إعلام المسلمين في الهند

انتقادات لوسائل الإعلام التي تغض الطرف عن اضطهاد المسلمين حول العالم

سيارة محترقة في مومباي بعد مظاهرات قام بها المسلمون ضد التغطيات الصحافية لأحداث العنف في ميانمار («الشرق الأوسط»)
TT

اشتبك المسلمون مؤخرا في عاصمة المال الهندية مومباي مع وسائل الإعلام. استهدف المتظاهرون المسلمون، الذين كانوا يحتجون على قتل مسلمين في ميانمار وولاية أسام شمال شرقي الهند، مسؤولين إعلاميين، وأشعلوا عربات البث الخارجي الخاصة بالمحطات التلفزيونية وحطموا الكاميرات وتعقبوا المراسلين والصحافيين موجهين إليهم لكمات وضربات.

كانت موجة الغضب الموجهة ضد وسائل الإعلام مدفوعة بما وصفه المتظاهرون بالتغطية «الرديئة» لأحداث العنف ضد المسلمين في أسام وميانمار. كانت هناك عبارات محرضة ضد وسائل الإعلام، حيث صاحت الجموع قائلة: «تعقبوا وسائل الإعلام». حمل بعض المتظاهرين لافتات تحمل عبارة: «توقفوا عن قتل المسلمين في ميانمار وأسام.. لماذا تخرس ألسنة وسائل الإعلام؟» وحملت لافتة أخرى عبارة: «ذبح أطفال صغار بوحشية في أسام وميانمار. لماذا لا تغطي وسائل الإعلام مثل تلك الأحداث؟» إن وظيفة وسائل الإعلام هي تغطية الأحداث. وقد أثار الحادث، الذي يعد واحدا من أندر الأنواع انتقادات حادة من جانب المؤسسات الإعلامية عبر مختلف أنحاء البلاد. أدانت نقابة محرري الهند العنف الموجه ضد الصحافيين، وحثت الشرطة على التعامل مع المهاجمين «بصرامة».

«حرق ثلاث عربات بث خارجي وشن هجمات على المراسلين والمصورين وتحطيم معداتهم لإخفاء الأدلة واقعة مقلقة بشكل خطير، كما أن حقيقة أن الجموع هددت بحرق مصور تحتاج لتحقيق شامل ويجب توجيه الاتهامات للمجرمين»، هذا ما قاله فيجاي نايك، السكرتير العام للنقابة. وعلى الرغم من ذلك، فإن منظمي الحدث قد تقدموا باعتذار غير مشروط لوسائل الإعلام، واصفين إياه بمؤامرة لإحداث فجوة بين المسلمين ووسائل الإعلام.

وذكر مسؤولون من أكاديمية رازا وجمعية العلماء السنة وجمعية أئمة المساجد السنية و20 جماعة إسلامية سنية أخرى أنهم شعروا بـ«خجل شديد» من أعمال العنف، وأدانوا الهجمات على وسائل الإعلام في مظاهرة سلمية موجهة ضد الهجوم على المسلمين في أسام وميانمار، «واصفين الحادث بأنه من صنيع عناصر معدومة الضمير تعمد إلى تشويه صورة المسلمين».

إن مهمة الشرطة هي تحديد من يمكن أن يتحمل المسؤولية عن ما حدث، لكن ليست هذه هي المرة الأولى التي يتهم فيها المسلمون الهنود وسائل الإعلام الهندية بالتحيز المتعمد ضد المسلمين.

تتكرر شكوى في أوساط المسلمين مفادها أن وسائل الإعلام الهندية «الشعبية» حريصة على إظهار المسلمين بشكل معين، بوصفهم معارضين للتقدم وميالين للعنف، ومعارضين بقوة للحداثة وما إلى ذلك. بل إن بعض المسلمين يدعون أن الإعلام «الشعبي» معاد تماما للمسلمين ومشارك في مؤامرة كبرى لتشويه صورة الإسلام، من خلال تحالفه المزعوم مع مجموعة من «أعداء الإسلام»، مثل الغرب والقوى الصهيونية.

وفي محاولة لتحليل ادعاء المسلمين، فيما يلي بعض الإحصاءات لتحديد موضع المشكلة الحقيقية.

