داليا عبد الله: إجادتي للغات الأجنبية مهدت طريقي إلى شاشة التلفزيون

مذيعة «سكاي العربية» تصرح لـ «الشرق الأوسط» أن النجاح 10% موهبة و90% عمل دؤوب

داليا عبد الله
TT

داليا عبد الله مذيعة الأخبار في محطة «سكاي العربية» تجيد أكثر من لغة، بدأت مشوارها في قناة «روسيا اليوم».. بسبب إجادتها للغة الروسية والإنجليزية والعربية، ووجدت الطريق ميسرا بعد العديد من الاختبارات المهنية، وعملت مقدمة برامج، وانتقلت من برنامج إلى آخر، وتعترف: «المشوار لم يكن سهلا، كان علي أن أتعلم الكثير وبسرعة، وما زالت إلى اليوم أتعلم. محطتي التالية كانت قناة (سكاي نيوز عربية)، ولكن هذه المرة بإطلالة جديدة كمذيعة أخبار. تجربة صعبة فريدة من نوعها ولكن جميلة وممتعة».

وتضيف في حوارها مع «الشرق الأوسط» عبر البريد الإلكتروني: «ما زال لدي اندفاع لتعلم المزيد من الكفاءات المختلفة المجودة في (سكاي نيوز عربية)، أنا أومن بأن الإنسان يتعلم كل يوم من كل شخص من حوله، معلومة تضاف إلى معلومة ولا يلاحظ الشخص إلا وقد أصبح لديه كنز لا يفنى من المعلومات».

وتحلم اليوم داليا عبد الله بأن تغطي في برنامجها «أول رحلة إلى كوكب المريخ أو اليوم الذي سيتم فيه اكتشاف أو إيجاد دواء لمرض الايدز أو السرطان».

وجاء الحوار على النحو التالي:

* كيف بدأت حياتك المهنية كصحافية؟ وهل أصبحت عند لحظة معينة على يقين بأنك اخترت الوظيفة الصائبة؟

- في الحقيقة مشواري المهني في مجال الإذاعة والتلفزيون بدأ بمحض الصدفة، وبالأخص عملي مذيعة برامج. كنت للتو انتهيت من كتابة رسالة الماجستير وأفكر فيما سأفعله وماذا أريد أن أعمل، والسؤال الأهم: في أي بلد؟ كنت أبحث عن مجال عمل بحيث أستفيد من المزايا التي أملكها من لغات وشهادات، وإذا بصديق يخبرني عن افتتاح قناة «روسيا اليوم» الناطقة باللغة العربية في موسكو، قائلا: لم لا تجربين حظك؟ بعثت سيرتي الذاتية وها أنا أنجح في جميع الاختبارات واللقاءات المهنية وأحصل على عمل مع قناة «روسيا اليوم».

إجادتي للغة العربية والروسية والإنجليزية وبعض الفرنسية ساعدتني كثيرا في عملي مساعدة لنائب رئيس تحرير أحد البرامج التلفزيونية التحليلية على القناة، بالإضافة إلى كل ما أعطتني دراستي، مما جعلني أشعر بأنني على الطريق الصحيح وبالرضاء والرغبة في مواصلة تعلم ومعرفة المزيد عن هذا العالم، عالم التلفزيون والشاشة. وبعد ما يقرب من عام بدأ مشواري كمقدمة برامج، لأنتقل من برنامج إلى آخر. مشوار لم يكن سهلا، كان علي أن أتعلم الكثير وبسرعة، وما زلت إلى اليوم أتعلم.

محطتي التالية في مشواري المهني كانت قناة «سكاي نيوز عربية»، ولكن هذه المرة بإطلالة جديدة كمذيعة أخبار، تجربة صعبة فريدة من نوعها ولكن جميلة وممتعة، حيث تعامل «سكاي نيوز عربية» مع الأخبار وتقديمها بشكل متواصل وسريع ومواكبة الحدث ونقل الأخبار العاجلة لحظة بلحظة، كان ربما من أبرز التحديات لمواكبة هذا النبض السريع للمعلومات. تعلمت هناك وأتقنت الكثير، وما زال لدي اندفاع لتعلم المزيد من الكفاءات المختلفة المجودة في «سكاي نيوز عربية»، فأنا أومن بأن الإنسان يتعلم كل يوم من كل شخص من حوله معلومة تضاف إلى معلومة ولا يلاحظ الشخص إلا وقد أصبح لديه كنز لا يفنى من المعلومات، وأنا على يقين بأنني قمت باختيار الوظيفة الصائبة، فيمكنني القول بأنني أحب عملي إلى حد الجنون وأستمتع بعملي كثيرا رغم كل الصعوبات التي قد تواجهني في هذه اللحظة أو تلك.

