المدير العام لـ«سكاي نيوز عربية»: نتعامل مع الخبر الإماراتي كما نتعامل مع أي خبر آخر

نارت بوران لـ «الشرق الأوسط»: لدينا كل مقومات المنافسة من حيث تنوع المحتوى وسرعة نقل الأخبار

غرفة الأخبار في «سكاي نيوز عربية»
TT

ليس بالأمر السهل أن تحصل قناة تلفزيونية جديدة على مكانة متقدمة لدى المشاهد في المنطقة العربية، فهذا المشاهد أمام عشرات الخيارات، لا سيما أن الفضاء امتلأ بفضائيات كثيرة جميعها تسعى جاهدة لتقديم الأفضل وسط منافسة شديدة على اجتذاب أكبر عدد من المشاهدين من خلال السبق الإخباري والمواد الحصرية والتقديم الاحترافي.

وتعتبر قناة «سكاي نيوز عربية» التي تنطلق من العاصمة الإماراتية أبوظبي، من القنوات التي تسعى لاختصار الزمن من خلال المقابلات الحصرية والتغطيات للانتخابات المصرية والتطورات في سوريا، ولعل أكثر من يستطيع أن يوصف الخط العام للقناة ويتحدث عن المستقبل الذي ترسمه لنفسها في خضم المنافسة المحتدمة، هو مديرها العام نارت بوران الذي التقته «الشرق الأوسط» في أبوظبي وهو يدير ورشة العمل الإخباري في القناة بكل تفاصيلها وعلى مدار 24 ساعة يوميا، فإلى تفاصيل الحوار:

* ما تقييمكم لأداء قناة «سكاي نيوز عربية» خلال فترة الأربعة أشهر الماضية بشكل عام؟

- لقد جاء الأداء إيجابيا للغاية، وذلك لأن مشروع قناة «سكاي نيوز عربية» كان ضخما بكل المعايير، وكان للقائمين عليه رؤية محددة وتوقعات تتعلق بجودة المحتوى والبث منذ اللحظة الأولى، إضافة إلى أننا بدأنا ومنذ اليوم الأول بالبث بشكل مباشر وعلى مدار الساعة إضافة إلى تشغيل المنصات الأخرى المرتبطة بالقناة مثل الموقع الإلكتروني وتطبيقات الهواتف الجوالة والكومبيوترات اللوحية وما يرافق ذلك من تحديات، ولكن مع ذلك استطاع فريق العمل بمهنيته العالية تجاوز كل ذلك باقتدار.

ولكننا ننظر إلى الأشهر القليلة الماضية وما أنجزناه فيها على أنه البداية فقط، لأن المشاهد العربي بات يمتلك معايير مرتفعة لتقييم أي مؤسسة إعلامية، وخصوصا في مجال الإعلام المرئي، ويسعى بشكل مستمر للحصول على الأفضل، ومن هذا المنطلق نسعى دائما لتطوير المحتوى وتنويعه بما يلبي تطلعات المشاهد العربي، وذلك اعتمادا على آراء وتعليقات جمهورنا ونتائج الدراسات والأبحاث التي أجريناها منذ انطلاق القناة.

* هل تعتقدون أن القناة تمتلك مقومات يمكن أن تمنحها القدرة على المنافسة وبقوة؟

- نعم، بالتأكيد لدينا كل مقومات المنافسة، سواء من حيث تنوع المحتوى وشموليته وسرعتنا في نقل الأخبار، وأبرز دليل على ذلك أننا استطعنا خلال الأشهر الأربعة الأولى من البث تحقيق سلسلة من الإنجازات مثل التقارير الميدانية والمقابلات الحصرية والتغطيات الخاصة للأحداث البارزة مثل الانتخابات المصرية والتطورات في سوريا وأبرز الأحداث الرياضية، ونضع نصب أعيننا دائما أن يكون هذا المحتوى مهما ومفيدا للمشاهد العربي، من خلال تقارير وتغطيات خاصة للمواضيع التي تهم المشاهد العربي في كل مكان وتلامس حياته اليومية.