هناك عدم تمثيل للصحافيين المسلمين في وسائل الإعلام الشعبية الهندية، حيث إن التقارير الإخبارية والأعمدة التي يكتبها الصحافيون المسلمون لا تزيد نسبتها عن 1 في المائة. وعلى المستوى الوطني، هناك نحو 12 صحافيا يتحدثون اللغة الإنجليزية ممن تظهر تقاريرهم في الصحف الوطنية اليوم وربما يصل العدد إلى الضعف في المحطات التلفزيونية الشعبية، وهو العدد الذي يعتبر ضئيلا جدا لدى مقارنته بعدد مسلمي الهند البالغ 180 مليون نسمة. وفي الهند، بعد 65 عاما من الاستقلال، هناك صحيفتان صغيرتان نصف أسبوعيتين تصدران باللغة الإنجليزية (هما «ميلي غازيت» و«مادهيام») وثلاثة مواقع إلكترونية («تو سيركلز نيوز» و«إنديان مسلم أوبزرفر» وUmmid.com) يديرها مسلمون.

تتخصص غالبية دور النشر الإسلامية في الهند في النصوص الإسلامية، وقلما نجد أيا منها ينتج أدبا عن الظروف الاجتماعية والتعليمية والسياسية والاقتصادية للمسلمين أو عن قضايا عامة تهم الناس بصرف النظر عن ديانتهم. تتعامل معظم وسائل الإعلام المملوكة لمسلمين، بعيدا عن بعض الاستثناءات الملحوظة، مع قضايا دينية أو مع قضايا ترتبط بشكل مباشر بالمسلمين وحدهم ومعظم قرائها من المسلمين. ولا تختلف المحطات التلفزيونية الجديدة المملوكة لمسلمين التي تم إطلاقها في الهند في السنوات الأخيرة كثيرا.

ونظرا لاهتمامها فقط بالإسلام والتعاليم الإسلامية، على غرار معظم دور النشر والمجلات الإسلامية، فإنها تتوافق مع معظم جمهور المسلمين. وهذا التركيز المحدود على المسلمين والشؤون الإسلامية يجعل من الصعب قيام أي حوار حقيقي مع وسائل الإعلام غير الموجهة للمسلمين. وبشكل عام، فإنها تفتقر لأي سياسة إعلامية فعالة وقد بذلت قليلا من الجهود الجادة في سبيل الحوار مع وسائل الإعلام الموجهة لغير المسلمين. كذلك، يعوزها أيضا فريق العمل المدرب والمؤهل بشكل جيد الذي يمكنه تغطية قضايا عامة أو اجتماعية. من ثم، فإنها عادة ما تقوم بتعيين أفراد متوسطي المهارات وتنتج طاقم عمل متوسط المهارات، ونظرا لأنها موجهة لسوق محدودة جدا، فإنها لا يمكن أن تستمر لفترة طويلة جدا ويجب أن يتم إغلاقها، مثلما حدث بالفعل.

