«راها».. قناة معارضة إيرانية جديدة تبث من أوروبا

الفضاء الإلكتروني تحول إلى ساحة معارك رئيسية

TT

مع تصاعد حدة الصراع على السلطة في إيران قبيل الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها العام المقبل، بدأ الفضاء الإلكتروني يتحول إلى ساحة معارك رئيسية تشهد الكثير من القتال عن طريق القنوات الفضائية. وفي ذلك السياق، فإن إطلاق قناة معارضة جديدة، تبث من أوروبا، قد لا يكون نبأ عظيما، إلا أن القناة الجديدة التي تحمل اسم «راها» تزعم أنها مختلفة من حيث إنها تعمل كهمزة وصل بين ما يسمى المعسكر «الإصلاحي» في طهران وجماعات المعارضة التي تعمل من أجل تغيير النظام في إيران. وكلمة «راها» تعني «المتحررة من الأغلال»، ويزعم مؤسسها، أمير حسين شاهنشاهي، أنها ستكون مختلفة عن عشرات القنوات الأخرى التي تطلقها الجاليات الإيرانية في المنفى.

ومن المقرر أن يبدأ بث القناة الجديدة هذا الأسبوع، وسوف تكون مختلفة عن القنوات الأخرى في المنفى - فضلا عن القنوات التلفزيونية الناطقة باللغة الفارسية التي تديرها الحكومتان البريطانية والأميركية - في 4 نواح على الأقل: أولا، فهي تقول إنها ممولة بالكامل من شاهنشاهي، دون أي دعم من جماعات سياسية أو حكومات أجنبية. ثانيا، فإن قناة «راها» لن تعرض أي إعلانات أو برامج ترعاها مصالح تجارية. ثالثا، فإن هذه القناة التلفزيونية الجديدة سوف تكون منفتحة على جميع الأحزاب والجماعات السياسية الإيرانية الكبرى. وأخيرا، فإن قناة «راها» لن تكون سياسية بالكامل، بل ستعرض أيضا مواد وثائقية وأفلاما سينمائية وبرامج في الفنون والثقافة والرياضة.

ورغم أنه من المقرر أن تتناول القناة موضوعات أخرى إلى جانب السياسة، فإن شاهنشاهي يرجح أن تمثل «تحديا هائلا أمام الحكومة الإيرانية»، ويعود ذلك إلى أن هذه القناة التلفزيونية الجديدة تهدف إلى تقديم برامج إخبارية مهنية ومناظرات تتضمن مجموعة متنوعة من الآراء بخصوص القضايا الكبرى.

وشاهنشاهي هو رجل أعمال كبير ومطور عقاري، صنع معظم ثروته في إسبانيا وفرنسا، قبل أن يبدأ إبداء اهتمام بالأوضاع السياسية في إيران قبل 10 سنوات تقريبا. وبعد الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل التي جرت عام 2009، أسس شاهنشاهي حركة «الموجة الخضراء من أجل الحرية»، التي اجتذبت الكثير من الشخصيات البارزة من المعسكر «الإصلاحي» للرئيس السابق محمد خاتمي. وقد تم تعيين واحد من أعضاء ذلك المعسكر، وهو علي أصغر رامزانبور نائب وزير التوجيه والإرشاد الإسلامي الأسبق، لتولي الإدارة في قناة «راها». وقد عمل رامزانبور بعد فراره من إيران في البرنامج الفارسي لدى هيئة «بي بي سي»، إلى جانب عدد آخر من المسؤولين السابقين في عهد خاتمي، ومن أبرزهم نائب وزير التوجيه والإرشاد الإسلامي الأسبق عطاء الله مهاجراني.

وعلى الصعيد السياسي، فقد استقطب شاهنشاهي عددا من الشخصيات البارزة التي تمثل نطاقا واسعا من الآيديولوجيات، ومن بينهم مهرداد خنساري وهو دبلوماسي سابق من عهد ما قبل الثورة، والدكتور علي رضا نوري زاده، وهو كاتب صحافي في مجلة «كايهان» الأسبوعية الناطقة باللغة الفارسية والتي تصدر في لندن ومقاتل قديم ضد ولاية الفقيه.

وبحسب شاهنشاهي، فإن قناة «راها» سوف تقدم للإيرانيين داخل إيران وخراجها «أخبارا وتحليلات يمكنهم الوثوق بها».