منى المري: لا سقف لطموحاتنا في منتدى الإعلام العربي ونسعى لسباق الواقع الإعلامي

المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي تؤكد أن المنتدى أصبح منصة للإعلاميين العرب

منى المري
TT

تتطلع منى المري، المدير العام للمكتب الإعلامي في حكومة دبي رئيسة اللجنة العليا المنظمة لمنتدى الإعلام العربي الذي اختتم دورته تحت شعار «الإعلام العربي في المراحل الانتقالية»، إلى أن تسابق واقع القطاع الإعلامي العربي، وأن يكون المنتدى منصة للمتغيرات التي يشهدها القطاع، مشيرة إلى أنهم حققوا ما كانوا يخططون له في الدورة الحالية للمنتدى.

وقالت المري في حوار مع «الشرق الأوسط» على هامش اختتام فعاليات منتدى الإعلام العربي، إن سقف طموحاتهم عن تنظيم المنتدى أعلى بكثير مما حدث، موضحة وجود دور للمنتدى على رفع جودة المشاركات في جائزة الصحافة العربية، ولافتة إلى أن تلك المشاركات شهدت نموا كبيرا خلال الدورة الأخيرة.

وأشارت إلى أن عملية التغير ستطال جائزة الصحافة العربية خلال الدورة المقبلة، من خلال مراجعة 3 محاور، تتمثل في مراجعة النظام الأساسي للجائزة، ومراجعة آلية عمل الجائزة، ومراجعة فئات الجائزة، إضافة إلى الحديث عن خطط نادي دبي للصحافة ودور المنتدى في إبراز الأعمال الصحافية في الدول التي تشهد تحولات سياسية في العام الحالي. كما تطرقت إلى قضايا أخرى في الحوار التالي:

* هل تعتقدين أنكم حققتم ما كنتم تخططون له من تنظيم منتدى الإعلام العربي خلال الدورة الحالية؟

- نحن نعتقد أننا حققنا ما كنا خططنا له في استراتيجية المنتدى، رغم أن هناك من يقول لنا إنكم تجاوزتم الطموحات في تنظيم هذا المنتدى. نحن نرى أن سقف توقعاتنا لا يزال أعلى بكثير مما حدث، سواء على مستوى التنظيم أو الحضور أو حتى على مستوى النقاش، ونطمح أيضا إلى أن لا يكون لنا سقف لما نقدم في العام المقبل، وقد تكون الدورة الحالية مقارنة بالدورات السابقة أفضل، وهذا يضع أمامنا الصعوبة لما سنقدمه خلال الدورة المقبلة، حيث إن الطرح المختلف لمواضيع المنتدى أثرى النقاش هذا العام من خلال الاختلاف وتنوع الحوار ما بين جلسة وأخرى، رغبنا في أن تكون بعض الجلسات خفيفة، إضافة إلى وجود جلسات تتضمن محتوى قويا، كما رغبنا في أن يكون هناك إضافات، كوجود اللغة العربية، وإدخال موضوع ساخر، كالجلسة التي ناقشت الإعلام الساخر، إضافة إلى إدخال جلسة الفن، ونعتقد أن هذا التنوع أعطانا راحة ودفع الملل. ومن خلال حضوري لمعظم المنتديات يلاحظ وجود كثافة في الحضور الصباحي والجلسات الافتتاحية، في الوقت الذي ينخفض فيه الحضور بالجلسات الأخرى، وبالتالي حرصنا على إيجاد الاختلاف والتنوع حتى في الحضور والمشاركين، لتشهد الجلسات الأخيرة حضورا مكثف بنفس مستوى الجلسات الأولى، وهذا كان من حرصنا، ونتمنى أن يكون الحضور على نفس هذا المستوى.

* ما الذي تتطلعون إليه من خلال استراتيجية المنتدى؟ وما الانعكاسات التي تنتظرونها من تنظيم منتدى الإعلام العربي؟

- الدكتور زياد الدريس المشارك في إحدى جلسات المنتدى قال: إن منتدى الإعلام العربي أصبح دافوس الإعلاميين العرب، وأنا اعتبرت ذلك فخرا لنا، لكون منتدى دافوس منتدى قديما جدا، ونحن لا نقارن بمدة عمر منتدى دافوس، وهو المنتدى الذي يحضره رؤساء دول ورؤساء وزراء قد لا تستطيع أن تصل إليهم، ولكن في منتدى دافوس تستطيع أن تقابلهم في قاعات المنتدى، وأنا أعتقد أننا نطمح إلى أن يكون هذا المنتدى منصة لكل الإعلاميين العرب، ودائما ما أطالب بإدخال الإعلام الغربي في المنتدى، وحاولت في البدايات أن يكون هناك حوار مع الإعلام الغربي، ولكن اكتشفنا أن التركيز على الإعلام والإعلاميين العرب أكثر وأقوى تأثيرا عن البحث لمجرد بناء علاقات، حيث إن بناء العلاقات مع الغرب يحتاج لجهد أكبر من مجرد حضورهم لحوار ومناقشة لحواراتنا، ولكن في الأساس أعتقد أن المنتدى هو فكر للإعلاميين العرب، وهو قاعدة ليست فقط للحوار، وإنما قاعدة لالتقاء أشخاص تقرأ لهم ولكن لم تقابلهم، أو أشخاص لم تلتقهم منذ مدة.. الأمر الذي يمنح ويوفر فرصة إيجاد علاقات بين الإعلاميين العرب من خلال المشاركات.