لذلك، فإنه ليس من المفاجئ أن لا تكون آراؤهم ومخاوفهم ممثلة أو منعكسة في خطاب وسائل الإعلام «الشعبية» عن المسلمين. هناك عدد محدود نسبيا من الصحف الصادرة باللغة الأردية، التي يديرها مسلمون. غير أن قراءها يكونون من المسلمين فقط وعادة ما تكون مقيدة بالأحداث التي تقع في المجتمع الإسلامي. ومن ثم، فإن أي شيء ينشر في الصحف الصادرة باللغة الأردية لا تكون لديه أي فرصة للوصول إلى الجمهور الهندي الشامل الذي يضم قطاعا عريضا من غير المسلمين. ويشير تقييم للصحف الموجهة للمسلمين الصادرة باللغة الإنجليزية، إلى أنها تخصص معظم مساحتها لكتابة مواضيع عن شكاوى المسلمين من الظلم الذي يذوقونه على يد السلطات الحكومية الهندية، وشكاوى من اضطهاد المسلمين من جانب الحكومات الغربية والتصريحات المحمومة من جانب الجماعات الهندية المتطرفة وتغطية الشخصيات والأحداث في الدول الإسلامية الأخرى. ومن ثم، تكون احتمالية أن يقرأها غير المسلمين، ممن يمكن أن يرغبوا في استشعار نبض المسلمين في الهند، ضعيفة جدا؛ وثمة قدر محدود جدا من المواد الصحافية التي يمكن أن تثير الاهتمام الوطني هناك، والتي قد يرغب غير المسلمين في قراءتها في صحيفة، سواء أكانت مطبوعة أم إلكترونية. ويقول فينود ميهتا، رئيس تحرير مجلة «أوت لوك» الهندية: «إن حاجة المسلمين لاستبطان الأمور والتوقف عن إلقاء اللوم على الآخرين عن كل أخطائهم لا تتردد أصداؤها إلا بشكل بسيط في قطاعات كبيرة من وسائل الإعلام الناطقة باللغة الأردية. ثمة اتجاه واضح في معظم وسائل الإعلام الناطقة باللغة الأردية متمثل في إلقاء اللوم فيما يتعلق بكل أخطاء المسلمين على ما يوصف بشكل متكرر باسم (أعداء الإسلام) وتجاهل حالات معاناة غير المسلمين، سواء على أيدي مسلمين أو آخرين.

إذا ما ظل المسلمون منعزلين عن وسائل الإعلام الهندية الشعبية، واستمروا في انشغالهم بعالمهم ضيق النطاق من الشكاوى والسياسات الداخلية والدول الإسلامية الأخرى والتقدير المتبادل.. الخ. وفي حالة ما إذا لم تكن تقارير الصحافيين المسلمين عن الحقائق على الأرض منشورة في العدد الكافي من وسائل الإعلام الشعبية، فإنهم بذلك يفتقرون إلى فرصة ذهبية».

ويقول عادل أختار، رئيس اتحاد الصحافيين لعدالة الصحافة: «وسائل الإعلام الأردية تحتاج للتركيز على الصحافة الاستقصائية واتجاه الاعتماد على الوكالات الإخبارية يجب أن يتغير الآن. وسائل الإعلام الأردية تحتاج إلى التركيز على محتواها لأن المحتوى هو الأساس».

وعلى الرغم من ذلك، فإن الصحافيين يثيرون كثير من المشكلات فيما يتعلق بظروف العمل. يقول محمد مباشر الدين خرام من صحيفة «ديلي سياسات»: «لا يوجد أمن وظيفي في وسائل الإعلام الأردية، كما أننا لا نملك اتحادا قويا يدعمنا».

علاوة على ذلك، فإن جمع الأخبار ليس هو الشغل الشاغل الوحيد. يضيف: «علينا جمع أخبار، وأيضا تضمين لتحقيق عائد».

تقول ريحانا باستيوالا من صحيفة «بي بي سي أوردو»: «للارتقاء بمستوى وسائل الإعلام الناطقة باللغة الأردية، يجب تحسين مستوى المدارس الأردية».

ويعبر الكاتب آذر فاروقي عن رأيه قائلا: «على الرغم من عدم اتفاقي بشكل كامل مع رأي المسلمين الهنود فيما يتعلق بصورتهم في وسائل الإعلام، فإنني لن أفند فكرتهم بشكل مباشر، بل سأتعمق في تفاصيل ملامح هذا الفكر، جنبا إلى جنب مع مشكلات وسائل الإعلام. ولهذا السبب فقط، يجب أن أتحدث أيضا من منظور الصحافة الأردية في الهند، إذ إن الصحف الأردية التي يديرها مسلمون فقط هي التي ألحقت قدرا أكبر من الضرر بصورة المسلمين في الهند من وسائل الإعلام الناطقة بأي لغة أخرى». وفي هذا التحليل، لن أقوم بتضمين صحف أوردية مثل «براتاب» و«ميلاب» و«هند ساماتشار»، نظرا لأنها لا تدار من قبل مؤسسات إسلامية، كما أن قراءها ليسوا من المسلمين. وتعتبر مخاوفها المهنية وتوجهاتها التحريرية مختلفة تماما. إن وسائل الإعلام الأردية، خاصة في شمال الهند وعلى وجه الخصوص في دلهي، سلبية وغير مهتمة بدرجة كبيرة بالترويج للصور الإيجابية للمسلمين ودعمها في مجتمع شمولي مثل الهند. ثمة إدراك سائد بين المثقفين (حتى القراء المسلمين) مفاده أن الصحف الأردية ليست مهتمة بلعب أي دور في سبيل جعل المسلمين جزءا من التغيرات الاجتماعية والتحديث الذي يجري مجراه بشكل سريع في الهند.

