الرئيس أوباما يثني على قوة إعلام المحافظين

حمّل بعض المراسلين والصحافيين مسؤولية حدوث فجوة في حياته الاجتماعية

TT

في وقت يشهد إلقاء اللوم على وسائل الإعلام الأميركية بسبب انتشار حالات إطلاق النار الجماعية وجرائم السطو على الأفراد المسلحين وغير المسلحين على السواء، وعدم عرض الجدل الدائر حول الديون والضرائب بصورة سليمة، إلى آخر تلك السلسلة الطويلة من العيوب، قد يكون الرئيس الأميركي باراك أوباما أضاف حلقة جديدة من حلقات تراث واشنطن القديم في إلقاء اللوم على عاتق الإعلام، حيث حمل بعض المراسلين والمحررين الصحافيين مسؤولية حدوث فجوة كبيرة في حياته الاجتماعية، قائلا: «أعتقد أن هناك الكثير من الجمهوريين في هذه اللحظة ممن يشعرون، في ظل ذلك الكم من الجهد الذي تم تخصيصه في بعض وسائل الإعلام المفضلة لدى دوائر الناخبين الجمهوريين لتشويه صورتي، بأنه لم يعد من الجيد حقا المشاركة في حياتي الاجتماعية. أعتقد أن شارلي كريست في فلوريدا يشهد على ذلك، وأعتقد أن الكثير من الناس يقولون: حسنا، كما تعلم، إذا ما بدا كما لو أننا متعاونون أكثر من اللازم أو ودودون أكثر من اللازم مع الرئيس، فإن ذلك قد يسبب لنا مشكلات، وهذا قد يكون مبررا لنا كي نحصل على تحدٍّ من شخص في انتخابات أولية».

ويبدو كلامه هذا أشبه بالنحيب، فما هو هذا المحتوى الإعلامي المحافظ الذي يمكن أن يكون قد أثار هذا الاتهام؟ هل يمكن أن يكون هذه السلسلة المكونة من 10 أجزاء التي نشرتها صحيفة «واشنطن إكزامينر»؟ إنها تنطلق من الفرضية المنطقية القائلة بأنه «بعيدا عن الحيرة واستطلاعات الرأي، فإن الصورة تبدو مختلفة اختلافا صارخا، وهي تصور رجلا على عكس ما يبدو منه تماما، ليس مصلحا حالما، بل هو سياسي إلى كلاسيكي من شيكاغو ينجح ويتقدم بفضل مكافأة نفسه وأصدقائه بغنائم المنصب العام، كما يستغل منصبه في معاقبة خصومه».

هل يمكن أن يكون ذلك بسبب هذه المقالة التي نشرها موقع «دايلي كولر»؟ لقد نشر الموقع تقريرا عميقا عن قضية تمييز في الرهون العقارية ساهم المحامي باراك أوباما في متابعتها عام 1995، وقد انصب تركيز هذه المقالة على العملاء السود الذين كانوا يواجهون مشكلات مالية، إذ توضح: «حتى قبل أزمة عام 2007، أشهر 48 عميلا على الأقل من عملاء باراك أوباما الأميركيين من أصول أفريقية البالغ عددهم 186 شخصا إفلاسهم أو تلقوا إخطارات بالحجز».

ولا يمكن أن يكون السبب هو هذه القصة التي نشرها موقع «Breitbrat.com»، وهي مقالة دار حولها جدل كبير تؤكد أن أوباما حينما كان طالبا في «جامعة هارفارد» احتضن رجلا كان يؤمن بالنظرية العرقية في النقد الأدبي.

وسواء كانت تلك القصص أو غيرها تضايق الرئيس أم لا، فإن هذا التصريح يعزز من مكانة إعلام المحافظين، حيث إن أوباما بهذا يقول إن احتمال التعرض لانتقادات من القنوات الإعلامية التي تميل إلى اليمين يؤثر سلبا على النواب الجمهوريين بما يكفي لمنعهم من قضاء وقتهم مع الرئيس، وهذا هو ما يسمى بالقوة.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»