الدكتور علاء صادق.. إعلامي مشاغب صاحب أول استقالة على الهواء

ترك الطب من أجل الإعلام الرياضي

د. علاء صادق
TT

الدكتور علاء صادق، أحد رموز الإعلام الرياضي البارز على الساحة الفضائية، وهو شخصية مثيرة كثيرا للجدل، وصاحب أول استقالة إعلامية على الهواء عندما خلع الميكروفون وترك برنامجه فجأة معتذرا لجمهور شاشة قناة «مودرن سبورت»، ثم دخل في معارك كثيرة أغضبت حكام كرة القدم المصريين وبعض اللاعبين المشاهير بسبب نقده اللاذع لهم. واستمرارا لهوايته في السير عكس الاتجاه، فقد تحول مؤخرا لكتابة مقالات سياسية يدعم فيها الرئيس محمد مرسي في الكثير من المواقف التي تزداد فيها حدة الهجوم على الرئيس المصري. وجاء معه الحوار على النحو التالي:

*كيف بدأت حياتك المهنية كإعلامي، وهل أصبحت عند لحظة معينة على يقين بأنك اخترت الوظيفة الصائبة؟ وماذا عن الطب؟! - بدأت حياتي المهنية كإعلامي في صحيفة «السفير» الرياضية عام 1973 وأنا طالب بكلية الطب، ثم احترفت الصحافة عام 1985 في صحيفة «الأخبار» المصرية، ومنذ اليوم وأنا أشعر بأنني اخترت الوظيفة الصائبة بالصحافة، تاركا الطب، ولكن دراسة الطب أعطتني فائدة عملاقة، وهي إجادة اللغة الإنجليزية لأنها لغة الدراسة الطبية بمصر، بالإضافة إلى فائدة ثانية استمرت معي؛ هي منهجية التفكير وأهمية البحث والتدقيق في الصحافة.

*هل تذكر أول موضوع إعلامي ناقشته؟ ومتى كان ذلك؟ أعني أول عمل صحافي أو إعلامي؟

- أول موضوع صحافي ناقشته، كان في صحيفة «التعاون» الرياضية عام 1975 وكان حوارا مع أحد نجوم كرة القدم آنذاك ومقارنته بأحد اللاعبين من جيل سابق تحت عنوان «فلان أحسن منك»، وأذكر أن أول تحقيق في هذا الموضوع كان مع اللاعب فاروق جعفر لاعب نادي الزمالك ومنتخب مصر وقتها.

*من كان قدوتك في الإعلام؟

- قدوتي في الإعلام كانوا ثلاثة، تطلعت أن أصل إلى مستواهم، وهم: جلال الدين الحمامصي، ونجيب المستكاوي، وعبد المجيد نعمان.

*من كاتبك المفضل محليا وعالميا؟

- كاتبي المفضل محليا هو فهمي هويدي، وعالميا سمير عطا الله الآن.

*من الشخصية الإعلامية التي تعتبرها مثلا أعلى يحتذى في الإعلام المرئي والمسموع في مصر؟

- في مصر، كانوا كثيرين، منهم: أمانة ناشد، وآمال فهمي، وحديثا لا يوجد أحد.

*كيف تنجح في تقسيم وقتك بين كتابة المقالات، بجانب البرنامج الذي تقدمه؟

- تقسيم الوقت دراسة ومنهج، ومن فضل الله، وعلى مدار 40 عاما، يومي دائما مقسم بين القراءة التي تستغرق أغلب الوقت، والكتابة التي تأخذ جزءا غير قصير من وقتي، والبرامج التلفزيونية وممارسة الرياضة، بجانب وقت للأسرة، وأحيانا وقت للهو، ودائما وقت لتنظيم أرشيفي، سواء على جهاز الكومبيوتر أو أرشيفي الورقي.

*ما عدد ساعات العمل التي تقضيها خلال الأسبوع، وهل ذلك يترك لك الكثير من الوقت لكي تقضيه مع الأسرة؟

- تقريبا، أعمل ما مجموعه أسبوعيا 40 ساعة، ووقتي مع أسرتي جيد، ولدينا دائما وقت للنزهة داخل القاهرة، ويوم الجمعة مخصص للأسرة للنزهة خارج القاهرة، ولدينا برنامج متجدد لزيارة مدن مصر المختلفة، بالإضافة إلى برنامج سنوي آخر للسفر وقضاء 10 أيام في إحدى الدول الأجنبية.

*هل لديك فريق عمل خاص يساعدك في عملك؟

- لا. لم أعتمد أبدا على فريق عمل خاص إلا في البرامج التلفزيونية فقط.

*ما الشروط التي يجب توافرها في أي صحافي أو إعلامي كي يستطيع العمل بجانبكم أو معكم؟

- هي شروط، لا ترتبط فقط بمن يعمل معي، ولكنها شروط مهمة لكل من يريد أن يعمل في الصحافة والإعلام. أولها: الإجادة التامة للغة العربية. ثانيا: الحصول على مؤهل دراسي. وثالثا: الموهبة، ورابعا: الأخلاق الكريمة، وخامسا: الشجاعة ثم القراءة والاطلاع والرغبة في البحث والقدرة على الاجتهاد.