* ما القاعدة المهنية التي تنطلقون منها في تغطية أحداث الربيع العربي؟

- القاعدة المهنية الأساسية، هي أن نكون في موقع الحدث، وإذا لم تتوفر هذه الفرصة لأي سبب ما، نحاول أن نتعامل مع الأخبار بطريقة مهنية ومتوازنة، وذلك من خلال محاولة استعراض آراء جميع الأطراف ووجهات نظرهم فيما يخص أحداث وتطورات الربيع العربي. الأحداث تتعلق دائما بالناس وهمومهم ومستقبلهم، وتتعدد مصادر الحصول على المعلومة، لذا يوجد دائما وجهات نظر مختلفة تماما، وأؤكد أن القاعدة المهنية الأولى هي أن نكون في قلب الحدث لمحاولة نقل الصورة كاملة.

* هل تعتقد أن هناك صعوبة في مسك العصا من المنتصف في تغطية أحداث الربيع العربي؟ والى أي مدى نجحتم في ذلك؟

- نجحنا إلى حد كبير في تقديم تغطيات إخبارية متوازنة، ولكن نجاحنا في ذلك يعتمد أحيانا على تعاون جميع الأطراف المعنية بالخبر، فعندما نريد أن نقدم وجهة النظر الأخرى في أي تغطية يجب على الطرف المعني أن يكون متعاونا، وفي حال عدم تعاون هذا الطرف، نحاول أن نجد بدائل تضمن تقديم صورة شاملة عن الموضوع، وعرضها بطريقة مختلفة. أعتقد أن القضية ليستمسك العصا من المنتصف، لأننا هناك لسنا بصدد إصدار أحكام بحق أي طرف، وإنما ننقل آراء مختلف الأطراف بدقة وسرعة.

* أنتم تعلمون أن إمكانات هائلة تضخ في قنوات عربية وأجنبية لتحقيق التميز في التغطية واستقطاب أوسع شريحة من المشاهدين، هل تحظون بالدعم الذي يمكنكم من المنافسة؟

- تعتبر قناة «سكاي نيوز عربية» مشروعا تجاريا مبنيا على خطة استراتيجية طويلة الأجل، ويأتي الدعم في هذا السياق لضمان بناء مؤسسة إعلامية ناجحة على الصعيدين المهني والتجاري. بالتأكيد الدعم لا يهدف إلى تعزيز طريقة التعامل مع الأخبار فحسب، بل إلى طريقة إيصالها للجمهور، حيث وصلنا إلى الجمهور منذ اللحظة الأولى من خلال الكثير من المنصات مثل الإنترنت والهواتف الذكية والحواسيب اللوحية، ولكن أعتقد أن هناك عناصر أخرى تشكل الدعم الحقيقي لنا ألا وهي المهنية في العمل الإعلامي وسرعة نقل الخبر وجودة البث.

* من المتعارف عليه أنك إذا أردت أن تطلق وسيلة إعلامية جديدة فاستعن بالنجوم، الملاحظ أنكم لم تفعلوا ذلك وقمتم بالاستعانة بوجوه شابة، كيف نفهم ذلك؟

- لا أتفق مع هذا الطرح بشكل كامل، بالتأكيد لدينا في القناة مجموعة من الأسماء الإعلامية المعروفة التي لديها خبرة في الإعلام المرئي، ولكن في الوقت ذاته نعطي الفرصة للوجوه الجديدة الواعدة لتتألق، وهذا المزيج يمنح القناة هويتها الفريدة. عند اختيارنا لفريق العمل، حرصنا على تطبيق معايير خاصة بقناة «سكاي نيوز عربية» بعيدا عن اعتبارات النجومية والشهرة، ومعاييرنا تتضمن قياس مستوى كفاءة الإعلامي من حيث الحضور والأسلوب وطريقة التقديم والثقافة العامة.

* هل ترى مانعا مهنيا أن تقوم القناة التلفزيونية الإخبارية في إيصال وجهة نظر البلد الذي تنطلق منه؟ وكيف تتعاملون مع الخبر الإماراتي؟

- نحن نغطي جميع الأخبار التي تحدث في المنطقة بصرف النظر عن مكان حدوثها شرط أن تكون أحداثا بارزة وتهم الجمهور بالدرجة الأولى، ولا أعتقد أن المسألة تتعلق بالموانع المهنية أو الخطوط الحمراء بقدر ارتباطها بالقيمة الخبرية وبأهمية الحدث بالنسبة للجمهور في جميع أرجاء المنطقة، ونتعامل مع الخبر الإماراتي كما نتعامل مع أي خبر آخر.