* هل تعتقدين أن منتدى الإعلام العربي وجائزة الصحافة العربية انعكسا على جودة المشاركات العربية في الجائزة والمنتدى؟

- نعم.. (قالتها بثقة كبيرة) ورغم أن الجائزة بدأت قبل المنتدى، حيث إن منتدى الإعلام العربي جاء لمواكبة الجائزة، ولكن الجائزة في هذه الدورة كان لها بريق مختلف، سواء من تعدد المشاركات أو تنوع الفائزين من دول مختلفة لم يقتصر على جنسية محددة، أو على التنظيم والحضور، وحتى من خلال تنظيم إعلان الجوائز من خلال مشاركة إعلاميين لهم حضور كبير وشعبية، وهو ما أعطى طرازا مختلفا للجائزة، وهو ما منحنا التفوق، حيث إن الجائزة كان لها جهد كبير في الشهور السابقة من خلال اجتماعات اللجان، وفرز الأعمال واجتماعات مجلس الإدارة، وهو ما توج في هذا العرس الجميل.

* ما دوركم كأمانة في عملية تنظيم الجائزة واختيار المشاركين؟

- نحن دورنا أساسي، نحن نعمل على الترويج للجائزة، وسنسعى في الفترة المقبلة لاختيار أسماء لمجلس إدارة جديد، بعد انتهاء الدورة الحالية، ونحن من نضع النظام الأساسي للجائزة، ويجب مراجعة هذا النظام، وسنعمل على مراجعة الفئات من خلال ما يحدث من متغيرات ودخول وسائل جديدة في الإعلام، نسعى لأن نسابق الواقع ولا نكون متخلفين عنه، لأن اليوم فرض علينا الإعلام الجديد، ويجب أن لا نهمل هذا الشيء، ويجب عدم التقليل من شأنه، وأتمنى أن نسابق العصر الذي نعيش فيه، ونعمل على الانتباه لما يحدث من متغيرات في المشهد الإعلامي، ونطورها وندخلها في الجائزة، لأنه لو استمررنا على ما نعمل عليه في الجائزة الآن فلن يكون هناك شيء جديد، والأمانة العامة عليها دور أساسي وكبير في الترويج وفي استقبال المشاركات والتعامل مع آلية عمل الجائزة من خلال استقبال وإرسال المشاركات للجان التحكيم، ومراجعة الأعمال الموجودة لدينا، وهي عملية تحتاج لجهد أيضا.

* هل هناك نمو في المشاركات بجائزة الصحافة العربية؟

- نعم ونسبة النمو كبيرة جدا، خاصة مع وجود فئات جديدة، فوجئنا بأن فئة جائزة الصحافة الإنسانية شهدت نموا كبيرا رغم أنها الدورة الثانية لهذه الفئة، ولكن عدد المشاركات فيها فاق التوقعات، واحتلت ثاني فئة تشهد مشاركات بعد المشاركات السياسية.

* ذكرتِ أن المنتدى والجائزة سيشهدان تطويرا خلال الدورات المقبلة، هل هناك خطوات ستعملون على تنفيذها خلال الفترة المقبلة؟

- سنعمل على إنشاء ورشة عمل لمراجعة النظام الأساسي للجائزة ومراجعة آلية عمل الجائزة ومراجعة فئات الجائزة، ونتمنى أن يكون هناك تعديلات على المحاور الثلاثة المذكورة، من خلال التطوير لما فيه مصلحة الجائزة والمنتدى والإعلام العربي.

* شكل منتدى الإعلام العربي يأخذ طابع النقاش، فهل هناك نية لأن يتحول المنتدى لنقاش إضافة إلى الخروج بتوصيات لصالح الإعلام العربي؟

- أنا ضد أن تكون هناك توصيات، لأنها موجودة في كل المنتديات، من خلال الخروج بتوصيات ولكن لا يوجد هناك تنفيذ لتلك التوصيات، ولا نرغب في التوصية بشيء ونحن لا نستطيع فعله، لهذا جاءت فكرة «فكر دبي»، وهي عبارة عن استقبال أفكار يمكن تنفيذها من دبي وتخدم المنطقة، ولكن عندما يكون هناك منتدى ونتحدث عن الدخول في مواضيع سياسية وجامعة الدول العربية، وأن يكون هناك تحرك بشكل أو بآخر، فلا أعتقد أن ذلك ناجح، وأنا من خلال ملاحظتي لوجود منتديات كثيرة لم أجد هناك تنفيذا لتوصياتها التي تخرج بها.