*هل تعتقد أنه من المهم على نحو خاص أن يكون لديك صحافيون متخصصون لتغطية أخبار معينة حول موضوعات بعينها؟

- بكل تأكيد، أصبح التخصص أمرا بالغ الأهمية. والتخصص في أي مهنة هو كل شيء، فقد انتهى زمن الشمولية في المهن، بل إنه حتى بالنسبة للتخصصات الصحافية الرياضية، فقد أصبحت أكثر دقة وتفصيلا، بمعنى أن الصحافي أصبح يتخصص في لعبة بعينها، وربما على صعيد محدد، يعني مثلا كرة القدم العربية أو الأوروبية وهكذا.

*ما المدونة أو الموقع الإلكتروني الذي تحرص على متابعته؟

- عربيا، أتابع مواقع أغلب الصحف الكبرى في الدول العربية كـ«الأهرام» في مصر، و«الوطن» و«عكاظ» في السعودية، و«الشرق» و«الراية» في قطر، و«السياسة» بالكويت، و«الاتحاد» بالإمارات، بالإضافة طبعا إلى صحف تونس والجزائر وغيرها. وعالميا موقع «cnn»، وموقع «ياهو» لمعرفة الأخبار الاجتماعية، بالإضافة لموقع «af» الإسباني فأتابع من خلاله الأخبار الرياضية، كما أتابع مواقع للمشاهير عالميا مثل موقع الرئيس أوباما، ومحليا موقع الدكتور محمد مرسي.

*ما النصيحة التي تقدمها للصحافيين الشباب في بداية حياتهم الإعلامية؟

- النجاح في مهنتنا يتطلب مواجهة التحديات، والمشي على الأشواك، وتجاوز العقبات المصطنعة التي يضعها آخرون في الطريق، فالنجاح رائع جدا، ولكن الخطوة التي تليه هي الأصعب، ولا يجتازها إلا قليلون في العالم كله، وهي الامتياز، وتتطلب إخلاصا وعملا شاقا.

*هل تستطيع أن تصف لنا ما الذي يعنيه أن تكون صحافيا أو إعلاميا ناجحا؟

- النجاح في الإعلام والصحافة نعمة ضخمة جدا، لا يشعر بها إلا أصحابها. وهو يرتكز على عدة عناصر؛ أولها الاستحواذ على الحب والثقة، والتمتع بمصداقية لدى قرائه ومتابعيه، وأن يكون قدوة ونموذجا في مجتمعه، وأخيرا أن يترك إرثا طيبا عند احتجابه أو رحيله.

*في رأيك، ما أنجح قصة إخبارية قدمتها حتى الآن؟

- لدي قصتان مهمتان جدا؛ أولاهما كانت عام 1989 حين ألغى حكم إثيوبي مباراة بين فريق الزمالك مع فريق سوداني في إحدى بطولات أفريقيا بتونس، وتعرض الحكم لاعتداءات لاعبي الزمالك، وطلب الجميع في مصر تقرير الحكم لمعرفة العقوبات على لاعبي الزمالك، وبعدها بأسبوع سافرت مع منتخب مصر في مباراة له بإثيوبيا، وحرصت على مقابلة الحكم الذي أدار مباراة الزمالك–دون أن يعرف – وعلمت أنه صيدلاني ويمتلك صيدلية، فذهبت إليه طالبا دواء، ثم تحدثت معه عن المباراة وأخبرته بإعجاب المصريين بشجاعته، وظللت أحدثه حتى أمن لي تماما، ووثق بي لدرجة أنه منحني فرصة الاطلاع على تقريره الذي كتبه، فقمت بتصويره بعيني وذاكرتي، وأعطيته له في ثوان، وخرجت من عنده مسرعا لأكتب كل كلمة في التقرير عن العقوبات التي كانت تنتظر لاعبي الزمالك وقتها، ثم أرسلت ما كتبت للقاهرة فورا، ونشرته صحيفة «الأخبار» كاملا كما لو كان نسخة مطابقة من تقرير الحكم الإثيوبي، وكان انفرادا صحافيا جيدا. القصة الثانية كانت عام 2003 عندما ثار الكلام عن نهائيات كأس العالم 2010 ومنافسة مصر، ضمن الدول التي تعرض تنظيم البطولة لديها، فقلت بعد دراستي لملف مصر، إننا سنحصل على صفر من إجمالي 24 صوتا وكتبت ذلك في مقالاتي، وهو ما تحقق.

*ما رأيك في الإعلام الجديد وهل يحل محل القديم؟

- لا شك في أن الإعلام الجديد أكثر وأسرع تفاعلا مع الناس، لكنه بلا صدق وبلا هوية في أغلب دوائره، لأننا لا نعرف من الأشخاص الذين يتفاعلون معنا ولا مدى صدقهم. أما الإعلام القديم، فهو أكثر مصداقية وهو باق بقاء الأهرام.

*ما سر تحولك للكتابة في السياسة وأنت تؤمن بالتخصص المهني؟

- بعد أحداث ثورة 25 يناير، أصبحت الهموم السياسية والأحداث تفرض نفسها على الجميع ولا يمكن لأحد أن يتجاهل الحديث فيها وصارت جزءا من حياتنا.