ميردوخ يغير شعار «نيوز كوربوريشن» ويأمل في بداية جديدة

يؤكد مجددا أن المؤسسة «شركة عائلية»

روبرت ميردوخ .. وفي الإطار الشعار الجديد لـ«نيوز كورب»
TT

أعلن إمبراطور الإعلام روبرت ميردوخ تقسيم شركته «نيوز كوربوريشن» إلى شركتين منفصلتين؛ إحداهما للصحف ونشر الكتب وتحمل اسم «نيوز كورب»، والأخرى للترفيه وتحمل اسم «فوكس للقرن الحادي والعشرين»، واختار شعارا جديدا، في محاولة لإعادة مؤسسته الإعلامية إلى نشاطها المعتاد مرة أخرى. وتمثل الشعار في كتابة بخط اليد لكل من روبرت ميردوخ ووالده، ليؤكد مجددا أن هذه المؤسسة «شركة عائلية».

وبالنسبة لميردوخ الذي اضطر للاستقالة من مجلس إدارة صحيفته البريطانية العام الماضي بسبب فضيحة التنصت على الهواتف، تأتي هذه الخطوة وكأنها وسيلة لضمان استمرار تأثيره ونفوذه داخل المؤسسة. ورغم أن كلمة «عائلي أو بيتي» كانت عادة ما تكون بعيدة كل البعد عن مؤسسة ميردوخ الإعلامية، فإن هذه الخطوة جاءت لتعطي المؤسسة وجها يعتمد بصورة أكبر على الصداقة والصفة غير الرسمية. وبالطبع، لن تحقق هذه الخطوة النجاح المتوقع، نظرا لأن «نيوز كوربوريشن» مؤسسة عملاقة تتعدى أنشطتها مليارات الدولارات، وليست بضاعة صغيرة يتم جلبها وبيعها. في الحقيقة، تعد هذه الخطوة بمثابة محاولة بائسة لمحو الماضي المشين للشركة من وراء المشبك الحديدي الكروي الغريب الذي كانت تتخذه الشركة كعلامة مميزة لها في السابق.

وبالنسبة للعلامات التجارية التي لا تعد ولا تحصى، دائما ما تكون الشعارات المكتوبة بخط اليد بمثابة إشارة إلى عنصري الأصالة والتراث، وكان شعار شركة «كوكاكولا» - الذي لم يتغير إلى حد كبير منذ أواخر القرن التاسع عشر - يكتب في دفاتر الشركة بخط اليد، في حين يعتمد مصمم الأزياء بول سميث على التوقيع، الذي صاغه أحد الأصدقاء، كشعار للشركة التي أسسها في السبعينات من القرن الماضي، كما تحتفظ شركة «ديزني» بشعار من الأحرف، بحسب «الغارديان» البريطانية.

وفي عصر النصوص الرقمية، تبدو الأحرف المكتوبة بخط اليد وكأنها تتميز بقدر أكبر من الصدق والصراحة، أما في حالة «نيوز كوربوريشن» فإن هذا الشعار، الذي يمثل بداية جديدة للشركة، يحمل قدرا من السخرية. وبينما تقول شركة «نيوز كوربوريشن» إن هذا الشعار هو خط يد ميردوخ، فإنه يبدو وكأنه مكتوب على سبورة أو على ورقة فارغة موجودة على طاولة في أحد المكاتب المهجورة بحسب الغارديان البريطانيين.

ربما يذكرنا هذا الشعار بعملية جمع الأخبار، ولكنه ليس خط يد أي صحافي قام بكتابته على عجل على قصاصة من الورق، ولكنه أسلوب كتابة مدروس للغاية، حيث لا يتصل حرف الـ«إن» بحرف الـ«إي»، كما نرى حرف الـ«إس» بعيدا عن حرف الـ«دبليو» في كلمة «نيوز». «أنا لست عالما في دراسة الخطوط، ولكن المبالغة في رسم حرف الـ(بي) في كلمة (كورب) تعكس ميولا واضحا إلى جنون العظمة المصاب بها ميردوخ».

وكانت «يوز كورب» أعلنت عملية الفصل بين نشاطاتها في الصحف والنشر التي شهدت فضيحة تنصت غير مشروع في بريطانيا، وتلك المربحة في قطاعي التلفزيون والسينما. وقرر مجلس إدارة المجموعة إنجاز عملية الفصل هذه في 28 يونيو (حزيران). وسيتلقى كل مساهم في «نيوز كورب» سهما واحدا من شركة النشر الجديدة مقابل كل أربعة أسهم يملكها حاليا.

ويفترض أن يوافق المساهمون خلال اجتماع عام لهم في 11 يونيو على هذه الخطة، لكن من غير المرجح رفضها. وقال ميردوخ إن «عملية الفصل ستحرر القيمة الحقيقية للشركتين ولموجوداتهما المنفصلة» عبر إعطاء «فرص استراتيجية منفصلة» للمستثمرين والسماح «بإدارة تحدد أهدافها بدقة أكبر» للفرعين. وستحتفظ شركة النشر «هاربر كولينز» وصحف المجموعة باسم «نيوز كورب». والشركة العملاقة تضم صحفا عريقة مثل «وول ستريت جرنال» و«تايمز»، لكنها تأثرت بتراجع الصحافة المكتوبة وفضيحة عمليات التنصت غير الشرعية التي أدت في 2011 إلى إغلاق صحيفة «نيوز إوف ذي وورلد» بعدما كانت واحدة من أكثر الصحف البريطانية انتشارا. وفي إشارة إلى الصعوبات المستمرة لهذا الفرع، ستخلق خسائر في نشاطات النشر الأسترالية والأميركية عبئا إضافيا يتراوح بين 1.2 و1.4 مليار دولار في حسابات الفصل الرابع الذي ينتهي في نهاية يونيوو وستكون الأخيرة المشتركة بين المجموعتين.