* ما أول قصة صحافية كتبتها؟ ومتى نشرت؟

- لم أعمل بشكل محترف في الصحافة المكتوبة، ولكن طبيعة العمل وخاصة كنائب رئيس تحرير في أحد البرامج من قبل، تطلب مني الإلمام بالكثير من المواهب التي من بينها الكتابة التلفزيونية (نص متوازن مع الصورة) وكتابة السيناريو للحلقات، بالإضافة إلى التحرير وحتى القليل من الإخراج.

* ما القصة التي تأملين أن تذيعيها قريبا؟

- أول رحلة إلى كوكب المريخ أو اليوم الذي سيتم فيه اكتشاف أو إيجاد دواء لمرض الإيدز أو السرطان.

* من كان قدوتك في الإعلام؟ من هي الشخصية الإعلامية التي ترينها مثلا أعلى يحتذى في الإعلام المرئي والمسموع في بلدك؟

- لا يمكنني القول بأن لدي قدوة محددة في الإعلام. أحب ميزات في بعض الصحافيين وميزات أخرى في مذيعين آخرين. أنا كنت وما زلت أتابع الإعلام والشاشات الأجنبية المختلفة، كالشاشة البريطانية، الروسية، الفرنسية، والشاشات العربية بكل تأكيد. لن أبدأ حتى في تعداد المزايا والاختلافات؛ لأنه موضوع طويل وأستطيع أن أتحدث عنه طويلا، ولكن ما ظل عالقا في ذهني حتى الآن هي مسيرة أحد الصحافيين ومذيعي الأخبار الروسي الذي احتفل العام الماضي بيوبيله الثمانين، منها نحو خمسين عاما على شاشة التلفزيون. حديثه واستعراضه للاختلافات ما بين الصحافة في حقبة الاتحاد السوفياتي وصولا إلى التكنولوجيا التي في متناول أيدينا اليوم يجعلني أفكر فيما كان لديهم مما لم نحصل عليه ونحن لدينا ما لم يحصلوا عليه.

أما في ما يخص مهارة تقديم وإدارة البرنامج الصباحي فيعجبني المذيع الفرنسي ويليام ليميغجي، الذي ربما كان من أحد الرواد في تقديم البرامج الصباحية على التلفزيون الفرنسي بخبرة تجاوزت العشرين عاما.

* من هو كاتبك المفضل محليا وعالميا؟

- ربما لا أكون أقرب إلى التخصص في الأدب العربي، ولكن اهتماماتي الذوقية ترتبط بالأسماء اللامعة، من قبيل عميد الأدب العربي طه حسين في أعماله الفنية والروائية، مثل سيرته الذاتية في كتاب «الأيام»، وبالأخص الجزء الأول، أما في مجال المسرحية فتوفيق الحكيم. وعلى الصعيد السوداني نال الشهرة العربية وشبه العالمية الكاتب الطيب صالح وروايته المعروفة «موسم الهجرة إلى الشمال». وفي أواخر عمره صار يكتب المقالات في مواضيع أدبية وسياسية بالمجلات العربية الصادرة في لندن. هذا ما يخص الكتب أما فيما يخص المقالات الإخبارية المختلفة فأقرأ كل ما يقع تحت يدي.

* ما عدد ساعات العمل التي تقضينها خلال الأسبوع؟ وهل ذلك يترك لك الكثير من الوقت لكي تقضينه مع الأسرة؟ وكيف تنجحين في تقسيم وقتك بين كتابة المقالات وإدارة إحدى المجلات أو البرنامج الذي تقدمينه؟

- أحاول بكل جهدي الموازنة ما بين عملي الذي لا غنى لي عنه وبين بيتي وعائلتي بقدر الإمكان. أحاول أن أخطط يومي بحيث أعطي الوقت الكافي لعملي، وفي الوقت نفسه لا أحرم عائلتي أيضا. لكوني أقدم البرنامج الصباحي، أسعى إلى أخذ القسط الكافي من الراحة والنوم لكي أستطيع المساهمة في البرنامج على النحو الأفضل، ومن ثم قضاء الوقت مع العائلة. يساعدني كثيرا تفهم عائلتي لظروف عملي وبالتالي نحن نسعى جميعا إلى إيجاد حل متوازن.

