طومسون على 3 ملايين دولار أو ما يعادل 1.9 مليون جنيه إسترليني كدفعة مقدمة فور توقيعه على العقد مع مؤسسة «نيويورك تايمز» في نوفمبر (تشرين الثاني) في إطار اتفاق سيجعله يجني 6 ملايين دولار خلال العام الأول. وسيحصل طومسون سنويا على راتب أساسي قدره مليون دولار أو ما يعادل 636 ألف جنيه إسترليني من مؤسسة «نيويورك تايمز»، إضافة إلى حوافز سنوية قدرها مليون دولار على الأرجح. أما مبلغ الثلاثة ملايين دولار الذي يدفع «كترحيب» به فهو عبارة عن مكافأة أداء على هيئة أسهم في مؤسسة «نيويورك تايمز» قيمتها 1.5 مليون دولار، إضافة إلى خيارات أسهم بقيمة 1.5 مليون دولار. كذلك سيحصل على حوافز قيمتها 3 ملايين دولار على مدى ثلاث سنوات بداية من عام 2013.

ولمساعدته في مصروفات الانتقال من شمال أكسفورد إلى نيويورك، سيحصل طومسون على مائة ألف دولار. وسينتقل طومسون مع زوجته الكاتبة أميركية المولد، جين بلومبيرغ وأطفالهما الثلاثة. وسيكون مستحقا له 25 ألف دولار لتغطية أي مصروفات قانونية.

تبدو حوافز التوقيع التي تبلغ 3 ملايين دولار ضئيلة مقارنة بالـ24 مليون دولار التي حصلت عليها جانيت روبنسون عندما تركت منصبها كرئيسة «نيويورك تايمز» بشكل مفاجئ في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. ومثل طومسون، كان راتب روبنسون الأساسي مليون دولار. وصرحت مؤسسة «نيويورك تايمز» في وثائق للهيئة المسؤولة عن التنظيم بأن راتب طومسون سيكون خاضعا للمراجعة بشكل سنوي، لكنه لن يتم تخفيضه منفردا، بل في إطار خفض رواتب الآخرين.

ويفوق راتب طومسون الأساسي الراتب الذي كان يحصل عليه من «بي بي سي» عام 2011 وهو 613 ألف جنيه إسترليني. وإجمالي المكافأة المالية التي حصل عليها من «بي بي سي» العام الماضي كان 622 ألف إسترليني بعد أن كان 838 ألف جنيه إسترليني عام 2010، حيث سعت المؤسسة إلى خفض رواتب الرؤساء التنفيذيين. تم الكشف عن راتب طومسون من قبل «نيويورك تايمز» في وثائقها للهيئة التنظيمية التي نشرتها يوم الجمعة. ولم يتم الكشف عن الأهداف التي ينبغي على طومسون تحقيقها من أجل الحصول على الحوافز. وأعلن أرثر سلزبيرغر، ناشر «نيويورك تايمز»، طومسون الرئيس التنفيذي الجديد للشركة يوم الثلاثاء.

وتسعى الصحيفة إلى الانتشار في الخارج ومواكبة التقدم الرقمي في عالم الأخبار. ولدى «نيويورك تايمز» خطة متطورة لنسختها الرقمية أسهمت في تحقيق 100 مليون دولار من إجمالي العائدات البالغ 2.3 مليار دولار. ومع ذلك التحدي التجاري الذي يواجهه طومسون واضح، حيث تكبدت المؤسسة خسائر قدرها 40 مليون دولار العام الماضي، بعد أن كانت تحقق أرباحا تصل إلى 300 مليون دولار منذ عشر سنوات. وقال طومسون في بيان خلال الأسبوع الحالي: «تعد (نيويورك تايمز) واحدة من أهم المؤسسات الصحافية والأسماء التجارية في عالم الإعلام التي لها مستقبل باهر في الولايات المتحدة وفي أنحاء العالم». وقال طومسون، إن الطلب منه الانضمام إلى مؤسسة «نيويورك تايمز» وهي على أعتاب فصل جديد من تاريخها يعد امتيازا حقيقيا. وأوضح قائلا «أشعر بالحماس للانضمام إلى مؤسسة (نيويورك تايمز) في سعيها إلى مد نطاق تأثيرها رقميا وعالميا. وأتطلع إلى العمل مع رئيس مجلس الإدارة أرثر وفريق عمله الموهوب من أجل استكمال نجاح تم تحقيقه بالفعل ولاستكشاف طرق جديدة من أجل تقديم صحافة ذات سمات استثنائية من حيث الجودة والنزاهة والعمق للقراء في كل مكان».

ويسعى مارك تومسون في وظيفته الجديدة إلى جعل صحيفة «نيويورك تايمز» تلحق بالركب الرقمي بالاعتماد على خبرته الرقمية في «بي بي سي» عندما أشرف على تطوير التلفزيون الرقمي، وقبلها عمل مذيعا لمدة ثماني سنوات.

وما زال تومسون يعتبر نفسه في قلب العمل الصحافي، منذ أن عمل محررا إخباريا في أعرق المؤسسات الإعلامية الدولية، ويؤكد اليوم أن قدرته لم تتراجع على كتابة قصة إخبارية من 1500 كلمة خلال ساعة إذا لزم الأمر.

وغادر تومسون هيئة الإذاعة البريطانية، بينما الجدل ما زال متصاعدا حول طبيعة تغطية فعاليات دورة الألعاب الأولمبية من قبل «بي بي سي» واعتمادها المنصات الرقمية لتوفير المادة التلفزيونية للمشاهد.

وأثارت استقالة المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» مارك تومسون، حزمة تساؤلات، بعد أشهر من إعلانه أن قواعد الحياد على شاشات التلفزيون أضحت قديمة ولا مكان لها اليوم في مجتمع الفضاء الإلكتروني والإعلامي المفتوح على الإنترنت.

وأعلنت هيئة الإذاعة البريطانية أن تومسون سيترك منصبه بعد أن شغله لمدة 8 سنوات في خريف العام الحالي، وتحديدا بعد انتهاء دورة الألعاب الأولمبية التي خصصت لها ميزانية تلفزيونية ضخمة.

وشهدت ولايته سلسلة من الفضائح وتخفيضات الميزانية وتسريح الموظفين، كما كانت حافلة أيضا بالنجاحات وخصوصا في مجال البرامج التلفزيونية.

وسبق وأن وصف مارك تومسون قواعد الحياد على شاشات التلفزيون بأنها أضحت قديمة ولا مكان لها اليوم في مجتمع الفضاء الإلكتروني والإعلامي المفتوح على الإنترنت.

وطالب قنوات «بي بي سي» بالتخلص من قواعد الحياد التلفزيونية القديمة ومنافسة «فوكس نيوز» في استقطاب المشاهد في عصر الإنترنت.

وأكد خلال مشاركته في ندوة إعلامية في المبنى الحكومي «وايتهول» في العاصمة البريطانية لندن، أن الإنترنت يهدد بانهيار التلفزيون إن لم يتكيف مع المستقبل، وأنه لم يعد من المنطقي لخدمات «بي بي سي» و«القناة الرابعة» في التلفزيون البريطاني احتكار المنافسة وسط البدائل الهائلة للمشاهد على الإنترنت.