إن وجودنا في دولة الإمارات يمنحنا الفرصة لمتابعة وتغطية مجموعة من الأحداث السياسية والاقتصادية والرياضية والفنية عن كثب، وذلك نظرا لأن الإمارات تعد مركزا إقليميا وأحيانا عالميا للكثير من القطاعات، ولكن المقياس لجميع ما فات هو تقديم ما يهم المشاهدين.

* تقومون بتغطية مميزة للأحداث في سوريا.. ألا تخشون على طاقمكم الصحافي هناك ونحن نعلم عدد الصحافيين الذين قضوا بفعل الحرب هناك؟

- العمل الصحافي المهني يتطلب دائما الوجود في قلب الحدث، والوجود في أماكن خطرة يكاد يكون جزءا من حياة أي صحافي يسعى إلى نقل الأخبار بتجرد وسرعة، وفي هذه الأيام مع الأسف تعيش سوريا ظروفا صعبة، وتشهد الكثير من مدنها نزاعا مسلحا بين أطراف مختلفة، لذا تتمثل أولوياتنا في ضمان سلامة طاقم العمل الموجودين على الأرض، وأن نسعى لتقديم التغطية الأكثر شمولا للحدث.

إن مسألة سلامة الصحافيين باتت موضوعا عالميا، إذ ما زال الإعلامي المهني الذي يسعى للوصول إلى الحقيقة هدفا للكثير من الأطراف. في هذه الحالات، تكون المسؤولية كبيرة على المؤسسات الإعلامية، إذ تحتاج إلى بذل جهود إدارية ولوجيستية جبارة لضمان تحقيق أكبر فائدة للمشاهدين وتقليل مستوى مخاطرة فريق العمل إلى الحد الأدنى، ولكن في النهاية الحوادث ممكنة وهي أمر خارج سيطرة إدارة أي مؤسسة، ونتمنى السلامة لفرق عمل «سكاي نيوز عربية» الميدانية وجميع الإعلاميين في العالم أينما كانوا.

* يصفكم الإعلام السوري بالإعلام المغرض ويضعكم في قائمة «قنوات الفتنة» ماذا تقولون في ذلك؟

- منذ انطلاق بثنا، حرصنا على أن نكون في دمشق لتغطية وجهات نظر جميع الأطراف، وكنا على استعداد لتغطية الجهة الرسمية في أي وقت، ونحرص دائما على تقديم وجهة النظر الرسمية عبر القناة حتى في حال عدم وجودنا في دمشق.

«سكاي نيوز عربية» قناة إخبارية حيادية تقدم الأخبار بشكل فوري ومتوازن، والاتهامات في مجال العمل الإعلامي أمر اعتيادي، ففي كل صراع أو حدث هناك آراء مختلفة وروايات متضاربة، ويسعى كل طرف في هذا السياق لإثبات صحة روايته. نحن لا ننحاز لأي طرف عند تغطية الأخبار ولا ندعم طرفا على حساب طرف، وليس لدينا أجندة.. الرأي الذي يهمنا هو رأي الجمهور والجمهور فقط. لذا نسعى لإقناعهم عبر تغطياتنا بأننا قناة متوازنة وتقدم جميع وجهات النظر.

* ما الذي أضافته تجربة «سكاي نيوز عربية» لك أنت على المستوى الشخصي؟

- شكلت تحديا كبيرا وفرصة كبيرة في الوقت ذاته، فعندما يكون أي إعلامي عربي جزءا من مؤسسة إعلامية كبيرة مثل «سكاي نيوز عربية» فهو جزء من تاريخ الإعلام العربي، وخصوصا في هذه الفترة الصعبة والمثيرة في نفس الوقت، نحن نشهد الكثير من التغيرات الجذرية في المنطقة. يشرفني وجودي في القناة وبأن أكون من ضمن فريق عمل هذه المؤسسة الإعلامية التي تركز على تقديم الأخبار بشكل مميز للجيل العربي الجديد. تجربتي الشخصية تعتمد على مستوى المحتوى الإعلامي الذي نقدمه، ولهذا فأنا فخور جدا بكوني جزءا من فريق العمل.