بريطانيا تعرض «حلا وسطا» لتجاوز الانقسام في مجلس الأمن بشأن العراق

بليكس: الحرب ستكون فشلا ذريعا لمنهج نزع السلاح من خلال عمليات التفتيش

TT

في الوقت الذي أشاد فيه كبير مفتشي الأمم المتحدة هانس بليكس رئيس لجنة انموفيك بالخطوات التي اتخذتها بغداد باتجاه نزع السلاح، سربت مصادر مجلس الأمن خبرا بأن بريطانيا سوف تقدم مقترحات لحل وسط، سعيا لإخراج المجلس من مأزقه الراهن إزاء الأزمة مع العراق.

وقالت مصادر مجلس الأمن ان الحل الوسط الذي سيقدمه وزير الخارجية البريطاني جاك سترو في مقر الأمم المتحدة بنيويورك يمنح العراق بعض الوقت للكشف عن أسلحة الدمار الشامل، وتكون الفترة المقترحة بمثابة انذار أخير للعراق، وإلا سيواجه «العواقب الوخيمة» الموعودة والتي تعني استخدام القوة العسكرية لنزع أسلحته.

وقال مصدر دبلوماسي غربي رفض ذكر اسمه «إن الولايات المتحدة وبريطانيا واسبانيا تريد أن تفتح نافذة لفرصة أخيرة للعراق». وفسرت أوساط الأمم المتحدة الخطوة البريطانية كرد فعل على الموقف التي اتخذته فرنسا وروسيا وألمانيا في البيان الثلاثي الذي صدر عن وزراء الدول الثلاث في باريس امس والذي هدد ضمنيا باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار يجيز الحرب ضد العراق.

واحجمت وزارة الخارجية البريطانية عن التعليق على هذه المعلومات وقالت «لا يوجد على الطاولة إلا مشروع واحد (القرار الثاني) ونجري محادثات حثيثة مع شركائنا حول هذا النص ولا تعليق من قبلنا».

واوضح مصدر دبلوماسي بريطاني ان النص المعدل سيعطي بوضوح صدام حسين «فرصة اخيرة بتحديد مهمات اساسية» يجب تنفيذها اذا اراد ان يثبت عزمه على نزع اسلحته. وقال ان تحديد مهمات اساسية «سيسمح للجميع بان يروا ما اذا كان صدام حسين يتعاون حقا مع المفتشين الدوليين ام لا».

واعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية اليونانية بانوس بيغليتيس ان الرئاسة اليونانية للاتحاد الاوروبي رحبت امس بالاعلان الفرنسي ـ الالماني ـ الروسي المشترك حول رفض قرار ثان في الامم المتحدة يسمح باللجوء الى القوة ضد العراق، ووصفت هذا الاعلان بانه «مهم».

وقال المتحدث في ايجازه الصحافي اليومي ان الاعلان «قرار مهم يؤكد الارادة لايجاد حل سلمي للمشكلة ويعزز عمل المفتشين الدوليين» عن الاسلحة العراقية.

واكدت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو ماري ان فرنسا لن تتدخل عسكريا في اي حال من الاحوال ضد العراق بدون قرار من الامم المتحدة. وقالت الوزيرة في حديث لصحيفة «فرانس سوار» اليومية الشعبية الباريسية «في اي حال، نحن لن نتدخل عسكريا بدون قرار من الامم المتحدة، ومواقفنا واضحة جدا ولم نغيرها منذ البداية، وارى انها تنضم لرأي الاغلبية الساحقة، ليس فقط الحكومات ولكن الرأي العام ايضا». وحول استخدام فرنسا لحق النقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي لمواجهة مشروع قرار اميركي ـ بريطاني، قالت اليو ماري ان «المشكلة لا تطرح نفسها اليوم، فموقفنا هو رأي الغالبية في مجلس الامن الدولي». واشارت المسؤولة الفرنسية الى «الانقسام العميق في الرأي العام الاميركي، والانجلو ـ ساكسوني عموما حول الأزمة العراقية».

واكدت الصين دعمها للاعلان المشترك الصادر في باريس عن فرنسا والمانيا وروسيا ضد قرار جديد حول العراق في الامم المتحدة. وقال وزير الخارجية الصيني تانغ جياكسوان في مؤتمر صحافي ان «الموقف الصيني منسجم مع الاعلان المشترك، وان الصين تدعم مضمون هذا الاعلان».

وعلى عكس ما تقوله ادارة الرئيس جورج بوش قال بليكس، كبير مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة اول من امس، ان العراق عزز في الاونة الاخيرة تعاونه في مجال نزع الاسلحة.

وقال في مؤتمر صحافي عقد اول من امس ان اندلاع حرب سيفقد عمليات التفتيش مصداقيتها، ليس في العراق فحسب بل في اي مكان اخر. وقال «اذا نشبت حرب فاعتقد انها ستكون فشلا ذريعا لمنهج نزع السلاح من خلال عمليات التفتيش».

ووصف بليكس تدمير صواريخ «الصمود ـ 2» العراقية بانه «نزع حقيقي للسلاح».

واكد ان العراق سمح لاول مرة في الاسابيع الاخيرة باجراء سبع مقابلات مع علماء ومسؤولين اخرين دون حضور مراقبين حكوميين او وضع اجهزة تسجيل صوتية. وقال بليكس «حصلنا على مقدار عظيم من التعاون في المقابلات بصفة عامة». واضاف ان فرق التفتيش اجرت سبع مقابلات منفردة دون حرس او اجهزة تسجيل. وقال انه اضافة الى قبرص طلب من دولة عربية لم يذكر اسمها استضافة مفتشين وعلماء عراقيين وافقوا على اجراء مقابلات خارج العراق.