انتشار نصائح كيفية تحاشي التجسس في أميركا

إنترنت جديد لا يخزن معلومات حتى يقدمها لوكالة الأمن القومي

TT

رب ضارة نافعة. جاء اكتشاف تجسس وكالة الأمن القومي (إن إس إيه) على شبكات الإنترنت العملاقة، مثل «ياهو» و«فيس بوك» و«غوغل» و«مايكروسوفت» في مصلحة شركات صغيرة، قالت إنها لا تحتفظ بمعلومات زبائنها حتى تقدمها لوكالة التجسس. وظهرت، أيضا، مواقع نصائح عن كيفية تحاشي تجسس الاستخبارات على المواقع، وماكينات البحث، والهواتف الذكية.

وكانت الشركات العملاقة أصدرت، بعد كشف التجسس، بيانات مقتضبة وحذرة قالت فيها إنها لا تتطوع وتقدم معلومات الزبائن إلى وكالة التجسس، ولكن بعد أن يصلها أمر من المحكمة الاستخباراتية.

وقالت شركة «ياهو» في بيان حذر إنها تلقت خلال الستة أشهر الماضية 13 ألف طلب تقريبا من الوكالات الاستخباراتية الأميركية تطالبها ببيانات عن مستخدمين.

وقالت «ياهو» في موقعها الاجتماعي «تمبلر»: «كانت أغلبية هذه الطلبات تتعلق بتحقيقات في حوادث احتيال، وجرائم قتل، وحوادث اختطاف، وتحقيقات جنائية أخرى.» وإن طلبات أخرى قدمت بموجب قانون مراقبة النشاطات الاستخباراتية الأجنبية في الولايات المتحدة.

وكان استطلاع تلفزيون «سي بي إس» أوضح أن 30 في المائة من الأميركيين قالوا إن كشف الشبكة التجسسية العملاقة أضر بالأمن الوطني الأميركي. لكن، قالت نسبة 60 في المائة إنه لم تضر. وأشار التلفزيون إلى أنه، رغم تصريحات الغضب من مسؤولين في الحكومة، ومن ديمقراطيين (أكثر من جمهوريين) في الكونغرس، تعتقد أغلبية الشعب الأميركي أن ما حدث لا يؤذي الأمن الأميركي.

وقال تلفزيون «سي بي إس» إن 75 في المائة يؤيدون الحكومة في التجسس على الذين تعتقد، أو تشك في، أنهم إرهابيون. لكن، قالت نسبة 60 في المائة إن هذا يجب ألا يحدث للمواطن الأميركي العادي.

وفي ظل هذا، بدأ كثير من الأميركيون يسألون: كيف نتحاشى وصول معلوماتنا إلى شبكة التجسس؟

وفجأة، اشتهرت شركات كانت مغمورة. وزادت في موقع «غوغل» كلمة «ألترنيتيف» (بديل)، من الذين يبحثون عن بديل لشركات الإنترنت التي تحفظ معلومات زبائنها، وتقدمها إلى وكالة التجسس.

وزادت، أيضا، مبيعات كتاب «1984»، الذي كتبه جورج أورويل، البريطاني، قبل ستين سنة تقربا. وهو الذي كتب عبارة: «الأخ الأكبر يراقبك»، إشارة إلى رقابة الحكومة على مواطنيها.

وقالت مجلة «وايارد» المتخصصة في الإنترنت إن هناك طرقا كثيرة لتحاشي التجسس على معلومات زبائن الإنترنت. مثل تغيير الزبائن لعاداتهم، واستخدام أدوات بديلة. لكن، لن يكن هذا سهلا، بسبب التعود على عادات معينة. وبسبب أن هذه الشركات العملاقة تقدم خدمات مجانية تساعد الناس على الاتصال مع بعضهم البعض، وحفظ معلومات، أو نشرها، أو استلامها.

ومن اقتراحات «وايارد»:

أولا: بدلا عن متصفح «كروم» (شركة «غوغل»)، ومتصفح «إكسبلورر» (شركة «مايكروسوفت»)، ومتصفح «سافاري» (شركة «أبل»)، يمكن استخدام متصفح مستقل وحر، مثل: «فايرفوكس» و«أوبرا».

ثانيا: استخدام خوادم تحجب عنوان الشخص. أو خوادم للتصفح الخفي من دون كشف هوية الشخص.

ثالثا: استخدام «فيرشوال نيتويرك» (شبكة افتراضية)، غير أن هذا يحتاج إلى خبرة أكثر.

وقالت المجلة إن التحاشي يمكن أن ينطبق على البريد الإلكتروني. ويمكن تحاشي البريد الإلكتروني التابع للشركات التي تتعاون مع وكالة التجسس. مثل: «ياهو»، و«أميركا أون لاين» و«أوت لوك» و«جي ميل». وهناك شركات بريد إلكتروني صغيرة، لكنها لا تتعاون مع وكالة التجسس. وهناك، أيضا، شركات أوروبية تلتزم بقوانين أوروبية صارمة حول عدم التعاون مع وكالات التجسس.

وهناك الخزائن السحابية «كلاود»، والتي يتبع بعضها لنفس الشركات العملاقة. وهنا، أيضا، يمكن استعمال حسابات سحابية تتبع لشركات صغيرة.

وبالنسبة لماكينات البحث، مثل «غوغل» و«ياهو»، يمكن استعمال ماكينات بحث متخصصة. مثل أن تكون علمية، أو فنية، أو رياضية.

لكن، يصعب تحاشي الشركات العملاقة في مجال الهاتف الذكي. خاصة أن شركة «فورايزون» الأميركية اعترفت بأنها تتعاون مع وكالة التجسس في التصنت على المكالمات الهاتفية، وعلى أقل تقدير، المكالمات الهاتفية الخارجية، وعلى أقل تقدير، تقدم معلومات عن أرقام تلفونات، من دون أسماء، ومن دون محتويات. ونصحت المجلة، في هذه الحالة، بأن يفرق الشخص بين الاتصال الهاتفي والشبكات الأخرى في هاتفه. والحذر في تحميل التطبيقات.

ويصعب، أيضا، تحاشي شركات التواصل الاجتماعي، مثل «فيس بوك» و«تويتر» و«فليكر» و«يوتيوب» و«غوغل بلص». لكن، هناك شركات صغيرة، مثل: «بدياسبورا».

وفي كل الحالات، هزت قضية وكالة الأمن القومي الاتصالات الإلكترونية، ليس في الولايات المتحدة، بل في كل العالم تقريبا.

وكما قالت مجلة «وايارد»: «رب ضارة نافعة. اكتشاف تعاون شركات عملاقة مع وكالات التجسس يمكن أن يقود إلى تكنولوجيا جديدة مقاومة للتجسس». وقالت: «الخطوة التالية لشركات الإنترنت التي تتعاون مع وكالات الاستخبارات هي تأسيس شبكات لا تحفظ معلومات عن زبائنها، وبالتالي لا تطلبها وكالات التجسس».