سئلت عرفة خنوم شرواني، التي قد عملت مع بعض أكبر وسائل الإعلام الشعبية في دلهي عن رأيها في ادعاء المسلمين أن وسائل الإعلام عادة ما تتحيز بشكل كامل ضدهم. كان نص السؤال هو: بوصفك امرأة مسلمة، هل واجهت أي نوع من التمييز أثناء عملك في وسائل الإعلام المملوكة لغير مسلمين؟

أجابت شرواني: «كلا، لم أشعر مطلقا بالتمييز أو عدم الراحة، باستثناء بعض الأحيان، عندما كانت تتحول المناقشات في المكتب إلى مواضيع مرتبطة بالمسلمين مثل الإرهاب أو المناقشات المتعلقة بالسياسات الشمولية، أو إحدى الفتاوى المستهجنة، حينما يطلب مني فجأة تقديم إجابة بالنيابة عن علماء الدين الذين قد أصدروا مثل تلك الفتاوى. لكن، بشكل عام، شعرت بأني جزء لا يتجزأ من فريق عمل. في المعتاد، توكل إلى الصحافيين المسلمين في وسائل الإعلام الشعبية مهمة الكتابة عن قضايا المسلمين لأنه يتوقع منهم أن يكونوا ملمين بمعلومات أكثر عن مثل هذه الأمور. علاوة على ذلك، فإنه في بعض الأحيان، يشعر رؤساؤهم بأن القضايا المتعلقة بالمسلمين على درجة مفرطة من الحساسية بحيث لا يمكن أن يتناولها صحافي غير مسلم. على الجانب الآخر، قد تكون مهمة خانقة ومقيدة. أولا، ربما يشك القراء أو المشاهدون في صدق ما يكتبه أو يقوله صحافي مسلم عن قضايا مرتبطة بالمسلمين، مفترضين أنه متحيز لها عاطفيا كمسلم، ومن ثم، يفتقر للموضوعية في تناولها. لذلك، يواجه المرء مشكلة تعريفه بوصفه (صحافيا مسلما)، لا مجرد صحافي، لا تشكل ديانته الإسلامية أهمية في حياته المهنية. بهذه الصورة، تكون منفصلا ومنعزلا عن بقية زملائك. بعدها، تشعر بأنك مقيد بدرجة هائلة، ويبدأ الناس في إثارة تساؤلات تتعلق بموضوعيتك في تغطية قضايا المسلمين لمجرد كونك مسلما».

وتضيف: «الشخصيات الإسلامية الرجعية التي تقوم وسائل الإعلام بتسليط الضوء عليها أحد أسباب مبالغة وسائل الإعلام في تناول القضايا المتعلقة بالمسلمين. إنهم يزودون وسائل الإعلام بالذريعة التي تحتاجها، بإصدارهم فتاوى مستهجنة، غالبا ما تتعلق بالنساء. تسلط وسائل الإعلام الضوء على أكثر الأشخاص الذين يمكن الوصول إليهم ممن يزعمون أنهم يتحدثون باسم المسلمين. إن المحطات التلفزيونية لا تملك الوقت الكافي للبحث عن الشخصيات الأكثر عقلانية، إذا ما تعذر الوصول إليهم أو آثروا التزام الصمت عند مناقشة القضايا المتعلقة بالمسلمين. لذلك، عادة ما يتحدثون إلى أي شخص يأتي إليهم أو إلى من يسهل الوصول إليه، وعادة ما يكون هؤلاء هم أكثر الشخصيات تحفظا وتشددا، ممن لديهم مؤسساتهم الخاصة، ومن يمكن أن تجري معهم وسائل الإعلام اتصالات بسهولة للحصول على تصريحاتهم الجذابة، وأحيانا الاستفزازية والغريبة والرجعية، التي يتم نشرها في الصحف أو بثها في وسائل الإعلام المسموعة».

