صحيفة صينية تعتذر بعد اعتراف صحافي بارتكاب جرائم

محرر اقتصادي معتقل اعترف بتأليف سلسلة من القصص المدمرة

إعلان على الصفحة الأولى «للمرة الثانية من فضلكم أطلقوا سراح الصحافي الصيني تشين يونغزو»
TT

تراجعت صحيفة صينية رسمية عن موقفها ونشرت اعتذارا على صفحتها الأولى أمس، لعدم تحققها من معلومات قدمها صحافي اقتصادي معتقل اعترف بتأليف سلسلة من القصص المدمرة. وكتبت صحيفة «نيو إكسبريس» ومقرها قوانجتشو جنوب الصين، أنه «بعد الحادث، اتخذت صحيفتنا إجراءات غير مناسبة، ملحقة أضرارا خطيرة بمصداقية وسائل الإعلام، وهذا درس قاس بالنسبة لنا».

ونشرت الصحيفة يومي الأربعاء والخميس الماضيين مناشدات لإطلاق سراح تشين يونغ تشو، قائلة إنه لا يوجد دليل يدينه كما يجب ألا يقاضى الصحافيون لإحراجهم أمام الشركات أو الأفراد.

ودعمت وسائل إعلام محلية ونشطاء حقوقيون مناشدة الصحيفة، ونددوا باعتقال تشين باعتبار الأمر يتناقض مع حملة الحزب الشيوعي الحاكم لمناهضة الفساد ومواصلة لحملة قمع متصاعدة ضد المعارضين على الإنترنت.

ومع هذا، قالت الصحيفة أمس إن «تحقيقا أوليا للشرطة أظهر أن صحافينا تشين يونغ تشو جرى تحريضه من جانب آخرين لكتابة عدد من القصص غير الدقيقة مقابل الحصول على أموال».

ولم توضح الصحيفة من دفع لتشين أو من طلب منه ذلك. ولم يكشف تشين (27 سنة) عن هذه الأسماء أيضا في اعترافه أمس على شاشة التلفزيون الرسمي.

وقال تشين الذي ظهر مقيدا بالأصفاد إن «المسودات الأولية قدمت لي، كنت أعاني بيني وبين نفسي. أحد الجوانب كان الربح، والجانب الآخر مهنيتي. من المستحيل أن يجتمع الأمران».

وكتب شياو مو، مدير مركز دراسات الإعلام الدولية في جامعة الدراسات الخارجية ببكين، على مدونته، أن الضرر لمصداقية الصحافة كان «كارثيا».

وقالت الصحيفة، التي يبلغ توزيعها الرسمي 13.‏1 مليون نسخة، أمس إنها «لم تراجع بعناية التقارير»، وستشدد إدارة هيئتها التحريرية على إجراءات النشر. واعتقلت شرطة إقليم «هونان» الصحافي في 19 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري في قوانجتشو «للاشتباه في إضراره بالسمعة الاقتصادية» لشركة زومليون، ثاني أكبر شركة تشييد في الصين، ومقرها تشانجشا، عاصمة إقليم هونان.

واتهمت تقارير تشين الشركة المسجلة في بورصتي هونغ كونغ وتشينجن بأنها تلاعبت في أرباحها وضخمت منها.

وتشتهر «نيو إكسبريس» بسمعتها في مجال الصحافة الاستقصائية رغم أنها، كما وسائل الإعلام الصينية كافة، تخضع لسيطرة حكومية مشددة. ويعد الاعتذار في الصفحة الأولى عن تقرير تشين أمرا نادرا وشجاعة كبيرة.

وكانت جريدة «نيو إكسبريس» الصينية نشرت مطالبة بإطلاق سراح أحد صحافييها على صفحتها الأولى لليوم الثاني على التوالي. وفي خطوة نادرة في الصين قامت الصحيفة بنشر المطالبة على الصفحة الرئيسة لمطالبة السلطات بالإفراج عن الصحافي «تشين يونغزو» الذي اعتقلته الشرطة بعدما كتب مقالا يتناول ممارسات شركة إنشاءات عقارية مملوكة جزئيا للحكومة. في خطوة لا تقل ندرة أيضا عن موقف الصحيفة أعلن مجلس رعاية الصحافة الصيني عن قلقه من اعتقال يونغزو. ونشرت «ديلي إكسبريس» في أسفل الصفحة الأولى عبارة بالبنط العريض تقول نصا «مرة أخرى: من فضلكم أطلقوا سراحه».

وطالبت الصحيفة بمعاملة الصحافي بما يمليه القانون وقالت «لا يمكن للشرطة أن تعتقل المواطنين أولا ثم يقومون باستجوابهم لاحقا».