* من خلال تقييم الجلسات في منتدى الإعلام العربي كيف كانت ردود فعل المشاركين في المنتدى؟

- نحن عملنا على تقييم لم تخرج حتى الآن نتائجه، ولكن وصلتني إشادات من الحضور، ولكن بالتأكيد هناك ملاحظات، ونحن نسعى لسماع الملاحظات أكثر من الإشادات التي وصلتنا، كملاحظة على الجلسات أو محاور النقاشات، وشهدت من عدد من الجلسات مقترحات وملاحظات، على سبيل المثال جلسة «مذبحة لغة الضاد»، طرح المشاركون مقترحا بأن يكون اسم الجلسة أكثر تفاؤلا خاصة مع قوة اللغة العربية، وهو ما أخذته في الاعتبار.

* من خلال ما شهده العالم العربي من تحولات سياسية في عدد من الدول، وتحول المشهد الإعلامي، ما الرسالة التي يمكن أن يقدمها المنتدى للإعلاميين الموجودين على أرض تلك الدول؟

- أعتقد أن المواد الصحافية التي تخرج من الدول التي تشهد تحولات سياسية قد تكون أقوى من تلك التي تخرج من دول مستقرة، خاصة على الجانب السياسي والاقتصادي، حيث إن الجوائز التي منحت من خلال جائزة الصحافة العربية فاز بها عدد من الأعمال من تلك الدول، خاصة مع وجود أحداث تعطي أبعادا للتغطية الصحافية من تأثيرها على المجتمع من حولها، وبالتالي فإن دور المنتدى يكمن في تسليط الضوء على الإعلاميين في تلك الدول، خاصة أنها تعتبر نقل تجربة لظروف معينة في وقت معين، ومن خلال وجودي في المنتدى واللقاء بصحافيين من مصر ذكروا لي أنه خلال اليوم الواحد 600 بلاغ على الصحافيين على ما يكتبونه، وهذا يعكس على وجود تجارب من الممكن أن تنقل أو تناقش من خلال جلسات المنتدى، ونتمنى أن تكون هناك مساهمات أكبر في الدورات المقبلة.

* هل تسعين إلى أن تشهد المشاركات نموا أكبر خلال الدورات المقبلة، من خلال دعوة الصحافيين غير المشاركين في الجائزة؟

- أنا أرغب في أن يكون للصحافيين دور أكبر في المنتدى، وأعتقد أن هذه الدورة كانت بالنسبة لي تقييما للحضور الفعال، من الممكن دعوة 200 صحافي ولا يكون لهم إسهامات بشكل مباشر، ليس على مستوى التغطية فقط، وإنما المشاركة في جلسات المنتدى والحوار؛ لأن هناك عددا من الشخصيات القيادية لها مكانة إعلامية، ونتمنى حضورهم بشكل أكبر.

* استخدمت خلال الدورة الحالية وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير، فهل تعتقدين أن مستوى التفاعل وصل إلى مستوى يرضي طموحاتكم؟

- نعم، أكثر من مستوى الرضا، عملنا على إنشاء الاستوديو الرقمي، وجذبنا فيه إعلاميين لديهم متابعات عالية في وسائل التواصل الاجتماعي؛ فمن خلال نشرهم لأي ملاحظة سيكون هناك تجاوب كبير من متابعيهم، ليس فقط متابعي الإعلاميين الموجودين أو المشاركين في المنتدى، خاصة في حال تم طرح تساؤل فإنه سيكون هناك تفاعل بشكل كبير لذلك التساؤل، وهو ما حققه المنتدى لدرجة أن وصل عدد المتابعات لجلسات المنتدى إلى ما يقارب 7 ملايين متابعة من مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا رقم لم نكن نتوقعه، وأعتقد أن ما وصل إليه من تفاعل في شبكات التواصل الاجتماعي يعكس أهمية المنتدى والجائزة.

* ما خطط نادي دبي للصحافة خلال الفترة المقبلة؟

- نادي دبي للصحافة هو منظم المنتدى والجائزة، وفريق العمل الذي يشترك فيه المكتب الإعلامي ونادي دبي للصحافة ساهموا بشكل كبير في إنجاح المنتدى، ونادي دبي للصحافة بشكل خاص هو أساس مبادرة ومشروع منتدى الإعلام العربي وجائزة الصحافة العربية، ولدينا خطط كثيرة، من خلال ورش العمل وعقد الندوات واستضافة الشخصيات، ونسعى لأن يكون للنادي ردة فعل قوية لأي حدث في المنطقة.