مجلة الموسيقى الأولى في العالم تخضع لمنشطات صحافية أميركية كورية

مطبوعة «سيول سيكريت» .. أو «أوفر المجلات» حظا

جانيس مين صاحبة وصفة سيول السرية لتطوير مجلات الموضة
TT

في عام 1894، صدرت أول مرة مجلة «بيلبورد» (اللوحة، من «لوحة الإعلانات»)، التي صارت اليوم أهم مجلة تعنى بالموسيقي، ليس فقط في أميركا، ولكن في العالم كله. لم تكن للموسيقى عندما صدرت أول مرة. كانت لتغطية إعلانات الشوارع والطرق البرية، التي كانت في بدايتها في ذلك الوقت. ومن هنا جاء اسم «لوحة الإعلانات».

في أول عدد، كتبت: «نريد متابعة كل ما هو جديد، ومشرق، ومثير للاهتمام في لوحات الإعلانات».

لكن، خلال الـ10 سنوات الأخيرة، مثل غيرها من المجلات والصحف المطبوعة، واجهت تحدي تكنولوجيا الإنترنت. على الرغم من أنها تخاطب طائفة معينة، هم العاملون في صناعة، وخلق، وتسجيل، وتطوير، ونشر الموسيقى، دخلت مطبوعات أخرى هذا المجال. بل وصار أفراد ينشرون مجلات عن الموسيقى في الإنترنت. وطبعا، حتى شركات نشر الأغاني، بعد عناد طويل، استسلمت، وصارت تحاول مجاراة نشر الأغاني في الإنترنت، خاصة النشر غير القانوني، الذي كبد هذه الشركات خسائر كبيرة.

أخيرا، قررت مجلة «بيل بورد» مجاراة الاثنين؛ مجاراة التطور في طباعة المجلات والصحف، ومجاراة تطور النشر في الإنترنت. واختارت رئيسة جديدة لتحريرها؛ جانيس مين.

هذه هي الصحافية الأميركية الكورية التي تحمل في يدها عصا سحرية (يقول البعض: «إبر وخز») تطور بها مجلات أميركا. واحدة بعد أخرى. وصارت تسمى «سيول سيكريت» (صاحبة وصفة سيول السرية لتطوير المجلات). وتسمى، أيضا، «مغازينز أوبرا» (أوبرا المجلات. إشارة إلى نجمة المقابلات التلفزيونية أوبرا وينفري، التي تحولت من مذيعة مغمورة إلى أشهر مذيعة مقابلات تلفزيونية في العالم).

ولدت جانيس مين في عائلة مهاجر ومهاجرة من كوريا استقرت في ليتلتون (ولاية كولورادو) قبل نصف قرن تقريبا. درست في مدارس كولورادو، ثم انتقلت إلى مدرسة الصحافة التابعة لجامعة كولومبيا في نيويورك. وبعد تخرجها عملت صحافية في صحيفة «ونشستار تايمز» (ولاية نيويورك). ثم قررت أن الصحف اليومية ليست مجالها، وأن «القدر قال لي أن أتحدى القراء مرة أسبوع، وليس كل يوم»، كما كتبت في كتاب مذكراتها.

وخلال خمس سنوات، انتقلت من مجلة إلى مجلة؛ «بيبول» (الناس)، «ستايل» (الموضة)، «لايف» (الحياة). ثم استقر بها المقام في «آس ويكلي» (نحن الأسبوعية). كان ذلك في عام 2002، واستغرب الناس لأن هذه الصحافية الشابة الطموحة انتقلت من مجلات ناجحة، أو شبه ناجحة، إلى مجلة مهددة بالإفلاس. لكن، يبدو أن استغراب الناس قل، أو ربما زاد، عندما صارت رئيسة تحرير.

كما قالت في كتابها: «حلمت بأنني سأحول أفشل مجلة مشاهير إلى أنجح مجلة مشاهير», هذا النوع من المجلات يسمي «سليبرتي ماغازينز» (مجلات المشاهير). وتظل مجلة «بيبول» (التي تصدرها شركة مجلة «تايم» نفسها) هي الأولى. لكن، الشكر، للصحافية الكورية، خلال سنوات قليلة، جعلت مجلة «اس ويكلي» الثانية، بعد أن كانت تواجه الإفلاس. وخلال سنوات قليلة، زاد التوزيع بمقدار الضعف.

ولم تكن صدفة أن استضافتها أوبرا وينفري في برنامج مقابلاتها التلفزيونية. تهتم هذه المقابلات بالنساء، خاصة النساء الناجحات. وخاصة الأقليات، مثل السوداوات والكوريات. وخلال المقابلة، تبادلت المرأتان قصص حياة الأقليات في أميركا، خاصة في مجال الإعلام.

في عام 2009، «بحثا عن تحدٍّ جديد»، كما قالت، استقالت الصحافية الكورية من رئاسة تحرير مجلة «اس ويكلي»، وانتقلت رئيسة لتحرير «هوليوود ريبورتر» (صحيفة صارت مجلة). وكتبت في كتابها: «ما دمت تخصصت في مجلات المشاهير، لماذا لا أذهب إلى بلد المشاهير؛ هوليوود؟».

عام 1930، تأسست «هوليوود ريبوتر» كصحيفة تتابع أخبار المشاهير. وفي عام 2010، حسب خطة الصحافية الكورية، تحولت إلى مجلة. وأصابتها العصا السحرية، وتضاعفت مبيعاتها في السنة الماضية. الآن، تنتقل صاحبة العصا السحرية إلى مجلة «بيلبورد».

وليس هذا غريبا، لأن المطبوعتين تصدرهما شركة «غوغنهايمار»، واحدة من أنجح شركات النشر في الولايات المتحدة. لكن، ربما سيكون التحدي هنا أكبر، لأن «بيلبورد»، أولا: ليست مجلة مشاهير. ثانيا: مجلة متخصصة في الموسيقى. ثالثا: جزء كبير منها عن مواضيع اقتصادية وقانونية، مثل النزاع بين شركات إنتاج الموسيقى، وشركات توزيع الموسيقى، والفنانين (عندهم شركات).

في مقابلة مع مجلة «بيلبورد» نفسها، قللت رئيسة التحرير المقبلة، جانيس مين. من هذا التحدي، وتندرت بأنها مشغولة بالطبعة الثانية لكتابها: «كيف تبدين جميلة في سيارة (ميني فان)؛ دليل المرأة نحو تخفيض الوزن، والجمال الرائع، والملابس الأنيقة في عصر الأمهات المشهورات».

ما صلة الكتاب بالوظيفة الجديدة؟ بل، لماذا اسم هذا الكتاب طويل، وغريب؟ قلّلت من أهمية السؤالين. وكأنها تقول للصحافي السائل: «أنتم لا تفهمونني». ربما هنا سر «سر سيول».