الصحف الكويتية تشن حملة عنيفة على النظام العراقي ومصادر عربية تتوقع تأثيرات سلبية

TT

لليوم الثاني على التوالي، استمرت في الكويت امس ردود الفعل القوية ضد الاتهامات والشتائم التي وجهها رئيس الوفد العراقي عزة ابراهيم، نائب رئيس مجلس قيادة الثورة، في مؤتمر القمة الاسلامية بحق الكويت وشرعيتها وشعبها حين وصف الكويت بالتآمر بسبب خيانة حكام الكويت وتعاونهم مع الصهيونية والامبريالية. ونددت الصحف الكويتية امس بما وصفته بـ«البذاءة والكذب والإفك»، وأجمعت «على ان العراق حين ادعى بأن الكويت تهدد أمن العراق فان العالم لا ينسى ان من هدد امن الكويت هو العراق حين غزاها واجتاحها وان من اعلن الحرب على ايران هو العراق وان من نشر فرق القتل ورجال المخابرات في كل الانحاء العربية والعالمية هو العراق».

واوضحت «ان من شرع الاغتيال والتعذيب والارهاب والخطف والتفجير والتخريب هو العراق وحين يلجأ الى الشتائم والنعوت الرذيلة والبذاءة لا يعرف انه باسم نظامه ونيابة عنه قد اعلن افلاسه فكريا وسياسيا وأدبيا وان الغاءه اصبح من ضرورات نهضة العراق وقيامة شعبه».

وقالت صحيفة «القبس» في افتتاحيتها بعنوان «سائرون على طريق الحق رغم المهاترات» انه «يخطئ في التقدير كل من يظن ان موقف القيادة السياسية الكويتية بشأت تحرير العراق من النظام الفاسد في بغداد هو موقف حكومي فقط ما هو معتاد في الكثير من الدول».

من جانبها قالت صحيفة «الرأي العام» ان شتائم عزة ابراهيم التي وجهها الى الكويت وشتائم «رفاقه» المسؤولين في النظام هي القاعدة واللغة العاقلة لذاك النظام، هي الاستثناء في اللعب على وتر التناقضات داخل هذا البيت بما يخدم مصالحه.

ورأت صحيفة «السياسة» في افتتاحية بعنوان «على منصة الاعدام» ان «ما بدر امس من الدوري» يسقط حجة الجميع ومعهم بعض العرب بأن انقاذ النظام العراقي من ضربة عسكرية جهد يستحق ان يبذله العرب والمسلمون، ما بدر امس من الدوري يستدعي هذه الضربة ويحتمها كواجب على عاتق العالم والعرب والمسلمين ان يقوموا به في كل محفل في كل اجتماع في كل مؤتمر لا نرى حضور النظام العراقي على غير الصورة التي تجلت امس في قطر».

وتحت عنوان «افك الحثالة وشموخ الرجال» قالت صحيفة «الانباء» «من تآمر وغزا واحتل ارضا عربية وخان امانة الدم العربي في 1990/8/2 سوى العراق ونظامه».

ووصفت الصحيفة رد رئيس القمة الاسلامية الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بأنه كان رداً بليغاً حين خاطب المندوب العراقي قائلا: انت قلت في بداية خطابك واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا».

وفندت زعم الدوري من ضمن ما زعم ان خسائر العراق منذ غزا الكويت فاقت خسائر الكويت بعشر مرات والحقيقة ان الشعب الكويتي كان قد خسر وذلك لأنه معتدى عليه اما الشعب العراقي لو خسر فذلك لأن نظامه هو المعتدي عليه.. وهو المتآمر عليه.. كما تآمر ضد الامة العربية.. وأدخلها في دوامة لا متناهية من الصراعات والأزمات».

وفي القاهرة، نقلت وكالة الانباء الكويتية (كونا) عن مصادر دبلوماسية عربية رفيعة المستوى قولها امس ان ما ورد من عبارات وتجاوزات والفاظ خارجة على لسان رئيس الوفد العراقي الى قمة الدوحة الاسلامية سيكون له تأثيرات سلبية على الجهود المبذولة سعيا لحل سلمي للأزمة العراقية.

واوضحت المصادر ان ما حدث سيكون له تداعيات سيئة على الموقف العربي الداعي الى حل الازمة العراقية من خلال الطرق السلمية.

وأشارت الى ان البذاءات التي وردت على لسان رئيس الوفد العراقي جاءت في وقت كان يفترض ان العراق يريد الحصول على دعم عربي واسلامي لتجنب احتمال شن حملة عسكرية اميركية ـ بريطانية.

وأكدت المصادر ان الموقف العراقي الذي جدد اتهاماته ومزاعمه بشأن دولة الكويت بات ضعيفا في الحصول على دعم حقيقي باستثناء ما صدر عن القمة الاسلامية من بيان ختامي حول الازمة بالطرق السلمية.

وتساءلت: «كيف يريد نظام بغداد الحصول على دعم وتأييد في وقت ما زال فيه يستمر في توجيه تهديداته واتهاماته لشعب وحكومة الكويت» مشيرة الى ان قمة شرم الشيخ العربية كانت قد طلبت وقف مثل هذه الامور وهو ما لم يحترمه نظام بغداد.

وعبرت عن مخاوفها الشديدة ازاء التأثيرات السلبية المتوقعة لمثل هذه الامور خاصة في المحافل الاقليمية والدولية بما يؤدي الى زعزعة المساعي التي تبذلها عدة اطراف لتجنيب الشعب العراقي ويلات حرب مدمرة اخرى.

واكد الباحث بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بمؤسسة «الأهرام» الدكتور عماد جاد في تصريح لـ«كونا» ان القيادة العراقية تفسد كافة الجهود والمحاولات المبذولة من اجل بلورة رأي فاعل من اجل انقاذ ما يمكن انقاذه بالنسبة للشعب العراقي.

واوضح ان ما جاء على لسان رئيس الوفد العراقي الى قمة الدوحة الاسلامية يؤكد «عدم حنكة وعدم مسؤولية» من جانب نظام بغداد الامر الذي اثار الاستياء واضعف المقولة التي رددها البعض بأن نظام بغداد قد غير سلوكه.

وأشار الى ان مبادرة الشيخ زايد ربما تكون أسلم الحلول واكثرها صوابا مؤكدا ان احدا لا يستطيع ان يشكك في الدوافع النبيلة التي دعت الشيخ زايد الى اطلاق مبادرته لدرء اخطار حرب مدمرة محتملة.

اما الخبير الاستراتيجي واستاذ العلوم السياسية الدكتور عبد الله الاشعل فوصف في تصريح مماثل لـ«كونا» ما حدث في القمة الاسلامية في قطر من جانب رئيس الوفد العراقي بأنه «يعد تطاولا وخروجا على حدود الأدب واللياقة ونطاق الاعراف الدبلوماسية».

وأشار الى ان النظام العراقي يعاني لا سيما في الآونة الاخيرة من التوتر وانفلات الاعصاب خاصة بعد اطلاق المبادرة الاماراتية التي تطالب النظام العراقي بترك الحكم وتأييد دول الخليج لها والعديد من الدول العربية الاخرى.

ورأى ان الانفعالات التي كانت واضحة على وجه رئيس الوفد العراقي ما كان يجب ان تحدث أبداً منوهاً برباطة جأش رئيس الوفد الكويتي الى القمة الاسلامية.