المذيعة السعودية هبة جمال: الإعلاميات السعوديات لم ينلن حقوقهن بعد

قالت إن الابتعاث «تجربة حياتية كاملة»

المذيعة السعودية هبة جمال
TT

المذيعة السعودية هبة جمال واحدة من جيل شاب من الإعلاميات السعوديات، تألقت عبر مشاركتها في تقديم حلقات البرنامج الجماهيري «كلام نواعم» على شاشة «إم بي سي»، واحتفلت مؤخرا بحصولها على درجة الماجستير في الإعلام. وخلال لقاء مع «الشرق الأوسط»، تحدثت حول دراستها وخططها المقبلة ومكانة المرأة السعودية في مجال الإعلام.

بحماس شديد، تؤكد أن تجربة الابتعاث غيرت لديها الكثير، ففائدتها كبيرة سواء على الصعيد الشخصي أو العلمي، وتضيف أنها «تجربة حياتية كاملة». وترى ذلك التغيير منعكسا أيضا على زميلاتها المبتعثات: «أعتقد أن هناك تغييرا في تفكير الكثير من المبتعثات، وأتوقع أن يتجسد ذلك في المرونة والانفتاح في التعامل مع الآخرين وتقبل الاتجاهات الفكرية المختلفة عنها والجنسيات المختلفة».

المعروف أن هبة جمال درست تصميم الأزياء وحصلت على درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي، غير أن دراستها للماجستير كانت حول تأثير برامج الموضة والإعلانات على تفكير الفتيات في السعودية. تفسر تنوع الاهتمامات بأن الإعلامي بطبعه «فضولي ويحب أن يعرف كل شيء»، ولكنها تشير إلى أن حب تصميم الأزياء كان بتأثير من عمل والدتها في المجال، وتشير إلى أن والدتها شجعتها على الانخراط في عدد من الدورات في هذا المجال بإيطاليا خلال فترة المدرسة.

العمل التلفزيوني دق باب جمال بالصدفة، فقد كانت ضيفة على برنامج «كلام نواعم» للحديث حول الموضة، وفي ذلك الوقت كانت أسرة البرنامج تبحث عن مذيعة: «عرض علي الانضمام إليهم. قبلها، كانت تجربتي في التقديم منحصرة في الإذاعة المدرسية، لم تكن لدي أي خبرة، وأبديت تخوفي من قلة خبرتي، ولكني وجدت تشجيعا كبيرا من طاقم البرنامج». وتشير إلى أنها اعتمدت على التجربة فقط: «لم أتلق تدريبا على مواجهة الكاميرا أو على تقديم البرامج، ولكني تعلمت بمرور الوقت، فمرات كنت أخطئ في النطق ولكن التصوير لم يتوقف، كانت تجربة صعبة تعلمت فيها في مكان العمل آلياته. وبعد فترة لقيت تجاوبا جيدا».

وخلال خمس سنوات عملت فيها في البرنامج، توقفت لتلقط الأنفاس ولتعد لعودة جديدة في برنامج خاص بها، لا تبوح بالكثير من التفاصيل حوله، ولكنها تعد له بحماس كبير.

سؤال يطرح نفسه حول انطباعاتها عن وضع المرأة السعودية في مجال الإعلام، تقول: «أنا غير راضية عن وضع المرأة السعودية في الإعلام، الإعلام السعودي يفتقد المرأة السعودية، فوجودها في قنوات التلفزيون مثلا ضئيل جدا. أنا لست ضد وجود جنسيات مختلفة، ولكن أتمنى أن يكون هناك خليط عادل». نسبة التمثيل تمثل جانبا واحدا من متاعب الإعلامية السعودية، تضيف إليها جانبا آخر: «الأسوأ أن المذيعة السعودية لا تشعر بالأمان الوظيفي، فكثير من الإعلاميات اختفين فجأة من دون أن نعرف السبب، وفي أحيان كثيرة يكون السبب من القناة. رغم أن المرأة السعودية حصلت على حقوق كثيرة في مجال التعليم وفي مجالات أخرى تحقق تقدما ولكن ليس في الإعلام، الوضع لا يدعو للتفاؤل».

الحل، كما تراه، هو أن تكون هناك منظمة أو جهة تهتم بالإعلام والإعلاميين، تشير إلى أن دور نقابة الصحافيين ضعيف جدا: «لا أعرف الكثير عنهم سوى ما أقرأه على الإنترنت، وهناك الكثير من الإعلاميات لا يعرفن النقابة. أرى أن النقابة يجب أن يكون لها دور فاعل، وأن تتواصل بشكل أكثر فعالية مع الإعلاميات والإعلاميين وتتم مناقشة مشاكلهم. فالإعلاميات لهن دور مهم وهو نقل مشاكل المرأة السعودية والتعامل مع قضاياها، ولكنهن لا يجدن من يتعامل مع قضاياهن. أتمنى أن يجدن حيزا من الاهتمام حتى يستطعن القيام بعملهم في التعبير عن غيرهن».

خلال عملها في «كلام نواعم»، اشتركت جمال في مناقشة الكثير من القضايا الخاصة بالمرأة السعودية والعربية: «هناك الكثير من القضايا، مثلا قضية قيادة المرأة للسيارة وكان هناك الكثير من الشد والجذب من الضيوف، أيضا ناقشنا سبب عدم حصول المرأة السعودية على مناصب سياسية وقيادية أكبر، وهو ما حدث بالفعل بعد تعيينات مجلس الشورى ومجالس البلديات».

أما عن رسالة الماجستير التي حصلت عليها مؤخرا، فقد اختارت لها جمال عنوان «دور القنوات السعودية من خلال برامج الأزياء والإعلانات في تغيير عادات المرأة السعودية الشابة وسلوكها الشرائي». تقول إنها في طرحها ألقت الضوء على القنوات التلفزيونية السعودية، وحللت دور برامج الأزياء والدعاية في التعبير عن طريقة تفكير النساء في المجتمع: «ألاحظ تغير الطريقة التي تختار بها السيدات في السعودية ملابسهن في فترة العشر سنوات الماضية، وهو تغيير يعبر عن التغيير في تفكير المجتمع. والإعلانات مهمة أيضا لمعرفة توجهات المستهلك، حيث تمكننا من معرفة توجهات الناس، وهي كلها معلومات مفيدة للإعلامي».