مقاتلات كرديات على خطوط الجبهة الأمامية

مشاهدات مراسل حربي لـ «الشرق الأوسط» من شمال حلب

مراسل «الشرق الاوسط» يتحدث الى المقاتلات الكرديات داخل مدينة حلب السورية
TT

تبرز القائدة الكردية انغيزيك ديمهات في صفوف المعارضة السورية المسلحة التي يهيمن عليها الرجال بشكل شبه كامل، حيث تقود مجموعة من المقاتلين الأكراد الأطول منها قامة، وتصدر إليهم الأوامر حاسرة الرأس.

وتقود انغيزيك عشرات المقاتلين الأكراد في حي الشيخ مقصود الواقع تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في شمال حلب، عاصمة سوريا الاقتصادية، التي تشهد مواجهات عنيفة منذ تسعة أشهر.

وتقول انغيزيك: «يستطيع النساء استخدام البنادق الآلية ورشاشات كلاشنيكوف وحتى الدبابات تماما كالرجال».

وفي شارع مقفر في حي الشيخ مقصود وسط المباني المدمرة جراء الانفجارات أو التي اخترقها الرصاص، و«الشرق الأوسط» في طريقها لمقابلة القائدة الكردية كنت أسمع عبر اللاسلكي الحديث الدائر بين القائدة وزملائها على خطوط المواجهة الأمامية.

وتخرج القائدة انغيزيك غاضبة من مقرها في حي الشيخ مقصود، وتنادي على أحد القادة عبر اللاسلكي: «لن تبدأ هجوما يا أبو يوسف في جبهة الشيخ مقصود، دون إذني.. هل تسمع؟». ورغم التحالف القائم بين المقاتلين الأكراد والجيش الحر، فإن أبو يوسف، وهو ضابط منشق عن الجيش النظامي من (قبيلة الماردل التي كانت تؤيد النظام في حلب)، يتجاهل نداء انغيزيك، ويواصل السير في شارع مهجور ينتهي بساتر من القماش يحجب منظار قناص، يحاول القائد الميداني في لواء أحرار سوريا زياد غزال أن يهدئ من روعها بالقول: «لا تغضبي يا انغيزيك، نحن سنعالج الموقف، إن أبو يوسف يتصرف من تلقاء نفسه». تجيبه انغيزيك غاضبة: «لماذا جعلتموه قائدا لهذه المجموعة؟». أجواء التوتر تلك بين المقاتلين العرب والأكراد تظهر بين الحين والآخر في حي الشيخ مقصود، آخر حي حلبي يسقط بيد المعارضة المسلحة بفضل تحالف المسلحين الأكراد مع مقاتلي الجيش الحر، والسماح لهم بدخول الحي الذي تقطنه غالبية كردية. لكن العلاقة تبدو جيدة عموما، رغم ما عكرها من اشتباكات وقعت بين الطرفين قبل أسابيع، وصفت بالعابرة والشخصية، كما يقول زياد غزال القائد في لواء أحرار سوريا، وهو الفصيل الأكبر للجيش الحر في الشيخ مقصود، لكن القائدة الكردية تصف فصيلها بالمنضبط، لكن لا تخفي امتعاضها من فصائل أخرى، بحسب توجهاتهم، وتقول: «منهم من يقاتل من أجل الله، ومنهم من يقاتل من أجل الحرية، وهناك مجموعات حرامية». لكن عداءها للنظام السوري يبدو صلبا لا هوادة فيه متأصلا، وتقول: « سنقاتل هذا النظام حتى إسقاطه». ورغم التباين في التوجهات السياسية والعقائدية فإن المجموعات الكردية تختلف عن نظيرتها العربية في أمور عدة، أحدها العناصر النسائية التي تشارك في القتال جنبا إلى جنب الرجال على خطوط المواجهة الأمامية. فبالنسبة لمقاتلي الجيش الحر ليس عاديا أن تترأسهم امرأة، بل تقاتل إلى جانبهم فتيات يرتدين بناطيل الجينز. كتيبة انغيزيك تضم شبابا وأكثر من عشرين فتاة أعمار معظمهم لا تتجاوز الخامسة والعشرين.