دراسة: 18% فقط من مقدمي البرامج التلفزيونية ممن يتجاوزون الخمسين من العمر نساء

26 سيدة فوق الخمسين يعملن مقدمات على الهواء من إجمالي 481 مذيعا

المذيعة البريطانية آنا فورد
TT

اتهمت هاريت هارمان صناعة التلفزيون بالتحيز من ناحية العمر والنوع، حيث أشارت إلى أن أيام أغلب مقدمات البرامج التلفزيونية تصبح معدودة بعد أن يتخطين الخمسين من العمر. وتعجبت آنا فورد، مذيعة الأخبار السابقة، من تعاقد الـ«بي بي سي» مع «الديناصورين الساحرين» ديفيد ديمبلبي وجون سيمبسون. وقالت: «لا أستطيع أن أرى أي سيدة في العمر نفسه وبالذكاء نفسه والملابس الفضفاضة نفسها». وكشفت دراسة جديدة عن أن أقل من واحد بين كل خمسة مذيعين بارزين، ممن تجاوزوا الخمسين من العمر، من النساء. واستندت الأبحاث إلى إحصاءات المؤسسات الأهم في المملكة المتحدة، ووجدت أن 18% فقط من المذيعين الذين تجاوزت أعمارهم الخمسين من النساء. عدد مقدمات البرامج في تلفزيون وإذاعة «بي بي سي» و«سكاي» و«آي تي إن» و«تشانل 5» مجتمعة 26 سيدة فوق الخمسين، يعملن مقدمات على الهواء من إجمالي 481 مذيعا. وفي المجمل، تمثل النساء، اللائي يتجاوزن الخمسين من العمر، 5% من إجمالي مقدمي البرامج التلفزيونية باختلاف أعمارهم ونوعهم، و7% من القوى العاملة سواء أمام الكاميرات أم خلفها. ومن المقرر أن يجتمع مسؤولون تنفيذيون رفيعو المستوى في «بي بي سي» و«آي تي في» و«آي تي إن» و«تشانل 4» و«تشانل 5» و«سكاي» مع أعضاء في لجنة السيدات المتقدمات في العمر يوم الخميس من أجل مناقشة ما يمكن القيام به لوضع حد لهذا التمييز العنصري fpsf hgyhv]dhk hgfvd›hkdm.

واتهمت هاريت هارمان، نائبة رئيس حزب العمل ووزيرة الثقافة في حكومة الظل، صناعة التلفزيون بالتحيز فيما يتعلق بالنوع والعمر. «إنه ثقب أسود، تتصرف الهيئات الإعلامية كأن الجمهور يحتاج إلى حماية من إطلالة السيدات كبار السن وهذا يمثل نوعا من الوقاحة. ما السيئ في رؤية سيدة عجوز. علينا أن نناضل ضد هذه النظرة المتعنتة إلى السيدات كبار السن، في الوقت الذي ينظر فيه إلى تقدم سن الرجال باعتباره تراكما للحكمة والنفوذ والخبرات». شكلت هارمان اللجنة العام الماضي للنظر في تجربة السيدات الأكبر سنا بالتركيز على ثلاثة أقسام: النساء في مكان العمل وفي الحياة المهنية والحياة العامة. وتتولى القسم الأخير ميريام أوريلي، المقدمة السابقة لـ«كانتري فايل» على «بي بي سي» التي ربحت قضية بارزة مقامة ضد «بي بي سي» على خلفية التحيز المتعلق بالعمر منذ عامين. وصرحت لصحيفة «الغارديان» قائلة: «لا يزال هناك تحيز يتعلق بالسن في التلفزيون. نحن بحاجة إلى الوصول إلى مرحلة لا يتم طرد النساء فيها فقط لتقدمهن في العمر. من غير المقبول التخلي عن شخص لتقدمه في العمر أو بسبب انتمائه العرقي».

وهناك 188 امرأة تعمل في مجال تقديم البرامج يمثلن 39% من إجمالي عدد المقدمين، لكن سن الغالبية العظمى منهن أقل من الخمسين. وتوضح إحصاءات المؤسسات الإعلامية أنه بمجرد وصول المذيعة إلى الخمسين تصبح أيامها على الشاشة معدودة، على حد قول هارمان. وتوضح هارمان قائلة: «هناك تحيز من حيث النوع والسن ضد النساء في التلفزيون، في حين لا يواجه الرجال مثل هذا التحيز والعنصرية». وتغطي الإحصاءات البرامج كافة من الصباحية إلى الحوارية إلى البرامج الإخبارية المتميزة التي تعرض في وقت به نسبة مشاهدة عالية مثل «نيوز أت تين». وقدمت «آي تي في» للجنة النسب المئوية التي تشير إلى المساواة بين الجنسين، لكنها لم تقدم أرقاما. وتشتري «تشانل 4» البرامج كافة التي تعرضها، لذا ليست لديها بيانات لتقدمها. هناك قول مأثور في التلفزيون هو أنه إذا لم تنجح في دخول هذا المجال قبل الثلاثين من العمر، فلا تكلف نفسك العناء، وإذا كنت بلغت الـ45 ولا تزال موجودا به، فهذه معجزة. وتشير الإحصاءات الحالية إلى أن هذا حقيقي إذا كنت امرأة فقط.

وقدمت مقدمات تلفزيونيات بارزات شكاوى من سوء معاملتهن بمجرد بلوغ سن معينة. وحصلت سلينا سكوت على 250 ألف جنيه إسترليني بعدما أقامت دعوى قضائية على «تشانل 5» بسبب تحيزهم للسن عام 2008 عندما كانت في السابعة والخمسين من عمرها، في حين غادرت آنا فورد الـ«بي بي سي» عام 2006 وهي في الثانية والستين من العمر وقالت إنها عانت التهميش بسبب سنها.