الانتخابات الهندية وسط حرب الإنترنت

السياسيون يلجأون إلى وسائل الإعلام الاجتماعي بصورة متزايدة

TT

مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية في خمس ولايات هندية الشهر المقبل، وكذلك الانتخابات العامة (وهي أول انتخابات تعقد في الهند بعد ازدهار وسائل الإعلام الاجتماعي) العام المقبل، برزت وسائل الإعلام الاجتماعي كبرنامج انتخابي رئيس يمكنه التأثير على السياسات الهندية وربما تؤدي إلى تأرجح الأصوات بنسبة 3 - 4%.

وبحسب الدراسة غير متصلة بالإنترنت التي أجرتها شركتا «تي إن إس»، المتخصصة في أبحاث السوق، و«غوغل إنديا»، يتوقع أن تؤثر منصات وسائل الإعلام الاجتماعي على نحو 200 دائرة انتخابية من إجمالي 543 دائرة انتخابية برلمانية، مما يجعل مستخدمي «فيس بوك» و«تويتر» أحدث كتلة انتخابية في البلاد.

وسوف يرتفع عدد مستخدمي وسائل الإعلام الاجتماعي في المناطق الحضرية بالهند إلى 91 مليونا (أكثر من عدد سكان المملكة المتحدة) بحلول ديسمبر (كانون الأول) 2013: بزيادة تصل إلى 17% عما كانت عليه في يونيو (حزيران) من العام ذاته.

وطبقا لنتائج دراسة «غوغل إنديا» وشركة «تي إن إس»، كان ناريندرا مودي مرشح حزب «بهاراتيا جاناتا» لمنصب رئيس الوزراء، وراهول غاندي، المرشح لشغل منصب رئيس الحزب الحاكم، من أكثر السياسيين الذين يتم البحث عنهم على المواقع.

وتوضح الدراسة أن وسائل الإعلام الاجتماعي يمكن أن تكون أكثر إقناعا من الإعلانات التلفزيونية. ويستخدم ما يقرب من 140 مليون هندي الإنترنت بشكل يومي، منهم 40 مليونا يملكون القدرة على الحصول على خدمة الإنترنت عالي السرعة، ويمتلك كل شخص منهم في الغالب حسابا واحدا على الأقل على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتتوقف أهمية شبكات التواصل الاجتماعي كأداة سياسية على أمرين رئيسين. الأول تحول الطبقة المتوسطة من الهنود، التي شعرت بالعجز عن التأثير على نتائج الانتخابات، إلى الإنترنت كساحة بديلة للمعركة. ويأتي «فيس بوك» و«تويتر» بمثابة منصات واستوديوهات الأخبار التلفزيونية للبرلمان الجديد.

نشر المعلومات عبر وسائل الإعلام الاجتماعي، لا يقتضي أن تمر أي رسالة سياسية عبر أي محرر أو مذيع تلفزيوني، مما يجعل ذلك اتصالا بلا رقيب ودون وجود أي نسق تحريري.

ويقول مانيش تيواري، المتحدث باسم حزب «المؤتمر الوطني الهندي» والناشط على مواقع التواصل الاجتماعي «أنت من تتعامل مباشرة مع الأشخاص، هذه مزايا واضحة».

ويرى راجان اناندان، العضو المنتدب ونائب رئيس «غوغل إنديا»، أن «قطاعا كبيرا من الناخبين الشباب في المدن يلجأون إلى الإنترنت للبحث عن التساؤلات الكثيرة المرتبطة بالانتخابات».

وتقول «غوغل إنديا» إن بحثها يفترض أن الإنترنت سيلعب دورا أساسيا في التأثير على قرار السكان الحضر الذين لم يحسموا قرارهم بعد في الانتخابات المقبلة.

من ناحية أخرى تحاول كافة الأحزاب السياسية الهندية، حزب المؤتمر الحاكم وحزب بهاراتيا جاناتا، حزب المعارضة الرئيس، أن تتفوق على بعضها البعض في مجال الشبكات الاجتماعية قبل سخونة المعركة الانتخابية في نوفمبر (تشرين الثاني) - وديسمبر (كانون الأول)، والمعروفة باسم المراحل قبل النهائية للانتخابات العامة لعام 2014.

وقد سعت الكثير من شركات العلاقات العامة لاستحداث هذه المساحة عبر الإنترنت.

ويبذل كل من ماهيش مرثي من شركة «بينستورم»، وديليب شيريان من شركة «بيرفكت ريلاشنز» وسوميناثان من شركة «إيرس بيز سيرفسيز» اللتين تعدان من أشهر وكالات العلاقات العامة والتسويق عبر وسائل الإعلام الاجتماعي في الهند، جهودا لإقناع السياسيين بحزب المؤتمر وحزب بهاراتيا جاناتا بأهمية وسائل الإعلام الاجتماعي.

ويقول مرثي إن نفس استراتيجيات وسائل الإعلام الاجتماعي التي استخدمها لتعزيز وتشجيع عملاء شركته يمكن أن تجدي نفعا أيضا بالنسبة للأحزاب السياسية.

ويشير شيريان إلى أن هذه الخدمات لن تكون رخيصة، لكن الاستثمار في وسائل الإعلام الاجتماعي يعتبر استراتيجية على المدى الطويل ويجب اللجوء إليه لا من أجل تحقيق مكاسب سياسية بسيطة للغاية، ولكن لأن هذا الاستثمار يعد منصة للتعرف على تطلعات الشباب.

وتم استبدال استراتيجيات الحملات الانتخابية التقليدية، التي تتضمن عقد اللقاءات العامة والتجوال من منزل إلى منزل التماسا لأصوات الناخبين وعقد المناظرات على شاشة التلفزيون، باتباع استراتيجية شاملة للاستخدام الفعال لمواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر» والمدونات، وذلك في محاولة جادة لتحقيق الاتصال للمرة الأولى مع الناخبين، على وجه الخصوص.

ويستخدم السياسيون الهنود وسائل الإعلام الاجتماعي بصورة متزايدة في الوقت الراهن في محاولة للترويج لآيديولوجياتهم القومية، حيث تغص وسائل الإعلام الاجتماعي بالداعمين للأحزاب السياسية وتطغى هذه الجيوش من المؤيدين على الكثير من المناقشات التي تمهد الطريق للانتخابات.

وكان حزب بهاراتيا جاناتا هو أول حزب سياسي وطني يلجأ إلى التكنولوجيا للتواصل مع الناخبين، عن طريق استخدام حساب «تويتر» وصفحة «فيس بوك» وقناة «يوتيوب» وتطبيقات الهاتف الجوال والتدفق المباشر عبر الإنترنت. ويتابع مرشح حزب بهاراتيا جاناتا لرئاسة الوزراء ناريندرا مودي، الذي يتوقع البعض فوزه برئاسة الوزراء نحو 1,600,000 متابع. إضافة إلى ذلك، سعى مودي لاستخدام التكنولوجيا الرقمية، بما في ذلك عرض الخطابات على الشاشات ثلاثية الأبعاد في 53 مكانا في البلاد في نفس الوقت.