بعد الهند.. شائعات عنف على مواقع التواصل الاجتماعي تسبب ذعرا في المكسيك

أصحاب متاجر أغلقوا متاجرهم وأمهات أخرجن أطفالهن من المدارس والشرطة نشرت كل جنودها في العاصمة

TT

سارعت الأمهات لاصطحاب أطفالهن من المدارس وأغلق أصحاب المتاجر بوابات متاجرهم، وأبلغ سائقو الحافلات بعضهم البعض من خلال الراديو عن الشوارع التي ينبغي عليهم تجنبها عقب انتشار شائعات كاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي عن وقوع حوادث إطلاق نار ومسلحين يتجولون في قافلات في إحدى ضواحي العاصمة المكسيكية.

وعلى غرار ما حدث في الهند قبل أسبوعين من ذعر بسبب أخبار وفيديوهات كاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي عن حوادث عنف طائفي سرعان ما شملت الأخبار الكاذبة عن العنف في المكسيك هجمات وشيكة في مدينة نيزاهاوالكويوتال والضواحي القريبة منها وحيا واحدا على الأقل في العاصمة، لتنشر الذعر بين سكان العاصمة وتدفع الشرطة إلى النزول إلى الشوارع، ولجوء المسؤولين إلى موقع «تويتر»، والقنوات التلفزيونية، بل وحتى توزيع منشورات باليد تنفي فيها الشائعات.

ووفقا لتقرير أسوشييتد برس عادة ما يستخدم «تويتر» و«فيس بوك» في المكسيك للتحذير من معارك تبادل إطلاق النار وأخطار أخرى في المدن التي يجتاحها العنف في المكسيك، لكن العامين الأخيرين شهدا أيضا استخدام عدد من الشبكات لنشر تحذيرات كاذبة أدت إلى وقوع حالة من الفوضى في عدد من المدن. لكن مكسيكو سيتي لم تشهد عنفا واسع النطاق، رغم أعمال القتل المتعلقة بالمخدرات والجرائم الأخرى التي أصابت بعض المدن مثل نيزاهاوالكويوتال، الواقعة إلى الغرب من العاصمة، والتي تلقت السلطات فيها أكثر من 3000 مكالمة هاتفية منذ ليلة الأربعاء عندما بدأت الشائعات، بحسب المتحدث باسم مجلس المدينة لويس بيركاستري يوم الجمعة.

وقال بيركاستري: «قالوا لنا إن سوقا مغلقة للمزارعين أضرمت فيها النيران وذهبنا إلى هناك للتحقق ـ لم يكن هناك شيء وكانت تعمل بشكل جيد. ثم تلقينا اتصالا من شخص آخر يقول إن النيران تشتعل في أحد المصارف وذهبنا أيضا ولم نجد شيئا أيضا».

نشرت الشرطة كل جنودها المتوافرين في المدينة المزدحمة، واستعانت بمروحيتين تابعتين للولاية للقيام بأعمال الدورية. وأوضح المدعون العامون أن الشرطة ألقت القبض على خمسة أشخاص بتهمة إشاعة الفوضى ليلة الخميس عندما دخلوا إلى مخبز محذرين من مجموعات إجرامية متوجهة إلى المنطقة لإثارة المشكلات.

وأشار بيركاستري أن الشائعات بدأت بالانتشار أولا على «تويتر» و«فيس بوك» بعد صدام سائقي سيارات التاكسي مع أعضاء في مجموعة «أنتوركا كامبسينا» أو «فارمرز تورش»، حول أحقية تشغيل محطة التاكسي في مدينة تشيكولوابان، والتي قتل فيها شخص واحد على الأقل.

في أعقاب الصدام، بدأ الأفراد في التغريد على «تويتر» باشتعال النيران في الحافلات وأن ضاحية نيزاهاوالكويوتال «مدينة انفلات أمني».

وقالت إحدى التغريدات: «تحذير، نيزا تخضع لسيطرة مسلحين مقنعين، قطعوا خطوط الهواتف»، وحذرت تغريدة أخرى من إطلاق النار: «لا تقتربوا من خطوط القطارات، هناك إطلاق نار، إنهم يسرقون كل شيء».

وقال بيركاستري لـ«أسوشييتد برس»: «هؤلاء أفراد لهم نوايا خبيثة يحاولون زعزعة الاستقرار في المدينة وتمكنوا من بث الخوف ودفعوا الأهالي إلى المكوث في منازلهم لعدة أيام بسبب المخاوف التي سيطرت على عقولهم».

وقد شهد يوم الخميس الماضي أيضا تعليق الكثير من المدارس عملها، وواصلت بعض الشركات إغلاق أبوابها وتراجعت أعداد المشاة والسيارات بشكل ملحوظ في شوارع نيزاهاوالكويوتال، التي يقطنها 1.1 مليون نسمة، حيث اكتسبت الشائعات قوة وبدأت في الانتشار بقوة في ضاحية إيزتابالابا بالعاصمة مكسيكو سيتي.

وقالت الحكومة في بيان إن مركز الطوارئ في حي إيزتابالابا تلقى أكثر من 1300 اتصال هاتفي تكرر نفس الشائعات. ويقوم المسؤولون بتوزيع منشورات باليد تقول إن هذه الشائعات غير صحيحة. وقال البيان: «لا توجد أعمال عنف أو اضطرابات ضد العائلات أو المدارس أو الشركات في إيزتابالابا. حرصا على سلامتكم الذهنية، لا تروجوا الشائعات».

وكان الشرطة قد ألقت القبض على شخصين العام الماضي في مدينة فيراكروز الواقعة على ساحل الخليج بتهمة الإرهاب والتخريب بعد إعادة نشر شائعات عن هجوم لمسلحين على مدرسة واختطاف أطفال. أدت الشائعة إلى انتشار الفوضى ووقوع الكثير من الحوادث المرورية خلال تدافع أولياء الأمور المذعورين إلى اصطحاب أبنائهم من المدارس. وأفرج عن الرجلين في وقت لاحق إثر ضغوط من جماعات حرية التعبير دفعت المدعين العامين إلى سحب التهم الجنائية.

وفي عام 2010 أغلق طوفان من رسائل التهديد المدارس والحانات والمطاعم في وسط مدينة كويرنافاكا. وقبل عدة أشهر تسببت شائعات في مدينتا نويفو لاريدو ورينوزا الحدوديتان في انتشار المخاوف وتعليق الدراسة.

ويرى المحلل الأمني أليخاندرو هوب أن الشائعات انتشرت لأنها ذات مصداقية في مناطق مثل نيزاهاوالكويوتال، التي تشهد هجمات بالرصاص على الحانات والجثث التي تحمل علامات تعذيب في الشوارع.

وكتب في عموده في صحيفة آنيمال بوليتيكو، مدونة تعنى بشؤون السياسة والأمن: «الناس تخاف بسبب العنف، وإذا أردنا أن نحد من الخوف، ينبغي علينا خفض مستوى العنف».