تجديد «الشرق الأوسط» الاقتصادي

المراقب الصحفي

TT

احرص يوميا على قراءة الملحق الاقتصادي لصحيفة «الشرق الأوسط»، منذ سنوات طويلة، وأستطيع القول بأن هذا الملحق يبذل فيه الزملاء مجهودات كبيرة وملحوظة غير أنه قد آن الأوان لبحث مسألة تجديده من ناحية الأخبار والتقارير واللقاءات المنشورة.

فبنظرة سريعة منذ بداية العام الحالي على عناوين الأخبار تجد أن هناك تركيزا ملحوظا على الشأن المحلي إذ كانت كلمة السعودية وما له علاقة بها يستحوذ على معظم الموضوعات وهو ما لا يقارن من ناحية عددية بدول أخرى. ولا مشكلة في ذلك فمن الذكاء التركيز على الأسواق الكبيرة، لكن يفضل ألا يكون ذلك على حساب بلدان أخرى تستحق المتابعة في العالم العربي والغربي. ربما يكون هناك سبب تجاري وجيه، لكنني كمراقب صحافي أميل مع عدد من القراء نحو التنوع حتى يحصل القارئ على المادة الاقتصادية الأشمل، أسوة بالموضوعات السياسية المتنوعة في الصفحة الأولى الرئيسية والتي لا تركز على الشأن المحلي بل تترجم عمليا الشعار الذي ترفعه «كصحيفة العرب الدولية».

ومن وجهة نظري فإن الملحق الاقتصادي يحتاج إلى زيادة كمية الأخبار والتقارير الخاصة لكي ينفرد بها، لا سيما قضايا الساعة المهمة، وأن تبرز ذلك في العناوين الرئيسية حتى يشعر القارئ على المدى الطويل أنه يقرأ مواد خاصة في هذا الملحق. كما يحتاج الملحق أيضا إلى جرعة أكبر من التقارير المترجمة واللقاءات الدورية غير التقليدية مع أشخاص صنعوا الأحداث الحالية أو أن مجريات الأحداث تدور حولهم. ولا أستطيع أن أتخيل أن مسؤولا رفيعا في العالم العربي يتردد بأن يقبل مقابلة مع صحيفة بوزن «الشرق الأوسط»، فكل ما يحتاجه الأمر المحاولات الدؤوبة حتى نظفر بمواد اقتصادية منوعة ومتجددة تشعر القارئ بأن ملحقه الاقتصادي يتغير مثله مثل أي ملحق صحافي في العالم ينشد التميز والتجديد.

أما إذا كان الزملاء الصحافيون لا يتفقون مع بعض ما ذكر آنفا، فأمامهم فرصة إجراء استبيان صحافي تقدمه جهة علمية محايدة تستطلع فيه آراء القراء وغيرهم ممن يقرؤون صحفا منافسة لمعرفة ماذا تفضل هاتين الشريحتين أن تقرأ في ملحق اقتصادي، أو غيره من ملاحق الصحيفة.