خلافا للتوقعات المتشائمة أن الثورة المعلوماتية على الإنترنت ستدمر مبيعات الصحف الورقية، أظهرت نتائج مسح بريطاني حديث حول أعداد قراء الصحف المطبوعة وقراء مواقعها الإلكترونية، أن أعداد القراء عموما قد ازدادت بشكل كبير، وأن العدد الكلي لقراء مجموع الصحف الرصينة قد اقترب من عدد قراء الصحف الشعبية.. بفضل الإنترنت! وأظهرت نتائج «مسح مجموع أعداد القراء الوطني» الذي دمج لأول مرة أعداد قراء الصحف المطبوعة مع أعداد قراء مواقعها الإلكترونية في جمهور واحد «ورقي - إلكتروني» يسمى «العدد الكلي المدمج»، أن المواقع الإلكترونية للصحف الرصينة تنفذ مهمتها بشكل أفضل من المواقع الإلكترونية للصحف الشعبية. ووصلت أعداد هذين الجمهورين إلى ما يقرب من 36.5 مليون كمعدل شهري.
وأظهر المسح انحسار نفوذ الموقع الإلكتروني لصحيفة «التايمز»، أعرق الصحف البريطانية، بعد اعتماد شركة «نيوز إنترناشيونال» المالكة لها لاستراتيجية الاشتراك المالي مقابل قراءة محتوياتها منذ يوليو (تموز) 2010، إذ بلغ عدد قراء الموقع الإلكتروني لها 295 ألفا شهريا، ازداد إلى 497 ألفا عند احتساب عدد قراء الموقع الإلكتروني للطبعة الأسبوعية «صنداي تايمز»، وهو عدد ضئيل مقارنة بمنافساتها من الصحف الرصينة الأخرى.
وازدادت أعداد القراء الإلكترونيين للصحف الرصينة بشكل كبير، إذ سجلت «الغارديان» أعلى نسبة في قراءة النسخة الإلكترونية شهريا، وزاد عدد قراء الموقع الإلكتروني لها على عدد قراء النسخة المطبوعة بنسبة 119 في المائة. وبلغ عدد قراء الصحيفة شهريا في المعدل 4.08 مليون مقارنة بـ6.41 مليون قارئ للموقع الإلكتروني لها. وبعد استبعاد المسح لعدد القراء الذين قاموا بقراءة النسخة المطبوعة والإلكترونية معا ظهر أن «العدد الكلي المدمج» لقراء الصحيفة وصل إلى 8.95 مليون شهريا.
وحسب المسح الذي أجري على القراء بين أبريل (نيسان) 2011 وحتى مارس (آذار) 2012، فقد ازداد جمهور قراء «الديلي تلغراف» بنسبة 97.5 في المائة عن عدد قراء النسخة المطبوعة الذي بلغ 4.47 مليون. وعند احتساب جمهورها الإلكتروني البالغ 4.35 مليون وصل «العدد الكلي المدمج» إلى 8.82 مليون قارئ شهريا. إلا أن الصحيفة حققت أعلى قراءة يومية بمقدار 1.95 مليون قراءة يومية مقابل 1.72 مليون لصحيفة «الغارديان».
وبلغت الزيادة في عدد قراء صحيفة «الإندبندنت» الإلكترونيين نسبة 70.2 في المائة شهريا. أما صحيفة «التايمز» فقد وصل جمهور قراء نسختها الورقية إلى 5.52 مليون شهريا، وقراء الطبعة الإلكترونية إلى 295 ألفا، وأصبح العدد الكلي المدمج 5.37 مليون بزيادة نسبة ضئيلة هي 3.8 في المائة.
وإجمالا ازدادت نسبة كل قراء الصحف الرصينة التي أدخلت القراء الإلكترونيين الذين لا يقرأون النسخ المطبوعة منها، بمقدار 49 في المائة في المتوسط. وأظهر المسح أن فئات الشباب منغمسة في قراءة أنواع الصحف، إذ وجد أن 38 في المائة من الشباب بين أعمار 15 و34 سنة يقرأون الصحف المطبوعة أو مواقعها الإلكترونية يوميا.
وحققت صحيفة «صن» الشعبية أعلى رقم في «العدد الكلي المدمج» للنسختين الورقية والإلكترونية من كل الصحف اليومية البريطانية بوصول جمهور قرائها إلى 17.79 مليون شهريا وتبعتها «الديلي ميل» بـ16.43 مليون قارئ.