وتضيف: «إن البعض منهم بالفعل يتسم بالذكاء الإعلامي ويكون متعطشا للشهرة، ويخرج عن النهج الصحيح لتوطيد علاقات مع وسائل الإعلام. إن المسلمين أصحاب الآراء المعتدلة، الذين يمثلون آراء السواد الأعظم من المسلمين الهنود، يجب أن يتخذوا موقفا ويبدأوا في الحديث عن قضايا متعلقة بالمسلمين، فضلا عن قضايا أخرى. إننا لا يجب أن ندع الآخرين يتحدثون بالنيابة عنا».

تستكمل شرواني: «إن المؤسسات الإسلامية التي تزعم أنها تتحدث باسم جميع أو معظم المسلمين الهنود ليست لديها سياسة إعلامية على الإطلاق، على الأقل ليست لديها سياسة إعلامية فعالة. حتى إن بعضها ليس لديها متحدث باسمها يمكنه التعامل مع الشؤون الإعلامية. تستطرد شرواني قائلة: «يدير الغالبية العظمى منها مولويون أو أشخاص لهم نفس طريقة تفكير المولويين. سوف يرفض كثير منهم ببساطة الحديث إلى امرأة. لقد واجهت أنا شخصيا، بوصفي امرأة مسلمة، تلك المشكلة في بعض المواضع. قليل منهم هم من يتحدثون بأي لغة خلاف الأردية البسيطة التي لا يمكن لوسائل الإعلام فهمها. وقلما يكون لدى أي من تلك المؤسسات الإسلامية فريق عمل مؤهل بشكل جيد وتلقى تعليما حديثا يمكنه تحدث الإنجليزية أو الهندية جيدا، بحيث يمكن أن تتواصل معه وسائل الإعلام».

تقول شرواني: «في الأساس، تتلخص صورة المسلمين السيئة في وسائل الإعلام في هذا.. إذا لم تكن لك، كسلعة، قيمة كبيرة، وإذا كان ما ينظر إليك بوصفك معاديا تماما للاتجاهات الحديثة، فإنك تقضي على قيمتك والإدراك العام لك ولمصداقيتك. إن على المؤسسات الإسلامية مراقبة وسائل الإعلام وإرسال بيانات صحافية بانتظام ودعوة الإعلاميين للتواصل معهم. وبهذه الطريقة، من دون أن يظهروا بمظهر وعظ أو دفاع عن النفس أو اعتذار، يمكنهم أن يساهموا في مخاطبة تساؤلات وسائل الإعلام بشأن مؤسساتهم أو المسلمين أو الإسلام بشكل عام. إن الهدف لا يجب أن يكون هو الوعظ، مثلما يحدث في الأغلب، وإنما التواصل والتفاعل».

وتستكمل قائلة: «فيما يوجد بعض النساء المسلمات في محطات تلفزيونية مملوكة لغير مسلمين، فإن عدد النساء اللائي يظهرن على المحطات التلفزيونية التي يديرها مسلمون قليل. قلما نجد امرأة مسلمة تشغل منصبا رفيعا في أي مجلة أو صحيفة يديرها مسلمون. من ثم، ففيما يتعلق بالنوع، نجد افتقارا للشمولية في وسائل الإعلام الإسلامية».

وتقول تشاندان ميترا رئيسة تحرير صحيفة «بيونير»: «لا أتفق مع الرأي القائل إن وسائل الإعلام ليست حساسة تجاه قضايا المسلمين. لقد كانت، في واقع الأمر، على درجة من المسؤولية وسرعة الاستجابة، لكن مداها يعتبر موضوعا آخر. بدلا من نعت كل وسائل الإعلام بالصفة نفسها، يحتاج المرء إلى التمييز وتوسيع النطاق، دون الادعاء أن وسائل الإعلام برمتها متماثلة. إن أهل الفكر والفئة المثقفة لا يجب أن يكونوا بمعزل عن وسائل الإعلام الشعبية، بل عليهم زيادة حجم وجودهم فيها».