«سي إن إن» تثير غضب المصريين لوصفها ثورتهم بـ«الانقلاب»

نددوا بسياستها التحريرية في مظاهراتهم.. ودشنوا صفحات للرد عليها

مسيرات تندد بـ«سي إن إن» بسبب تغطيتها للثورة المصرية الثانية
TT

قال محللون إن ثورة 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011 في مصر حظيت بأكبر تغطية إخبارية في التاريخ، لكن يبدو أن «الإعلام» غادر موقع المراقب وبات جزءا من معادلة الأطراف المتصارعة في ثورة 30 يونيو (حزيران) وبعد عامين ونصف العام من الموجة الأم للثورة. فالمصريون المناوئون للرئيس المعزول محمد مرسي استمروا في التظاهر بعد إسقاطه وحملوا خلال مسيراتهم لافتات تندد بالشبكتين الإخباريتين الـ«سي إن إن» الأميركية، و«الجزيرة» القطرية، في حين رفع المتظاهرون المؤيدون لـ«مرسي» صورا تظهر إعلاميين مصريين معارضين وهم معلقون في حبال المشانق.

وتحرك الجيش المصري الأربعاء قبل الماضي وعزل الرئيس مرسي، تحت ضغط ملايين المصريين الذين خرجوا على امتداد البلاد، وقدروا بأكثر من 30 مليونا، استمروا في التظاهر على مدى ثلاثة أيام.

وفي ميدان التحرير كتب المتظاهرون بأضواء الليزر على أكبر جدران أكبر مجمع حكومي في البلاد: «هذه ثورة وليست انقلابا». ودشن نشطاء سياسيون صفحة باللغة الإنجليزية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» باسم «سي إن إن توقفي عن الكذب بشأن مصر»، مؤكدين أن ما يحدث في بلادهم هو ثورة شعبية، وأن الجيش انحاز لمطالب ملايين المصريين وجنب البلاد مخاطر الانجرار إلى الحرب الأهلية، مطالبين القناة الإخبارية بالتوقف عما سموه «تزييف الحقائق وتبني وجهة نظر جماعة الإخوان».

وأصرت الشبكة الأميركية على تمسكها بتعبير «مصر بعد الانقلاب» كشعار رئيس للقسم الخاص بتغطية ومتابعة الأحداث الحالية في مصر منذ عزل مرسي.

من موقعه كخبير يرى الدكتور فاروق أبو زيد، أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة، أن غضب المصريين تجاه التغطية الإخبارية للأحداث خلال 30 يونيو وما أعقبها من أحداث له ما يبرره، موضحا لـ«الشرق الأوسط»: «هناك معياران يمكن من خلالهما الحكم على مهنية أي وسيلة إعلام وهما أن يكون الخبر صحيحا ودقيقا.. وفي تقديري كمتخصص لم تلتزم (سي إن إن) بهذين المعيارين».

وأضاف أبو زيد الذي ترأس لجنة تقييم الأداء الإعلامي خلال الانتخابات الرئاسية الماضية، قائلا إن «المعالجة الإخبارية لـ(سي إن إن) حاولت التهوين من أعداد المتظاهرين المعارضين لمرسي، وركزت وضخمت في أعداد أنصاره».

وأشار أبو زيد إلى أن القناة الإخبارية الأميركية لجأت إلى إعداد التقارير الإخبارية وهي وسيلة طيعة لتلوين الأخبار، وخلال هذه التقارير مالت أكثر لتضمين رأيها غير المرحب بتحرك الجيش، وبدت متعاطفة بالفعل مع جماعة الإخوان.

وبثت الـ«سي إن إن» مقابلة مع ابن الرئيس المعزول مرسي من داخل مقر اعتصام أنصار مرسي في ميدان رابعة العدوية (شرق القاهرة)، كما اهتمت بتغطية كلمة مرشد جماعة الإخوان محمد بديع من منصة الاعتصام.

ولم تقتصر الانتقادات لتغطية الـ«سي إن إن» على الصحف المصرية التي شنت هجوما حادا على القناة الأميركية، لكنها امتدت لوسائل إعلام غربية أيضا. وقالت مجلة «أتلانتيك» الأميركية، إن «سي إن إن» بدت مرتبكة مع الإطاحة بـ«مرسي»، بينما قالت صحيفة «غلوب آند ميل» الكندية، إن «سي إن إن» لم تقم بتغطية أخبار الاحتجاجات والمظاهرات في مصر إلا بعد عزل مرسي. وأضافت: «سي إن إن، نقلت أخبار ثورات الربيع العربي على نطاق واسع، لكن يبدو أنها لم تكن مهتمة بتغطية أخبار ثورة المصريين ضد حكم الإخوان إلا بعد الإطاحة بمرسي».