* هل تعتقدين أنه من المهم على نحو خاص أن يكون لديك صحافيون متخصصون لتغطية أخبار معينة، مثل أن تكون لديهم معرفة خاصة بتنظيم القاعدة أو أفغانستان أو العراق؟

- فريق عمل البرنامج الصباحي في «سكاي نيوز عربية» فريق متميز من الصحافيين المحترفين الذين يقومون بإعداد البرنامج الصباحي، بالإضافة إلى رئيس التحرير ومساعديه. جميعهم لديهم خبرة في مجال الصحافة والتلفزيون، بالإضافة إلى ذلك، نظرا إلى تنوع الفقرات في البرنامج الصباحي، هناك من هو أكثر اطلاعا في موضوع أو مجال أكثر من زملائه، وبالتالي يعكف على إعداد الفقرة. هناك الشق السياسي، الفقرات الطبية، وأخرى متعلقة بآخر المستجدات في عالم التكنولوجيا والمعلومات، وهناك أيضا فقرة الفن وكل ما هو جديد من أخبار في عالم الفن، بالإضافة إلى اللقاءات مع الممثلين والفنانين وكل من له علاقة مباشرة وغير مباشرة مع عالم الفن.

* ما رأيك في الإعلام الجديد؟ وهل سيحل محل القديم؟

- الإعلام الجديد خطا خطوة كبيرة ونوعية إلى الأمام، وربما في وقت زمني قصير نوعا ما، والفضل يرجع للتطور التكنولوجي وما أتاح لنا من فرص الوصول إلى زوايا قد يصعب على كاميرا المصور أحيانا بلوغها لأسباب ما أو ظروف أمنية أو حتى الوصول إلى المعلومات من أنحاء مختلفة من العالم، وبالتالي أخذت الحدود تتلاشى في عالم التواصل الاجتماعي على سبيل أو تكاد تتلاشى. أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي بحد ذاتها منصة متكاملة لتبادل المعلومات وبسرعة فائقة، وأصبح من يقوم بكتابة التغريدات يقوم بعمل الصحافي في الكثير من الأحيان. ومع هذا ستظل للإعلام القديم مكانته، وعلى أي حال يبقى الهدف هو إيصال الخبر والمعلومة.

* ما المدونة أو الموقع الإلكتروني الذي تحرصين على متابعته؟

- لا أتابع مدونة أو موقعا إلكترونيا بعينه، ولكن أحاول أن ألقي ولو نظرة خاطفة على المواقع الإلكترونية الإخبارية، سواء باللغة العربية أو الإنجليزية أو الروسية وحتى الفرنسية، لمعرفة كيف يتم تناول هذا الخبر أو ذاك وردود الفعل المختلفة عليه والزوايا التي يتم التطرق إليها.

* ما النصيحة التي تقدمينها من خلال عملك؟ وهل تستطيعين أن تصفي لنا ما الذي يعنيه أن يكون الإنسان صحافيا أو إعلاميا ناجحا؟

- الثقة بالنفس وبالقدرة على تحقيق الهدف حتى وإن لم يحالفك النجاح في بداية الطريق. لأعيد صياغة مقولة أحد عباقرة الموسيقى الكلاسيكية (باخ) الذي قال: النجاح عبارة عن 10 في المائة موهبة و90 في المائة عمل دؤوب.

* ما الشروط التي يجب توافرها في أي صحافي كي يستطيع العمل في محطتكم أو بجانبكم؟

- سرعة التكيف مع الظروف المختلفة، والعمل تحت الضغط، ثم المهنية. وأخيرا وليس آخرا روح المرح.

* في رأيك، ما أنجح قصة إخبارية قدمتِها حتى الآن؟

- أعتقد أنني قدمت العديد من القصص الناجحة، ولكن القصة الأكثر نجاحا هي التي لم أقدمها بعد.